ا
تعيش ليبيا في هذه الأيام القيل والقال . كل وسائل الأعلام العربية والأجنبية تتكلم عن الحوار والتفاوض والتخلي وهذا يؤكد وذلك يكذب . لكن الأخبار تاكدت الان فالمجلس الأنتقالي يقبل مبادرات السلام إذا شملت تخلي القذافي ولم يقل المجلس التخلي عن ماذا, ولا يعرف أحد عن ماذا يتخلى فهو ليس رئيسا للجمهورية ولا للوزراء ولا يحكم منذ عقود وهو يقف في الطابور هو وأولاده للحصول على المساعدات الأجتماعية والقروض كغيره من أفراد الشعب !
والمبادرة الأفريقية تنادي بالحوار لا يشترك فيه القذافي ولا أ حد يعرف الحوار مع من ؟ الشيخ الصلابي أكثر وضوحا وهو يقول بعلم من المجلس الأنتقالي أنه يتحاور مع أبوزيد دورده رئيس مخابرات القذافي والمحمودي رئيس اللجنة الشعبية العامة والزوي رئيس مجلس الشعب لوقف القتال وحفظ أرواح الليبيين وتخلي القذافي , ولم يقل لنا التخلي عن ماذا ؟ نظام القذافي يقول إنه ليس له سلطة انه رمز موجود في قلوب الليبيين وأحرار العالم فلا معنى من طلب التخلي . مطالب الشعب الليبي برحيل القذافي وعائلته حذفت من أية أخبارأو تصريحات ليبية وعربية وعالمية . نفس الكلام يقوله وزير خارجية فرنسا بدون ذكر الأسماء . والشيخ الصلابي عرفناه عاقلا يعرف ما يقول , إذا كان هو أو غيره من الساسة الليبيين والأوربيين يعتقدون أن دورده والمحمودي والزوي يستطيعون الطلب من القذافي الرحيل أو تسليم نفسه ليعيش في صحراء ليبيا تحت الحراسة الدولية ؟إ فلا شك أنهم من نزلاء مستشفى الأمراض العقلية . لا أحد يريد أن يتذكر لماذا ثار الشعب الليبي ؟ ولماذا يقاتل القذافي وأولاده وكتائبهم ؟. الشعب ثار وقاتل لأن القذافي وأولاده قادوا كتائبهم وبدأوا القمع والقتل والدمار وهتك الأعراض . وأطلق القذافي على ثوارالشعب لقب الجردان وأقسم أن يطاردهم واحدا واحدا وزنقة زنقة . ولهذا لا يفهم الشعب ما معنى تخلي القذافي أو أي حوار دون القذافي . شعب طرابلس وحتى دورده والمحمودي والزوي يؤمنون بما يطالب به الشعب الليبي في أعماق نفوسهم ولكن البندقية موجهة لرؤوسهم وعائلاتهم ,إذا رحل القذافي وأولاده فكلهم سيهتفون بصوت واحد بدون حوار ويباركون المجلس الأنتقالي وينضمون إليه وتحت لوائه ويشاركون في مرحلة التغيير. حتى كتائب القذافي ستعانق الثوار حال سمع خبر رحيل القذافي وأولاده من ليبيا . والحقيقة المرة التي يجب على الثوار الليبيين ودول العالم الأعتراف بها هي أنه ما دام القذافي موجودا في ليبيا في باب العزيزية أو في أي خيمة في قرى صحراء ليبيا فلا يمكن لأنسان تحت سيطرته أو حتى الناتو بطائراته إجباره على التخلي , فليس لديه ما يتخلى عنه فلو كان رئيسا للجمهورية أو للوزراء لرمى بأستقالته على وجوه الثوار من أول يوم كما فعل بن علي ومبارك ولكنه رمز موجود في قلوب الليبيين لا يمكن إخراجه فهو يسير أمور الليبيين في كل صغيرة وكبيرة كما يسير القلب جسم الانسان أو هكذا يعتقد . هل حان لدول الناتو والثوار أن يؤمنوا بأن حماية المدنيين الليبيين من الأبادة والقمع التي طالبت بها الجامعة العربية ومجلس الأمن لا تتحقق إلا برحيل القذافي وأولاده إلى أي بلد يقبله أو إلى لاهاي أو إلى القبر. ولا يوجد حل غير هذا سوى إستسلام الثوار وقبول القذافي بدون منصب كما كان رمزا في قلوب الليبيين واحرار العالم , ولكنه لا يقبل أن يشاركه أحد الحكم ويعتبر ليبيا ملكه هو واولاده وهو لا ولن يغفر لمن خالفه وخرج عن حكمه وحقه الألهي في حكم ليبيا دون شريك .
التعليقات (0)