فتحت الحمامة البيضاء الناعمة جناحيها وهي تجري على رصيف قصر الثقافة كأنها تنوي احتضان الشاب الذي يشبه ( مصطفى قمر ) ويهوى قراءة الروايات والاستماع إلى القصة والشعر ومصادقة الحمام .. لم يكن الشاب جريئا ـ رغم الجيتار الذي استعاره من أحد أصدقاءه كي يأخذه معه إلى كلية التجارة أملا أن يظن الطلاب بأن ( مصطفى قمر ) قرر اختيار جامعة المنصورة لتصوير كليب أغنيته الجديدة .. لم يفتح الشاب ذراعيه للحمامة البيضاء الناعمة، أو ربما شعر أن في الأمر خدعة فقرر أن يحمي نفسه من إحراج قاتل ومحتمل فادعت ملامحه من وراء سياج كوميدي ـ كان وجهه قادرا دائما على فعل ذلك ـ ومن على مسافة مناسبة بأن الحضن لا يصح الآن أمام الناس فضحكت الحمامة وخفضت جناحيها ثم احتضنت ذراع الشاب وصعدا إلى نادي الأدب .. في اليوم التالي كان الشاب يتجول في معرض الكتاب برفقة أحد أعضاء النادي الذي يمكنك أن تصدق أنه ( المواطن المطحون ) وقد غادر سلسلة ( فلاش ) متنكرا في صورة شاعر عامية...
المواطن المطحون: أنا بحبها قوي...
مصطفى قمر: هي مين؟!
المواطن المطحون: الحمامة البيضاء الناعمة...
لم يغضب الشاب من شاعر العامية .. لم يكن يحب الحمامة، كان صديقا لها فقط وبالطبع جدا لا بأس وخالص الشكر للغاية لو سمحت الصداقة بأن تتعامل الحمامة مع حجره كعش عابر لها .. خرج الشاب وشاعر العامية من المعرض وعبرا شارع البحر نحو حديقة عامة ثم وقفا فجأة وابتسما معا في صمت وهما يشاهدان الحمامة البيضاء الناعمة تضع جناحها في يد مخرج مسرحي .. كانت تسير معه وتنظر إليه كأنها اقتنعت بالبقاء فوق برجه .. لكن بعد فترة قصيرة، وبعدما ألقت الحمامة البيضاء الناعمة قصائد كثيرة في الندوات دون اهتمام بالصيادين الفاشلين المروجين للأكاذيب: والدها يكتب لها قصائدها .. جسدها يفقد ريشا كثيرا كدليل على كثرة الأيادي التي تنزعه .. الممثل المسرحي المهووس بتصدير هيبة تنافس بدانته سيكون خطيبا لها.
الكذبة الأخيرة لم تكن كذبة لأنهما صارا خطيبين فعلا، وأصبح الأمر دافعا قويا جديدا للممثل المسرحي كي يستمر في تقمص شخصية الذكي، الخبيث، الفاهم كل شيء والذي لا تفوته فائتة أو واردة .. شخصيته التي ينبغي أن تصنع صخبا ملائما للتعتيم على تأكيدات ضعفه التي يوزعها في المقاهي والمسارح وشوارع عدائية لا يتوقف عن استرضاءه وحوشها.
لم تتزوج الحمامة البيضاء الناعمة الممثل المسرحي .. تركته وقد أصبحت بلا أجنحة ودون ريشة واحدة وبالتالي لم تعد تستطيع الطيران .. كان من الطبيعي إذن أن تتزوج سائق تاكسي في النهاية.
التعليقات (1)
1 - فضيحة الموسم
صحفي - 2013-09-03 00:22:41
فضيحة الموسم: إكتشاف شبكة دعارة في مبنى التليفزيون المصري والخبر يتم التعتيم عليه