مواضيع اليوم

الحلقة الرابعة

محمد اقنيبع

2012-01-04 18:28:59

0

 لم يدرك حسام انه قد القى سماعة الهاتف وانه جرى بكل ما اوتي من قوة تجاه الشارع . كانت شرين تشاهد ما يحدث دون ان تفهم اي شئ حتى ان حسام جرى للشارع دون ان يغلق باب الشقة . كانت تعلم انه سيغيب . وانه مسافر لبلدته فلقد رأته يختطف حقيبة ملابسه في يده. وهو يجري دون ان يكترث بوجودها ام باب الشقة . وقفت شرين كثيرا تتأمل شقة حسام من الخارج. وبعد أكثر من نصف ساعة من الحيرة والتردد. قررت الدخول.....اغلقت الباب خلفها ....... وقفت لدقائق اسندت ظهرها على الباب .....أخذت تنظر حولها . المكان منظم على عكس ما كانت تعتقد . يبدوا ان حسام عاذب يخرق كل قوانين العذوبية . فلا ملابس ملقاة على الارض . ولا اطباق طعام متروكة في مكتبة الكتب . 


وفي حذر شديد اخذت قدميها تتقدمان لباب غرفة نوم حسام . كان سريره ظاهرا من خارج الغرفة .........سرير مرتب ومنظم
. دخلت الغرفة ....... ثم تقدمت بيدين مرتعشتين لسرير حسام . اقتربت اناملها شيئا فشيئا لسريره. وما ان لامست مخدع حبيبها حتى تملكتها رعشة قوية هذت كيانها فها هي ودون اي ترتيب تلامس مخدع حبيبها . اقتربت تحاول ان تتنسم شيئا من عبقه . قبلته . ثم اسندت راسها . وراحت في ثبات عميق ....

مرت ساعة او ساعتين او ساعات لم تكن . شرين تدرك كم مر من الوقت عندما افاقت من نومها على صوت جرس الهاتف. كما انها لم تكن تدرك بعد انها تنام في سرير حسام .....وانه لم يكن عليها ان ترفع سماعة الهاتف وترد على" هنا "... شعرت هنا في البداية انها ربما أخطأت في الرقم .فقالت اليس هذا هو منزل المهندس حسام . ردت عليها شرين بصوت يكسوه صوت النوم والكسلو النشوة ." آه هو دا . بس هو سافر من شوية للبلد متهيألي عنده مشكلة هناك 
."..هنا . طب هو فين وانتي مين . وهو انتي نايمه ولا ايه . وايه نيمك عنده ... افاقت شرين من نومها تماما على سيل من الأسئلة الذي لم تجد ردا عليه غير أن تغلق سماعة الهاتف ...........

لم تكن شرين تقصد ما فعلت ولم تهتم كثثيرا ايضا بما حدث فلقد كانت تعيش حالة من النشوة . والفرح لا تعي فيها اي شئ .



وهناك في المدينة الهادئة . لم يكن هناك اي طعم للهدوء . ففي المستشفى . كان هناك خبر اسود ينتظر حسام ... ماتت ندى ... رحلت دون ان تخبر احد عن احزانها واوجعها . رحلت لتعلنها مدوية ان صمتها لم يكن رضى . لم يكن استسلام . بل كان بركان يحتاج من المحيطين ان يخشوه ويحاولون تحاشيه . 

كان حسام حزينا لأبعد حد فلقد رحلت ندى منتحره . اي ان هناك ما كان يحزنها بدرجة جعلتها تفضل الموت على الحياة. رحلت دون ان تخبر احد . ومن كانت ستخبر !!!!!؟.
كان حسام يسترجع كل المشاعد مشاهد ندى وهي تجلس في احد اركان منزلهم يوم وفاة والدها خائفة مزعورة لا تبكي او تصرخ .جاحظة العينين تقضم اظافرها . وتركها الجميع واكتفوا بتقديم مجرد نظرات حانية . 

مشهد يوم وفاة والدتها وهي لا تقوى على متابعة جسمان امها فالكل كان يتزاحم والكل كان يدفعها حتى سقطت على الارض. وايضا لم يساعدها احد حتى تتابع جثمان والدتها المحمول على الاعناق لمثواه الاخير ...ولم يدرك احداً انها صاحبة الوجع الأكبر .عندها اخذت تزحف على الارض . وتسللت بين الاقدام . وشاهدت جثمان امها يبتعد ويبتعد ويبتعد ......... 

ادرك حسام ان صمتها لم يكن رضا . ادرك انهم جميعا اذنبوا في حقها . ادرك انها كانت تخفي عنهم الكثير من الاحزان.والأحلام 


انهى المقرئي ليلة العزاء. ورحل الجميع وصعد حسام يجر احزانه خلف ظهره . ثم دخل باب شقتهم وبدلا من ان يتوجه لغرفته توجه لغرفة ندى . فتح الباب . اشعل النور . كانت الشرفة التي القت ندى بنفسها منها ,مايذال الهواء يعبث بأبوابها تقدم حسام بخطوات متثاقلة تجاه الشرفة . ثم تقدم ونظر للشارع .... يااااااااااااااااااااه, يالا قسوة ما حدث امن كل هذا الارتفاع سقطتي يا ندى . اي الم احسست وما هوى ذلك اللذي دفعك لتلقى باحلامك وعمرك من هذه الشرفة اللعينة . لم يتمالك حسام نفسه وانخرط في بكاء عميق حتى لم تقدر قدماه على حمله فسقط ارضا .....

وجلس مسندا رأسه على جدار الشرفة الحديدي . كانت امامه ورقة صغيرة التقطتها دون وعي أواهتمام ولكنه اكتشف انها صورته . لم يهتم كثيرا حسام بسر قدم الصورة الى هذه الشرفة فلربما دفعها الهواء من اي غرفة الى هنا . خاصة وانه في منزله . . ولكنه فجأة انتبه لكلمة مكتوبة خلف الصورة . كتب عليها من الخلف . " بحبك ياعمري لو ضعت ايه بعدك يفضلي " 
نزلت الكلمات على حسام كالصاعقة . انه يعرف صاحبة هذا الخط . فكثيرا ما قرأ لها بعض ما كنت تخط يدها سواء في دفاترها المدرسية او بعض الرسائل التي كانت ترسل للاهل . والاصدقاء . نعم يعلم صاحبة هذا الخط جيدا انها "ندى " ولكن لماذا كتبت هذه الكلمات خلف صورتي ولماذا انا وكيف لم اشعر . وقف حسام كالمجنون يبحث بين اوراق ندى عن اي شئ. قد يجيبه . 


 
الى اللقاء في الحلقة القادمة .........انا اسف لقصر الحلقة . ولكن ما كتبت ارهقني وازعجني . تحياتي لكم جميعا . 
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !