لم ينم حسام طويلا ... كان اول ما فعل عندما استيقظ من نومه . متابعة قراءة ما سطرته ندى. كان حسام متلهفا كي يقرا اخر كلمات روت تلك الحكاية . ربما نظر فيها من قبل ولكنه الان وبعد ان اصبح يعرف الكثير عن ذلك القلب الحاني الذي عشقه لدرجة الذوبان . ربما اراد ان يسمع اخر همساته .
كتبت ندى .........
"" اشتاق كثيرا للك يا مي . اشتاق لك يا ابي . امي الحبيبة لم يعد احد من بعدك يهتم بحديثي . لم يعد احد يصر على ان اشرب كوب اللبن كل صباح . لم اعد اصيح في وجه احد لاخبره انني لم اعد صغيره كي اشرب اللبن كل صباح . امي الحبيبة حتى حسام ربما يكون قد نسي انني مازلت على قيد الحياة . بالامس يا امي اتصل بخالتي وحادثها ثلاث وعشرون دقيقة . وانهى المكالمة ولم يسأل عني . لا يهم يا امي لاتغضبي من حسام فانا لست غضبانة منه . ولكني اصبحت اوقن انني بلا فائدة في هذه الحياة . اصبحت اوقن ان الكل يحمل هم رعايتي . خالتي بالامس كانت تحادث خالي في التليفون .وتقول له ماذا ستفعل ندى من بعد مماتي . يا امي هل ستغضبين مني لو حاولت ان اكون معك . ارجوك اريد ان اكون معك . ...
ولكن هل سيحزن حسام على موتي . هل سيبكي يا امي . هل سيبيت ولو ليلة واحده من عمره يتذكرني . اتعرفي يا امي ساكون سعيده بالطبع لو تذكرني وبكى من اجلي . ولكني لا اريده اان يحزن . لا اريد ان اراه حزينا . يا امي اريده ان يبكي علي ولو لمره واحده .هل سياتي من القاهرة ويسير في جنازتي . وهل ستلامس يديه نعشي . هل سيحملني بيديه ويريحيني بجوارك .ااااااااه يا امي لو حدث ذلك ساكون سعيدة .
امي الحبيبة . لقد قررت الان نعم قررت ان اكون بجوارك . نعم يا امي . غدا . بل اليوم بل الان يا امي انا قادمه اليك انا قادمه يا امي الان .
سامحني يارب . اعلم انك عادل . اعرف يارب انك تعرفني وانت من قدرت لي حياتي . وانتحاري ليس اعترض مني يارب . يارب ارجوك لا اريد ان يستمر عذابي عندك يكفيني عذاب الدنيا . انت يارب عادل لم تخلقنان لتعذبنا .انت حبيبي يارب . ارجوك يارب سامحني .
احبك ياحسام حتى وان بجوار امي . احبك سواء قرأت ما اكتب بعد موتي ام لم تقرأ احبك حتى بعد ان ابتعدت عني وتركت قلبي ينبض سدي بلا فائدة .
بحباااااااااااااااااااااااااك يا حسام
القى حسام الدفتر .ودموعه تبلل اخر صفحاته . كان حسام يريد ان يهرول لقبر ندى ويحتضنه . كان يريد ان يفعل أي شيئ ليشعرها انه حزين عليهاا وانه بكى من اجلها وانه لن ينسهى ابدا ... كان يريد ان يخبرها انه الان فقط عرف كيف يكون الحب الصادق . الان فقط تأكد من انه لم يعرف طعم العشق الا بين صفحتها . كان يريد أن يقول لها انه حتى وان كان لم يحبها فلقد لقنته درسا في العشق من شانه ان يغير كل حياته .
انتفض حسام من مكانه وفتح نافذته . وكانت "هنا" . كعادتها امام مرأتها في غرفتها . وقد فتحت نافذتها علها تشاهد حسام . ولكنها لم تلتفت لتحادثه بعد ان رأته في المراة . ولم يكن حسام محتاجا لحديثها ولكنه اخذ ينظر اليها وكأنها يشاهدها لأول مره . كانت تمشط شعرها الطويل المنسدل على ظهرها . شاهدها وهي تقذف شعرها تارة للخلف . واخرى للامام . كان حسام يشعر بان تلك الفتاة التي يرها منذ عشرات السنين امام عينيه . لم يكن يعرفها على حقيقتها . نعم لم يكن يعرفها . ولكن هل السبب في ذللك ندى . وهل مجرد قراءة خواطر ندى هو ما دفعه لهذا الاحساس. هكذا سأل نفسه . وهكذا اجاب عليها : انا اعرف جيدا ان ندى لا تكذب فيما ذكرت وعلى من كانت ستكذب وهي تحادث نفسها . وهي تشكي اوجاعها لذاتها . كم انت مغروره يا هنا الهذا الحد يشغلك جمالك عن مواساتي . وكيف لك ان تعرفي ان موت ندى يستحق المواسة وانا لم اذكرها يوما في اي حديث . وكيف لك ان تدركي ان تلك الفتاة المعاقة احبت وعشقت كالملكات .انها لا تدرك ان صفحات ندى فيها من الانوثة والعشق والحب ما لا تعرفه هي .
دخل حسام غرفته وأغلق نافذته دون ان يبدي اي اهتمام بهنا . وبعد ان اغلق حسام نافذته التفت هنا في غيظ . كانت تعتقد ان اثار صاحبة الصوت الناعم قد بدت على حسام . كاد الغيظ ان يحرق قلب هنا فها هو حبيب القلب الذي فضلته على كل شباب البلدة يغلق نافذته ولا يلتفت لها . ولكن لا لن تدع تلك القاهرية تاخذه منها . ومن هي تللك هل هي اجمل منها ؟. احلى منها؟ . تتدلل اكثر منها .
وكان القرار
لا بد . وان تحاول بكل الطرق استرداد حسام . ولكن بعد ان تسترده عليها ان تنتقم منه . وتريه جزاء الخيانة ...... نعم هذا الخائن الذي نسي كل السنين التي اضعاتها من اجله . نسي ان سبب حبها له ليس لانه من افضل شباب البلده وان فتيات البلده يحسدونها عليه . " هكذا كانت تتمتم وهي ترتدي ملابسها كي تذهب لتشتري الشريط الجديد لمطربها المفضل قبل ان تسبقها اليه صديقتها . فلقد تعودت ان تكون هي المميزة في كل شيئ ...............
الى اللقاء في الحلقة القدمه مع تحياتي |
التعليقات (0)