نزار جاف من بون
لاتزال الحکومة العراقية تصر على الاخلال بتعهداتها التي ألزمت نفسها بها أمام الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بأن تتم تصفية الاموال غير المنقولة لسکان أشرف، وهي مسألة تدخل فيها النظام الايراني أيضا من خلال تصريحات إستفزازية بتحديد مبلغ لايتجاوز ثلاثة ملايين دولار في حين أن قيمة الاموال غير المنقولة لسکان أشرف تقدر بنصف مليار دولار، وعشية الاستعدادات الجارية لنقل الوجبة السادسة من سکان أشرف و البالغة عددها 680، والتي تستعد منذ يوم 12 سبتمبر/أيلول للتوجه الى مخيم ليبرتي وقد قاموا بتحميل ممتلکاتهم، لکن الحکومة العراقية تقوم بفرض ضغوط قوية للحيلولة دون نقل أموالهم و ممتلکاتهم بزعم التحرك بأسرع مايمکن.
وأکد السيد محمد إقبال في إتصال خاص من مخيم ليبرتي، بأن الوجبة السادسة و بناءا على المبادرة التي أعلنتها السيدة مريم رجوي مؤخرا فقد شدت الرحال و أتمت کافة استعداداتها للتوجه الى مخيم ليبرتي، لکن"وکما يؤکد السيد إقبال"، فإن الحکومة العراقية تزعم بأن عدم تحميل و نقل الممتلکات بصحبة المنقولين ستساهم بالتسريع بعملية النقل، إلا أن الظروف الصعبة لسکان مخيم ليبرتي و حاجتهم الماسة الى مختلف المعدات و الوسائل الضرورية المتواجدة في أشرف تدفعهم بإلحاح للمطالبة بنقلها معهم ولاسيما وان الحکومة العراقية قد أکدت أمام ممثل الامين العام للأمم المتحدة عن موافقتها على نقل او تصفية الاموال غير المنقولة و الخاصة للسکان، وقال إقبال أن اجهزة التبريد و التسخين في مخيم ليبرتي معطوبة او تعاني من نواقص لاتجعلها تعمل بالشکل المطلوب مثلما أن العدد القليل الذي يعمل بصورة جيدة لايلبي حاجة السکان المتواجدين فيه، غير أن لجنة قمع أشرف"يقصد السيد إقبال اللجنة الخاصة بمعسکر أشرف و التابعة لرئاسة الوزراء العراقية" ، أصدرت أوامرها الى القوات العراقية بمنع تحميل أجهزة التسخين و التبريد و کذلك أعلنت ممنوعية نقل المولدات الکهربائية و السيارات الشخصية و الحافلات الصغيرة و الکبيرة التي إشتراها السکان على نفقاتهم الخاصة مؤکدا بأن لديهم الوثائق المطلوبة التي تشير الى مالکيتهم لها.
وحول سبب رفض الحکومة العراقية على الموافقة على نقل الممتلکات مع الوجبة السادسة، يقول محمد إقبال، أن هذا الرفض الحکومي العراقي و کذلك التسريع غير المبرر لنقل السکان، تخفي في ثناياها الکثير من المخاوف لأنها"أي الحکومة العراقية"، وبالتعاون و التنسيق مع وکلاء النظام الايراني في العراق تنوي سرقة و نهب تلك الممتلکات و وضع اليد عليها.
وحول الظروف الحالية في مخيم ليبرتي و الزيارة التي قامت بها بشکل مفاجئ وفد يتألف من جورج باكوس المستشار السياسي للمالكي وصادق محمد كاظم وجورجي باستين نائب الممثل الخاص للأمين العام للأم المتحدة مع عدد من الدبلوماسيين والمراسلين في بغداد، أن هذه الزيارة قد تمت بدون إطلاع مسبق و کانت لغايات و أهداف دعائية و إعلامية بحتة للتغطية على الظروف السيئة في مخيم ليبرتي وحاولت الحكومة العراقية من خلالها أن تتستر على واقع مخيم ليبرتي الذي هو سجن بحسب کل المعايير وقال إقبال محاججا الحکومة العراقية: لم يكن ليبرتي سجنا في واقع الأمر فعلى الأمم المتحدة أن تعلنه بمثابة مخيم للاجئين بأبواب مفتوحة وأن يسمح للسكان لنقل ممتلكاتهم خاصة المولدات والمعدات الطبية وسيارات صالون والعجلات الخدمية ورافعات شوكية الى ليبرتي.
وأکد إقبال في نهاية إتصاله الهاتفي من مخيم ليبرتي ان سكان مخيمي أشرف وليبرتي يحذرون من سرقة ونهب ممتلكاتهم ويطالبون الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والحكومة الأمريكية والاتحاد الاوربي والجهات الدولية المعنية بالتدخل من أجل منع سرقة ونهب ممتلكاتهم المنقولة والغير منقولة ووضع اليد عليها من قبل وكلاء النظام الايراني في العراق، مردفا بإن مخيم ليبرتي يحب أن يعلن مخيما للاجئين لكي يتمكن السكان من ان يتمتعوا بحرية التردد إلى خارج المخيم مثلما اعلنتها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ويتمكن المحامون والمراسلون والبرلمانيين والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان من زيارتها و الدخول إليها.
التعليقات (0)