الحكيم والجاهل...وترتيب العلم والرأي عندهما...... والأسباب

العلم بالشيء يأتي عند الحكيم قبل الرأي..... والرأي عند الجاهل يأتي قبل العلم.. ودون العلم.. ولا يأتي أبدا بعد العلم ...لأنه لو علم, لما بقي جاهلا, وانتفت عنه صفة الجهل......والذين يدعون العلم فرصتهم في التعلم إما قليلة, أو منعدمة.....وتكون قليلة لأن الدافع عندهم للتعلم إما ضعيف لاعتقادهم أنهم علموا فلا معني لبذل الجهد في الحصول علي ما عندهم منه ما يكفي...وإما أن تكون منعدمة لأن الدافع الضعيف تصاحبه قناعة بأن علمهم فاق الحاجة للتعلم......وأما أسبقية العلم عن الرأي عند الحكيم فلأنه لا يبدي رأيا فيما لا يعلم, لحرصه علي احترام الناس له واحترامه لنفسه ولخوفه من الله قبل ذلك.... ولأن الحكيم لايبدي رأيا إلا فيما يعلم ليكون رأيه حجة لا مناص من الأخذ بها