مواضيع اليوم

الحياة.. مجرد صفحة من كتاب

جواد الحسن

2011-06-08 00:20:06

0

الحياة.. مجرد صفحة من كتاب -
لا شئ يبعث على الحيرة في العصر الحديث.. هذا العصر المتغير.. المتسارع، والمتبدل.. أكثر من الشكل، والنسق الذي يريده الإنسان نحو الإنسان الآخر.. الشريك الرئيس في متغيرات الحياة.. يريدها أن تستقيم له عنوه.. حتى وصل به خلط أوراقها إلى مدى مرتبك.. مما أفضى أليه تداخل الرؤية.. وكأن الحياة لا تدنوا إلا بتقويض الناس.. وبخسهم أشيائهم.. وتغزيم مكانتهم، وقضم ممتلكاتهم.. حتى يتم له الوصول إلى مرفئ الغايات.. وشاطئ النزوات الكامنة في النفس..


لكل إنسان تصوره الخاص.. الذي يمكّنه من أن يزن معاييره، ويشكل مقاييسه.. ويصدر حكمه، المحسوس، والملموس.. الشعوري، واللاشعوري.. الواعي، واللاواعي.. كل تلك نتيجة حتم تركيبته الخاصة.. وقراراته المسبقة، المبنية على اعتقادات تشكلت عبر الزمن، والأحداث..


رغبات الإنسان مختلفة، كاختلافه مع سائر الكائنات، والمخلوقات الأخرى، بما فيها الإنسان ذاته.. بحق إنه مخلوق عجيب!!.. له أبراجه، واعتباراته، ونجومه، وكنوزه التي يتصورها، ويؤمن بها بشكل يختص به وحده.. ليس الأمر محكوم بالمال فحسب.. ولا بالمكان.. ولا حتى الزمان.. كلنا نولد على الفطرة النقية.. وأعدل مثال على هذا النحو رؤية البراءة التي ترفرف على جبين طفل، راح يستمتع بكل تفاصيل اللحظات..


إذن من الذي لوث هذه النقاوة.. وكيف تبدلت تفاصيل لحظاته المغرده في فضاء السكينة والتصالح.. إلى ما يشبه حلبات السباقات السريعة.. وإلى ميادين المواجهات الطاحنة.. هل باعتقاده إن الحياة لا تحتويه هو وغيره!!..


إن الإنسان الذي يعطي، ويبتكر، ويعالج.. هو نفسه الذي يأخذ، ويربي الميكروبات، ويسقط المقذوفات على هامة المخلوقات.. كل تلك نتائج لتصوراته الخاصة، وغاياته الكامنة، وميدان سباقه والكسب.. وبذلك استمر تاريخه يجتر الويلات بين كر وفر من أيام الإنسان البدائي.. ومن عصور الظلام.. كان تاريخاً دامياً.. حتى تاريخ النهضة والنور الذي أصبح عامل ضغط نفسي وحياتي.. مما أعسر عليه العيش.. وضاق به الكون الفسيح.. وكأن لا مع العسر يسرين..


وإن قال أحدهم إن حياتنا طافحة بالنشوة.. ريانة بالأمل.. مليئة بفرص الكسب.. نقول له.. وما ذاك إلا قشور المشهد.. وهالة الصورة.. التي غيبتها ضبابية الرؤية.. ما دام الإنسان ينظر للحياة بمنظار الكسب الآني.. الموغل في حطامها الزائل.. وركامها الموحش.. فالحياة سطور كتبت.. أرادها الله لتُقرأ بالبصيرة.. وليس الأبصار وحده كفيل بكشف ما بين سطورها..


إنه وحده الإسلام الذي رسم للإنسان جادة الحياة.. وأضاء على دروبها قناديل النور.. وقال إن الشر ابتلاء، ومحك.. لكشف النفوس على حقيقتها.. وما الحياة الدنيا إلا مجرد صفحة في كتاب.. فلا يجب أن نركن إلى جزء، ونترك الأجزاء الأخرى..


نعم إن الفرح والتفائل مسكوب في دم المؤمن، ممزوج في جيناته الأوليه.. قبل أن تخضع لعوامل التجريد، والتصحر.. فقط.. عليه أن يتجرد من الأدلجة التي قضت على استقلالية كيانه، وطبعة أثرها على تفاعله الفطري مع المحسوسات.. إن الأمل موجود بمدى قدرة الإنسان العودة لطبيعته النقية.. والابتعاد قليلاً لإعطاء الصورة مدى يكفل له رؤيتها بحجمها البسيط.. شريطة الإيمان الصحيح بكل أجزاء الكتاب.. الذي هو جزء من صفحات الحيات المستمرة.. للهجرة إلى الله..

 


طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com
taleb1423.elahpblog.com

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !