لا أعلم كيف حفظنا ورددنا لازمة" الحق عالطليان"، كلما أردنا شمّاعة نعلق عليها خطايان وأخطاءنا. وحسما للأمر بعد كل نقاش، نقول خلص " الحق عالطليان". ولا أعلم كذلك لماذا تحديدا الطليان وليس الفرنسيين أو الانكليز أو غيرهم من سائر شعوب خلق الله!
لكني أعلم الخلفية، لاتهام الطليان بالوقوف خلف كل المعاصي التي نرتكبها. وتتلخص بأننا أمة معصومة عن الخطأ. وكل الجرائم التي نرتكبها بحق بعضنا وبحق شعوبنا، دائما هناك أيد خفيّة تلعب بنا وتتلاعب بأقدارنا. في أحداث اليمن، كانت القاعدة وطالبان، هما من يحيكان المؤامرات.. وليست الدكتاتورية والقمع والكبت.. وفي لبنان" حبيب قلبي"، لا نقول أن السبب هو الإنتماءات الطائفية، التي تتفوق على الإنتماء الوطني.. ولا نقول الارتباط وأحيانا الإرتهان للخارج.. ولكنا نقول" انها حرب الآخرين في لبنان".. المهم أنه في النهاية، نحن أبرياء براءة الذئب من دم يوسف!!
وآخر معزوفات هذه الأوركسترا.. صدرت عن النظام المصري الذي يحتضر، لكنه ما زال ينبض بقدر من الحياة كاف لجعله يلقي تهمه جزافا وبلا حياء. فقبل ثورة شعبنا المباركة، صدر عن الوزير العادلي، الإتهام الغير عادل، في حادثة تفجير الكنيسة وايقاع الضحايا في ليلة العيد، وجه الإتهام لجهة فلسطينية، وأعتقد أنه اتهم منظمة الجيش الإسلامي في غزة! وقد بادر القضاء المصري، بإصدار نفي حول صدور مثل هذا القرار، وأن المحكمة لم تتوصل بعد الى معرفة الفاعل..
وبما أن الفلسطيني، بضعفه وأوضاعه التي لا تسرّ عدوا أو صديقا، فلا بد من جعله" مكسر عصا" كما نقول في عاميّتنا. فقد اتهم الفلسطينيون بتفجير أنابيب الغاز، التي تنقل الغاز الى الدولة العبرية والأردن! كان الإتهام " ظنيّا"، لكنه يشير الى الفلسطينيين... لأن المصريين الثائرين، لا مصلحة لهم في ارتكاب هكذا عمل " إرهابي"، لأنهم لا يعانون والحمدلله من طوابير الغاز.. وهم يبيعون الغاز بأسعار خيالية" هبوطا"، ما يجعلهم يعيشون في رخاء وبذخ يحسدون عليه.. ثم ان شعبنا المصري، قد طبّع بإمتياز علاقته بالكيان العبري، وهومتلهف لكسب رضاه، فلماذا يقوم بهذا العمل الاجرامي.. فلم يبق في الميدان الا الفلسطيني.. يعملها ويعمل أبوها كمان!!
لا عجب في ذلك، من نظام يعاني سكرات الموت، ويريد أن يحرق الأخضر واليابس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. الفلسطينيون لا ينتمون لفصيلة الملائكة، هم بشر ولا يختلفون عن شعوبهم العربية، بما تحمله من ايجابيات وسلبيات..ويكفينا عارا الخلاف المخزي بين السلطتين. فهل نستبدل الحق عالطليان، بمقولة" الحق عالفلسطينيين"..
التعليقات (0)