النموذج السياسى السائد فى كافة الدول العربية هو نموذج الخلافة العربية الاسلامية التى افرزت الاستبداد المطلق فالانظمة السياسية العربية الحالية هى امتداد طبيعى للثقافة السياسية التاريخية العربية والتى اعتمدت فى بناءها على نموذج الخليفة والحاكم المطلق بعيدا عن نظريات العقد السياسى المدنى بين الحاكم والشعب وهذه النظريات لا يسلم بها العرب حتى الان لم تختلف هذه الصورة البشعة منذ عهد النبى محمد حتى الان فالحكام العرب ايضا امتداد لنموذج النبى السياسى فلا يجوز نقدهم لان صناعة القرار السياسى اصبحت بيد الحاكم العربى المقدس الاله الذى لا يعرف الخطا وذلك هو السبب الرئيسى فى كافة الخفاقات والانتكاسات التى تواجه مشروع التغيير والاصلاح الجذرى ويمكننا القول هنا ان نظرية الدكتاتورية الممتدة هى النظرية السياسية التى تحكم توجهات كافة الانظمة العربية خاصة وان معظم هذه الانظمة غير شرعية حيث استولت على السلطة بعد موجة متوالية من الانقلابات العسكرية التى افرزها انقلاب يوليو 1952 فى مصر وشجعها نظام الدكتاتور عبد الناصر الدموى اما الانظمة الحاكمة الان فكلها تسير فى نفس الاتجاه من ممارسة القمع والدكتاتورية والدعارة السياسية وعلى راسها النظام الفرعونى لمبارك فى مصر وهو امتداد طبيعى للدكتاتورية الممتدة ويسعى مبارك لتوريث الحكم لنجله مثلما حدث فى سوريا من خلال توريث السد الاب الحكم لابنه الاسد الابن والغاء الاحزاب السورية واعتقال الاصلاحيين والناشطين ومطاردة المخابرات السورية لهم بالخارج لتصفيتهم والامر نفسه يحدث فى الجزائر فى ظل نظام بوتفليقة الارهابى الذى يصادر كافة الحريات..اما فى ليبيا فيحاول الدكتاتور الكبير معمر القذافى توريث الحكم لاخيه سيف الدين القذافى الذى يتراس مؤسسة القذافى ويعتبر نظام القذافى الفاشى فى ليبيا امتداد طبيعى للنموذج الناصرى فى الحكم القمعى كما كان نظام الدكتاتور الراحل صدام حسين بالعراق الذى اذاق شعبه الويلات فمثل هذه الانظمة لا تعرف الديمقراطية وتحمى نفسها بترسانة من السجون والمعتقلات انها نظرية الدكتاتورية الممتدة بكل مشتملاتها اما الشعوب العربية فهى شعوب غبية وخاملة تعيش بالعصور الوسطى وهى قطيع من الغنم تقوده عصا الحاكم انها شعوب متخلفة رجعية منتكسة تعبد المطلقات دون تفكير او عقلانية وهى الاسلام والنظام الحاكم ..ولا تختلف المعادلة فى دول الخليج العربى خاصة السعودية بسبب سيادة النظام السياسى البدوى وارجعى المتخلف الذى يحكم بنظام الخلافة والشريعة الاسلامية التى تتنافى مع حقوق الانسان وهذه الدول عبودية بدوية لا تعرف للتغيير طريق رغم التطور المادى الذى وصلت اليه الا انها تعيش بعقلية العصور الوسطى بسبب نظام اسلامى رجعى يصادر كافة الحريات والافكار والحريات الثقافية وحرية المراة حيث يتم فرض المفاهيم الاسلامية الارهابية بالقهر على الجميع دون استثناء لان النظام الخليجى امتداد للنظام الوهابى السنى المتشدد والذى افرز التطرف والارهاب بالعالم العربى وعموما فكلها انظمة توريثية لا تعرف الاحزاب والتعددية ..ان النظمة السياسية العربية التعسفية يجب اسقاطها ومحاكمة قادتها امام محاكم جرائم الحرب الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد شعوبهم مثلما يحدث مع الدكتاتور البشير بالسودان ورغم كل ذلك هذه النظمة قائمة تمارس الارهاب والتنكيل بالمعارضة والحركات التحررية الجديدة والسبب الرئيسى هو التيار القومى العربى الذى يدعو الى النغلاق ورفض الاخر لان الحركة القومية العربية ما تزال العائق الاول امام الاصلاح ومشروعه الجديد لانها تقوم على اوهام ثقافية وسياسية منها نظرية المؤامرة الزائفة والغزو الثقافى لان القوميون يستندون الى المفاهيم الرجعية البالية والمتخلفة وهى الدين والتاريخ واللغة وغيرها من المفاهيم العنصرية التى تؤدى للتراجع الحضارى.
التعليقات (0)