الخليج عاش الأمرين من أزمات متلاحقة ووضع إقليمي غير مستقر، ولا يزال يعيش حتى الوقت الحالي من عدم اتفاق واحد ورأي جماعي مشترك، حتى وصل الخلاف إلى سحب السفراء بين بعض الدول. وبهذا التصرف الواضح فإنه لن تخلق فكرة الاتحاد في الوقت الحالي وقد تطول!
منذ ان تم طرح فكرة الاتحاد او ما يعرف بالكونفدرالية والشعب الخليجي متحمس لهذه الفكرة، التي توحّد هذا الكيان، الذي هو واحد بالاساس من دين ولغة وعرق، وايضا من مناخ سياسي واقتصادي وثقافي متشابه الى حد كبير. الخليج لا يعيش ازمة حقيقية بالاساس، بل انه يعيش ازمة وهمية خلقها الاعلام المضاد والمخالف لفكرة إنشاء اتحاد من دول ست، وهو غير معترف به على المستوى الدولي، كما يروج له هذا الاعلام الذي يسعى بدوره الى عدم استقرار الخليج!
ويبدو الآن - كما هو واضح - ان فكرة الكونفدرالية قد نسيت بعد ان كانت متحمسة لها، ولو اننا استطعنا ان نغيّر المسمى والفكرة، فقد تلقى قبول الاتحاد وعودته بحماسة، وهو ما يطلق عليه دول «الكومنولث»، وهي ما يوازي دول الكومنولث البريطانية في وقت ماض، والآن بدأت تظهر على السطح بإطلاق «الكومنولث الحديثة» عليها، وهي تضم حوالي ثلث دول العالم، ويصل تعداد شعوب هذه الدول مجتمعة إلى 1.7 مليار نسمة ويشكلون ربع سكان العالم، ويشكلون قوة لا يستهان بها على المستوى الدولي.
ولكي يطمئن الناس من هذا المسمى الجديد عليهم، فهو عبارة عن رابطة تطوعية تضم دولا مستقلة تتشاور وتتعاون في ما يتعلق بالمصالح المشتركة لشعوبها والترويج للتفاهم على الصعيد الدولي، والسلام العالمي، وتلتزم الدول بتوقيع ميثاق واتفاقيات تحترم بعضها بعضاً، وفقاً للمقاييس والمبادئ التي تتماشى مع آراء الشعوب وأفكارهم ومعتقداتهم.
وأما ما يطلق بإنشاء قوة عسكرية خليجية، قوامها 100 ألف فأنا أجده صعب التطبيق في الوقت الراهن.. والسبب أننا لا نزال مختلفين عن ورقة شكلها واحد تجمعنا وذات قيمة متساوية، وهي العملة، فكيف بالأصعب؟! لذلك، فالأفضل أن تخطو دول الخليج خطواتها بالتدريج نحو الاتحاد.
ناصر حضرم السهلي
@NaSeR7aDRaM
التعليقات (0)