مواضيع اليوم

الحناء ،، قيمة طبية وتراثية

عمر شريقي

2009-02-04 15:52:45

0

الحناء ،،

 قيمة طبية وتراثية ،،!!

 

 

عمر محمد شريقي

الامارات

 

الحناء شجرة حولية كثيرة الفروع تعرف في بلاد الشام باسم ( تمر حنة ) وهي نوع من الأعشاب الطبيعية لها فوائد كثيرة في علاج الكثير من الأمراض وخاصة الأمراض الجلدية ، وقد عرفت الحناء في مجال الطب الشعبي العربي ، حيث تدق أوراقها وتطحن وتعجن بالماء قبل استخدامها فهي توضع على الرأس لتطهير فروة الرأس من الميكروبات لاحتوائها على مواد طبيعية مطهرة كما تحد من إفراز الدهون لاحتوائها على مواد قابضة ، وتعالج بها ( تينا القدمين ) أي الفطريات التي تظهر بين أصابع القدمين ، وتفيد عجينتها في صلابة الأظافر وتقويتها ، وتساعد على التئام الجروح ، ومن أهم استخداماتها في الطب الشعبي عندما تعجن السمن وتضمد بها بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر لتشفيها ، كما تنفع من الجرب المتقرح ، المزمن منفعة بليغة كما أن الحناء تفيد إنبات الشعر وتقويته وتحسينه وتقوية فروة الرأس وتستخدم أيضا في علاج الصداع وقد استعملها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لهذا الغرض وأوصى بها وقد روى ابن ماجة في سننه أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا صدع غلف رأسه بالحناء وقال : انه نافع بإذن الله من الصداع .

الحناء رمزا للحب والسعادة

وللحناء قيمة تراثية عريقة إذ استخدمت منذ القديم كزينة وعطر كما ارتبط استعمالها بالعديد من المناسبات السارة وخاصة الأعياد والأعراس فقد ذاع صيتها وأصبحت رمزا للحب والوئام والخير والسعادة الدائمة وأكسب لونها الأحمر بعدا جميلا للمناسبة إذ أن هذا اللون يعني الحنين الجارف والعاطفة القوية في المعتقدات الشعبية ، وقد عرفت الحناء عند العرب منذ القدم وقد تغنى بها الشعراء ، ومن الأميرات اللواتي استخدمن الحناء الأميرة ( قطر الندى ) أسماء ابنة حماروية بن أحمد بن طولون حاكم مصر في عهد الدولة الفاطمية وهي مثال يحتذى به في الجمال بين فتيات عصرها وقد شجعت استعمال الحناء ، ويذكر أنها عندما تزوجت من الخليفة العباسي المعتضد كان ضمن جهاز عرسها أرطال من الحناء ، ولا تزال استخدامات الحناء قائمة إلى اليوم كجزء من التراث الشعبي في أغلب دول الخليـــــــج العربي

والجزيرة العربية كما تستخدم في الهند والصين وجنوب شرق آسيا ويكون استخدامها الغالب في تخصيب اليدين والقدمين وصبغ الشعر لإكسابه اللون الأحمر وذلك بسبب احتوائها على مادة (اللوزون ) وهي مادة متبلورة برتقالية اللون تذوب في الماء وهنا لا بد من ذكر ما روي

عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث دعا إلى الخضاب بالحناء لما فيه من النفع ، فعن

أبي ذر الغفاري قال : قال  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم : ( إن أحسن ما غيرتم به الشيب : الحناء والكتم ) رواه أبو داود والترمذي .

وعن اللون المميز للحناء يقول الحكيم العلامة موفق الدين البغدادي : لون الحناء ناري محبوب ، يهيج قوي المحبة ، وفيه رائحة عطرية . وقد كان يخضب بالحناء عامة السلف .

وتستخدم الحناء في معظم الدول العربية والخليجية كعنصر أساسي في المناسبات السارة والأعياد ، وقد تنوعت طرق نقش الحناء على اليدين مثل ( نقش السعفة ، والطيور ونقوش فيه لمسات فنيه ساحرة ، وقد اعتمدت هذه التجربة كمصدر للرزق ووسيلة لكسب المال المشروع ويشهد تسويق مادة الحناء رواجا ملحوظا خصوصا بعد ارتباطها بمجالات صناعية أخرى كصبغ الجلود ودباغتها .

 

 

 

 

 

المصادر والمراجع :

1-    تذكرة داود – مختصر التذكرة ورأي العلم الحديث للدكتور أيمن الحسيني – مكتبة ابن سينا مصر الجديدة .

2-    العقاقير النبوية والعلم الحديث – محمد النابلسي مطبعة الشام طبعة أولى 1418 هـ

3-    صحيفة تشرين السورية العدد – 6714 .

4-    مجلة الحرفيون العدد – 189  .

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !