الحكومات العربية و الطب النفسي

أكثر ما يذهلني في التسيير الحكومي لمعظم الحكومات العربية هو التجاهل الكبير للطب النفسي متناسين أن هموم الشعوب نفسية أكثر منها مادية ,فنحن لا نطالب فقط بفرص الشغل , القضاء على الفقر ,محو الأمية,محاربة السكن غير اللائق ,...و لكن بالموازاة مع هذه الحقوق فنحن نريد توجيه الإهتمام بالطب النفسي لأن هذا الأخير أصبح اليوم يشكل هاجز كبير للمواطن العربي ,فكيف لحكومة بأكملها أن تغفل بأن القضاء على ظاهرة الإنتحار ,السرقة,الجريمة بالإضافة إلى التطور الإقتصادي و الثقافي يأتي نتيجة بناء مستشفيات للطب النفسي ,مساعدة المريض النفسي على الإندماج في المجتمع و على تفجير ابتكاراته لأنه أيضا له مؤهلات يمكن الإعتماد عليها,فأعتقد شخصيا أن علينا كحكومة ,مجتمع مدني,فرد,.......الإعتراف بأن الطب النفسي وصل إلى مرحلة الخطر و إعطاء المريض النفسي القيمة التي يستحقها لا بتهميشه و عزله عن المجتمع,فأريد أن أتوجه إلى بعض الأفراد الذين يستهزؤن بالمريض النفسي و أقول لهم بأن علينا أن نقيس قيمة الإنسان بسلوكه ,مؤهلاته,تشبثه بدينه,....وليس قدراته النفسية و البدنية بالإضافة إلى أن نعتبر أن المرض النفسي مثله مثل أي مرض عضوي يمكن أن يصيب جميع الطبقات الإجتماعية ,و أدعو جميع المرضى النفسانيين بأن يتوجهوا إلى الله تعالى و يتسلحوا بالصبر لأن هذا المرض اختبار للمريض من الله لقياس تشبثه بدينه .