مواضيع اليوم

الحلقة الثانية

محمد اقنيبع

2012-01-04 18:24:36

0

 منذ ان كانا طفلين والحب يتراقص في عينيهما . لم تمنع مشاجرات الطفولة ذلك الحب من يكبر اسرع من اعمارهما . كانت والدتها تضع لها الطعام في حقيبتها . وتطلب من حسام ان يمسك بيدها وهما في طريقهما الى مدرستهما الابتدائية الواقعة على ضفاف النيل . لم يكن اي من الاولاد يجروء على مشاكستها فالكل كان يعلم ان حسام لا يتورع في ان يبدأ مشاجرة عنيفه من اجلها . اما هي فلم تكن تعرف طعم الحلوى لو لم يتذوقها معها حسام . لم تكن تتذوق طعم الفوز في العابها اذا لم يصفق لها حسام . ويهتف باعلى صوته عاشت "هنا" عاشت . ومرت الايام وتبدل كل شئ تبدلت الشوارع تبدلت الملابس . تبدلت نظرات الناس للطفلين . ولكن لم يتبدل ابدا حب هنا لحسام . ولا خوف حسام على هنا . وقبل ان نكمل الحكاية سنبدا حكاية اخرى ستلتقي بشكل وبأخر مع حكايتنا الاولى . ويمكنني القول ان كلا الحكايتين سيكونان مولد حكاية تحتاج منا جميعا ان نعيشها و نحاول جاهدين تقمص شخصياتها . 



كان لحسام ابنة خالة . مخلوقة بريئة جميلة اصابها الله في صغرها بمرض شلل الاطفال . كبرت الطفلة . ولكنها بسب احساسها بانها اقل من الجميع كانت تخاف مواجهة الناس .كانت تخاف مواجهة الحقائق . كانت تخاف حتى من مواجهة مدرسيها . كان خوفها هو اكثر اعدائها لقد خافت حتى اصبح الخوف هو الشعور الوحيد الذي تعرفه وتشعر به ويميز كل مناسباتها ...كان الله عز وجل قد كتب الخوف عليها ويبدوا أن الله عز وجل ولحكمة لا نعلمها اراد انه يرسخ في نفسها الخوف . فلقد مات ولدها وهي صغيرة امام عينيها . بعد ان سقط من شرفة منزلهم وهو يعلق لها فانوس رمضان في الشرفه . منذ ذلك اليوم .وأصبح هناك شعور جديد يلازم شعور الخوف في نفس" ندى ". هو الشعور بالذنب . نعم الشعور بالذب فلقد اعتقدت انها السبب في موت والدها . وانها بسبب طلبها من والدها ان يعلق لها فانوس رمضان كي يضئ اليالي المباركة . مات . ولأن عقلها الصغير لم يدرك حينها ان موت والدها في تلك الساعة كان قدرا محتوما باي شكل وباي طريقة . فلقد ترسخت في نفسها عقدت الذنب . واصبحت تخاف ان تطلب لنفسها اي شي من اي مخلوق كي لا تتسبب في موته . كانت "ند ى" هي الطفلة الوحيدة لأبويها . بعد وفات الاب لم يبقى غير الام من ترعى "ندى". غير ان كل الاسرة كانت تحب ندى وترثي لحالها . خاصة بعد فشلها مرات متكررة في اجتياز المرحلة الثانوية .
وتمر الايام . وكأن كل الأحزان اصبحت جميعا من نصيب "ندي" فما ان بلغت " ندى" سن الثامنة عشر حتى توفيت امها . لتصبح "ندى" يتيمة الأب والأم. زادت عزلتها . ذاد خوفها . 

انتقلت للعيش في بيت " خالتها " ام " حسام " .
في هذه الاثناء كان حسام قد انتقل للعيش في القاهرة بعد التحاقه بكلية الهندسة جامعة عين شمس .... وقد كان حسام هو الأبن الاوحد لأبوية . وبعد سفره . اصبح من المناسب ان تنتقل " ندى للعيش مع خالتها التي كانت تحبها بشدة . كانت خالتها تعتقد ان صمت "ندى " هو رضى عن حالها . كانت تعتقد ان صمتها حياء فتاة مجرد حياء . ولم تكن تعرف ان خلف هذا الصمت بركان قد يثور في اية لحظة. 

أصبحت ندى لا ترى اي قيمة للحياة . فهي فتاة معاقة بلا اب بلا ام بلا امل. الخوف هو كل مشاعرها واحاسيسها . وفي لحظة ضعف مفعمة بالخوف والياس . توجهة ندى للشرفه وعينها تملأهما الدموع . كانت مشاهد كثيرة تمر امام ناظريها . مشهد سقوط ولدها من الشرفه . موت والدتها . فشلها . مشهد الفتيات يلعب ويرقصن ويجرين دون عكاز او جهاز يعوض قصور قدمها. كل هذه المشاهد كانت تفضي لفكرة واحده في راسها وهي الانتحار . نعم الانتحار . الى اللقاء في الحلقة القادمة .... 



 
احبائي أرجوا منكم التفاعل معي واخباري بتوقعاتكم حول سير الحكاية . ورايكم فيما بها من احداث . تحياتي حلم مصري

 

 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !