تتلاحق الأحداث، تكاد لا تنتهي، كل يوم بل كل لحظة وحين، ثمة موتى، إجهاض لأحلام، وصفعات متتالية تقضم ما تبقى من ماء وجه شعوب...شرعت في قرع الباب الموصد...
لأول مرة في تاريخها الطويل الطويل ، توحدت هده الجموع البشرية في ترديد كلمة "شعب" ،فجأة ودون سابق إعلام ، تهاوت كل المفاهيم وانسحبت كل القراءات المؤطرة للكلمة في حيزها الجغرافي والقانوني وفي بعض خصائصها المشتركة ... لتترك الحلبة لصوت السؤال من جديد، هل فعلا نحن كذلك ، شعب نفض غبار اليأس عن ألوانه ينبض بالحياة ويتوق لمسك الحاضر من أجل الآتي أم مجرد شبيه مساق لحتفه السيزيفي وفق أهواء ركامه ...
لأول مرة في تاريخها، تنزع الأقنعة، تبعثر الأوراق فوق موائد خبراء إدارة الأزمات، وتعلن الحلبة أنها ذات قرار وأمل التحول المتوخى...
يقول السوسيولوجي البولوني "زيكموند بولان"إن إمكانية القيام بما هو أفضل لا تفنى..."كذلك الفرصة لإعادة تشكيل فهم أخر لكلمة "شعب" لا تزال قائمة،حيث الأفضل المأمول هنا هو بناء شعب وفق حاجات اللحظة الملحة وتطلعاتها، شعب بشخصية ذات معنى وافق يرنو لملامسة وتجسيد أبهى القيم الإنسانية .
تحاصرني الأسئلة
تحاصرني الأسئلة، تسد كل مسالك هروبي، أينما وليت وجهي أتلقى صفعة سؤال مؤلم يدمي العيون يشنج ارتباك القلب و يعزل المعنى هناك بالعتمة قصاصا على التماعه…
ومع أنها أصبحت هي القاعدة المكتسحة كل تفاصيل يومي , والجلاد الذي يحمل السوط يقتص من كل شيء حتى معناي وفوضاي; قلت لما لا البس عباءته يوما وأغيبه وأمارس لعبة الخضوع وافرح بعذابي وألمي آنذاك أقبل وأزكي وأبرر وأشيخ وأشرع في نشر غسيلي على مشجب التكرار …
تحاصرني الأسئلة ترميني في لجة الانتباه كلما عبست المدن والقرى والدواوير الملقاة هناك كسجون مفتوحة على الخلاء كلما أينعت طرقات ولاح صبح وشمر الناس على مواصلة الرحيل نحو الحلم بعالم أفضل …
هي آمال تولد من رحم الرفض والسؤال.. تمنح المعنى وتعيد الاعتبار والكبرياء والعناد للذات ..حان زمن التقاطها والسمو معها للبياض …
هي نفسها هي الشوارع نفسها في جل العواصم كما الساحات وسحنات الوجوه والمطالب والأفول المتأهب للانقضاض على ما تبقى من استبداد متسيد مستأسد .هي الأساليب نفسها هراوات وكر وفر وتعنيف موغل في وحشيته وعناد قابع منتشي باستمرار الحجر والإذلال .هي هي الروايات ذاتها مستمرة في حبكتها وملاحمها وسينوغرافياتها المكشوفة ,آن لها أن تنكشف …تلبس آمال هذا الذي يتشكل بإصرار لتواصل الرحيل في ربيع الصوت المكسر لأغلال الخوف والعجز…
هو الصباح نفسه يسطع على جباه الحالمين وهم يستعدون للنزول للحلبة.. يخالجهم ارتياب ما من حوافر العسكر… وحزمة أحاسيس تتوق لكسر الصمت المد جن المتخم بالمسكنات…
التعليقات (0)