كان حسام في هذه الاثناء قد بدات خطواته الأولى تثبت في مجتمع جديد كليا عليه . في عاداته وتقاليده واسلوب معيشته . كل المفاهيم تختلف تمام ما بين حياة المدينة الصغيرة الهادئة .وما بين حياة القاهرة التي تمتزج فيها كل الاشياء . فالخير والشر, والحب والكره , والاخلاق والعهر . كلها اشياء تعيش في تمازج غريب .فالألون ليست ابيض واسود .هناك الرمادي لون جديد لتحديد المواقف
. كان حسام يسكن في حي الحلمية الجديد . وهو حي يمتزج فيه القديم بالجديد . فلل ذات حدائق . وعمائر اشبه بجحور النمل . ارستقراطيون ملوا التفكير في طرق جديدة للتسلية والمتعة . وعامة يقضون اليوم لهثا خلف لقمة عشاء لاتكاد تستقر في الامعاء حتى تختفي من بين ايدي الأباء والأبناء.
في نفس البناية المتواضعة التي اتخذ منها حسام مسكنا له .كانت هناك فتاة جميلة رقيقة هادئة الطباع تسكن في ذات الطابق . وقد لفت نظرها حسام منذ ان راته للمرة الأولى يحمل حقائبه . ويدخل من باب البناية . كان حسام حلم.. خيال يداعب خيالها حتى قبل ان تراه . حلم الصعود ما بين طبقات المجتمع . من طبقة الفقراء لطبقة ما يسمونهم باولاد الناس . من طبقة الجهلة وحملة الاعدادية او الدبلوم في افضل الحالات لطبقة اولاد الجامعات .والموظفين زوي الدرجات العالية .
كانت شرين تعرف ان التفكير في من هو مثل حسام درب من دروب الخيال. ولكنها فضلت ان تعيش الحلم ولو لأشهر او ايام او حتى ساعات .
ولم تكن شرين بالرغم من احلامها الطبقية فتاة سيئة على استعداد ان تلهث خلف احلامها الطبقية لو لم يكن حسام قد حرك قلبها ودون ان يشعر منذ النظرة الاولى .
ولأن حسام كان لا يفكر الا في" هنا ". فلم يكن يرى او يشعر بأي انثى في الكون .
"هنا" التى كانت ما تذال على عهدها القديم بحسام . كانت تعرف ان حسام حتى وان ابتعدت المسافات بينهما فلن يحب يوما الا " هنا " . كانت الرسائل تلو الرسائل تحلق مابين المدينتين رسائل "هنا " تاتيه محملة بعبق الجمائل الهادئ. والرومانسية المتراقصة دوما فوق صفحة نهر مدينتهم المتواضعة . ورسائل حسام تعود بكل الا حلام في غد قريب . قد يجمعهما يوما ما .
كانت "هنا " في هذه الأثناء لم تزل بعد في المرحلة الثانوية . وعلى الرغم من صغر سنها . الا انها كانت تعرف كيف تحب حسام كما تحب اي انثى . فلقد تعلمت بين يديه البرائة . تعلمت بين يديه كي ترتجف يديها عندما يسمعها كلمة احبك . كما تعلمت كيف تغار كما تغار كل النساء. ولكن كانت غيرة "هنا " على حسام من اضواء القاهرة التي خطفته منها . ومنعتها من رؤيته كل صباح وهو يفتح نافذته لتشرق الشمس على عينيها الجميلتين .لذك لم تكن تخلو رسالة من رسائل "هنا" من بعض العتاب على سفره للقاهرة في حين انه كان في امكانه ان يلتحق بكلية الهندسة بمدينتهم . ولكنه كان يرى ان القاهرة هي الأصل في كل شئ .وانه لو اراد ان ينهل العلم فل يكن من المنبع . اضف لذللك ولعه بالفنون . وهو ياعلم ما تختضنه القاهرة بين زراعيها من مبدعين وفنانين .
كانت شرين تدرك باحساس فتاة المدينة الواعية لدورها كأنثى في الحياة . بان حسام مشغول عن نساء الدنيا بشئ ما . وبالطبع ما يشغله عنها انثى غيرها .فلا يشغل الرجل عن النساء الا أمرأة . لذلك قررت ان تبدا بالهجوم وتحاول الحصول على حلمها بكل ما تستطيعه فتاة قاهرية شريفه .
وكان القرار على الفور ........ تذهب اليه وتطرق بابه وتحاول اختراع اي موضوع مجرد موضوع يكون الهدف منه ان يراها . فلا بد من هذه الخطوة اولا . وبالفعل توجهت اليه وطرقت الباب برقه . وفتح الباب حسام .
كانت شرين تلبس اجمل ما تمتلك من ثياب . وتزين عيونها برتوش رقيقة . وقد كانت خدودها متورده من كثرة ما اشبعتهما ضغطا باصابعها .
قال لها حسام بادب شديد " ايوه اي خدمة " .
ردت في ترقق شديد " انا شرين جارتكم . وانا اسفه على الازعاج بس انت بتشغل الكاسيت بصوت عالي . وانا للاسف بدايق من الدوشة . ياريت لو مفهاش مدايقة لحضرتك تبقى توتيه شويه ".
وبنفس الادب رد عليها حسام " بس انا مش بشغل الكاسيت خالص . ولو شغلته . مش بعليه "
ردت شرين بخجل مصطنع " انا انا انا اسفه معقوله طيب مين اللي عامل الازعاج دا "
في هذه الاثناء دق جرس الهاتف في شقة حسام استأذن منها كي يرد على الهاتف ثم يعود . امسك السماعة ليرد . وكان صوت امه على الجانب الاخر ملتاعا صارخا . " ألحقني يا حسام الحقني بنت خالتك . رمت نفسها من البلكونة الحقني تعال بسرعة . احنا نقلناها المستشفى من نص ساعة وحالتها وحشة اوي " .........................................
الى اللقاء في الحلقة القادمة .
اخوتي واحبتي في كتكوت . لقد بدأت انفعل مع الأحداث وصدقوني انني لا أعلم ما سيحدث في الحلقة القادمة . أرجوا منكم ان تعيشوا معي الأحداث. وأن نبدأ نقاشا جادا حول الشخصيات . وسيرها في الحياة . وتفاعلها مع المحيطين . تحياتي |
التعليقات (0)