وقف حسام ووقد أضافت الصورة التي رأى عليها تلك الاحرف والكلمات الى حزنه . المذيد من اللوعة والاسى . كان يبحث كالمجنون بين بقايا ندى من ملابس ماذالت تحمل عبقها . واوراق ماذالت تحكي ايامها . وكان حسام يبحث عن شئ لا يعرفه . غير انه ولاول مره شعر وكأنه يحاور ندى لأول مره يفتح دولابها . وبالرغم من ان دموعه كانت تنهمر كالمطر على بقايا ندى الا انه . كان يشعر بها تضحك وتبتسم . كان يشعر انه يحاورها . ويتحدث معها كان يرها . وهي تمد يدها له بالاوراق . وببعض ما كانت تضعه في شعرها من حلى وورود . عاشت هنا فتاة تدعى ندى . ولم يكترث بها احد . ولكن حسام اليوم يحاورها ويسمع ضحكاتها تتعالى في اركان الغرفة .
ووقعت يد حسام على دفتر وردي اللون كتب عليه بحروف انجليزية . " احبك للابد " . شعر حسام انه قد وجد ضالته . ارتعشت يداه . ارتجفت شفتاه . شعر للحظات ان قلبه سيتوقف من الخوف . ربما لانه كان يخاف من معرفة الحقيقة . كان يخاف ان تكون تللك الكلمات التي خطتها ندى بيديها جزء من حكاية كان هو بطلها دون ان يعلم . وهوى حسام على سرير ندى جالسا . وفتح الدفتر وفتح معه ماضي يعرفه جيدا حكايات عاش الكثير منها .ربما لم يشارك ندى فيها الامها . الا انه عاشها وتابعها بقلب وان لم يكن يعشق فقد كان يعطف ويحن ويتالم لحالها . ولكنه الان يكتشف ان ندى لم تكن محتاجه اعطف والحنو . والالم بقر ما كانت محتاجه لكلمة """""" احبك """""
تللك الكلمة التي كانت ندى تختم بها حكايات كل يوم من ايام عمرها القصير ولكنها كانت تردف بعدها " يا حسام " ((( احبك يا حسام ))).
كانت يوميات ندى رقيقة للغاية بالرغم انها لم تكن تحفل بالاحداث . كانت ندى في كل الحكايا مجرد متفرج لايرفض او يوافق . متفرج يشعر بالغربة عن الدنيا والعالم . غير ان تلك الصفحات التي كان حسام يتواجد بها .كانت صفحات اشبه بالحدائق . مشاعر ورقه وحب وورود خطتها ندى بأصابعها البائسة . كان يكفي تلك الصفحات كي تصبح بهذا الاشراق ان يمر بها حسام ولو لدقيقة . او حتى يذكر اسم حسام امام ندى ليتحول اليوم الى عيد . ولكنه عيد من اعياد ندى التي لم يشعر بها احد . واخذ حسام يغوص بين الاوراق كان يضحك مره ويبكي مرات . لقد حزن عنذ وفاة خالته وزوجها ولكنه لم يشعر بوفاتهما الا في تللك اللحظات . لقد فرح بنجاحه بمجموع كبير في الثانوية العامة . ولكنه لم يشعر بتلك النشوة والاعتزاز بنفسه بقدر ما فرحت ندى .
لم تغفل ندى شيئا عن حياة حسام . حتى" هنا " كانت كثيرا ما تذكرها ندى الرقيقة التي لا تعرف الكره . كتبت في احدى الصفحات ......( اليوم شاهدت حسام من خلف النافذة وهو يسير مع هنا . وقد شاهدته وهو يختلس لمسة من يد ها . كان منظرهما غاية في الروعة . اتمنى ان يفعلها حسام معي . احاول ان اشعر بلمسة يده تلك عندما يصافحني. ولكني اتمنى ان ينظر في عيني وهو يسلم علي غير انه لا يفعل ذلك بل يصافحني وهو مشغول دائما بالسلام على من يليني . لايهم,, انا اعرف ان حسام لا يقصد ذلك . ولكني احبه مهما فعل حتى ولم يسلم علي . ولا اعتقد ان " هنا " تشعر بتلك السعاده التي اشعر بها وانا اسرق لمسة حسام من يده .)
وفي مكان اخر كتبت ندى ( اليوم شاهدت حسام وهو يحادث ندى في الهاتف . ويبدوا انها تغضبه في امر ما لا اعرفه . ايا كان الامر لا يجب ان تغضب هنا حسام فهو يحبها . من هي تلك الحمقاء التي يعشقها قلبا مثل قلب حسام . وتحاول اغضابه . ليتني استطيع ان احادثها لا قنعها بأن لا تغضب حسام مرة اخرى . ولكن بعد ما حدث منها اخر مرة لا يمكنني محادثتها . فكم كانت قاسية تللك فتاة علي . سامحها الله . وهداها من اجل حسام )
كم كانت قاسية . استغرب حسام من هذه الكلمة . فهو يعلم ان هنا لم تحادث ندى كثيرا ولم يكن بينهما اي مواقف . فكيف كانت قاسية .
اخذ حسام يعود بين الصفحات التي افصحت عن اسرار لم تفصح عنها ايام عاشها وعاصرها . . ولكن يبدوا انه لم يدرك ان هناك قلبا كان يخفق من اجله فمات ايضا من اجله .
واخيرا وجد بين الصفحات " هنا " التي لم يراها ولم يعرفها . وجد قسوة "هنا ". كم انت فعلا قاسية يا هنا .
الي اللقاء في الحلقة القادمة |
التعليقات (0)