مازلنا فى معالجتنا لقضية الصراحة والوقاحة وإسقاطا منا لهذه القضية على أرض الواقع من خلال إلقاء الضوء على مانشره موقع ويكيليكس وما حدث لمؤسس موقع ويكيلكس جوليان اسانج من توقيف وتوجيه اتهامات وخوف من الترحيل من السويد لامريكا لمحاكمته هناك .
الإعلام ودوره المجتمعى
وينطلق أسانج من هذه مقدمة ليقول إن موقع ويكيليكس قام ونشأ على مبادئ أولها قول الحقيقة باستخدام التكنولوجيا، مشيرا إلى أن "ويكيليكس أسس نمطا جديدا في عالم الصحافة وهو الصحافة العلمية التي تتيح لك قراءة خبر جديد قبل أن تحيلك إلى موقع الإنترنت لتطلع على الوثيقة الأصلية التي يستند إليها الخبر ثم تترك للقارئ الخيار في الحكم".
ويرى رئيس التحرير أن المجتمعات الديمقراطية تحتاج إلى إعلام قوي مثل ويكيليكس الذي يضع الحكومات تحت مرقاب الصدق والنزاهة، مستشهدا على ذلك بقوله إن الموقع كشف حقائق قاسية حول الحرب في العراق وأفغانستان وأخبارا أخرى عن فساد الشركات.
لكن أسانج رفض تصنيفه تحت لواء "مناهضي الحرب" وأوضح في مقالته أنه لا يرى ضيرا في أن تضطر بعض الدول في بعض الأحيان لخوض الحرب شرط أن تكون "حربا عادلة، لأنه لا يوجد خطأ أكبر من كذب الحكومات على شعوبها حول الحرب والطلب من مواطنيها أن يضعوا حياتهم وضرائبهم في خدمة تلك الأكاذيب".
ثمن الحقيقة
وعن البرقيات الدبلوماسية الأميركية، يقول أسانج إن موقع ويكيليكس لم يكن الناشر الوحيد لهذه المعلومات بل مؤسسات إعلامية أخرى مثل غارديان البريطانية ونيويورك تايمز الأميركية ودير شبيغل الألمانية، ومع ذلك تحمل الموقع النصيب الأكبر من الاتهامات الأميركية والتحريض الشخصي الذي وصل -وفق أسانج- إلى حد قيام مسؤولين رسميين للمطالبة بقتله وخطف ابنه الوحيد البالغ من العمر عشرين عاما.
واستهل رئيس تحرير موقع ويكيليكس هذه الفقرة بتصريح للمرشحة الرئاسية السابقة سارة بالين التي طالبت بملاحقة أسانج كما يلاحق أسامة بن لادن، لافتا إلى أن مجلس الشيوخ الأميركي تقدم بمشروع قانون يصفه شخصيا "بأنه خطر عالمي عابر للحدود يجب التخلص منه".
واعتبر أسانج أن هذه التحركات تستهدف الحلقة الأضعف لأن المؤسسات الإعلامية الأخرى التي نشرت الوثائق تمتلك من الحجم والعراقة التاريخية والنفوذ ما يجعلها عصية على هذه التهديدات خلافا لحال موقع ويكيليكس الصغير حجما وعمرا.
ضجة مفتعلة
ويستغرب أسانج هذه الضجة من قبل الولايات المتحدة رغم أن وزير دفاعها روبرت غيتس أقر في رسالة وجهها إلى الكونغرس بأن ما سرب من وثائق حول أفغانستان لم يتضمن معلومات حساسة، كما أكدت وزارة الدفاع (بنتاغون) أن الوثائق لم تهدد حياة أي شخص على الإطلاق.
كما يخلص في مقالته إلى التأكيد على أن ما نشره وينشره ويكيليكس من وثائق وأسرار أهم بكثير مما يحاول المسؤولون تحجيمه أو التقليل من شأنه، معددا على سبيل المثال بعض الأسرار التي تم كشفها ومنها:
-الولايات المتحدة طلبت من دبلوماسييها سرقة معلومات شخصية عن مسؤولين بالأمم المتحدة وأعضاء بجماعة ناشطة في مجال حقوق الإنسان بما في ذلك معلومات عن التركيبة الوراثية لهؤلاء الأشخاص، بصمات الأصابع، أرقام بطاقات الاعتماد المصرفية، كلمات السر الخاصة بحواسيبهم أو المواقع الإلكترونية التي يتصفحونها على الشبكة العنكبوتية.
-السويد عضو سري في حلف شمال الأطلسي، وتخفي تعاونها مع الاستخبارات الأميركية عن البرلمان.
-التلاعب بالتحقيق البريطاني حول العراق من أجل حماية المصالح الأميركية.
-هناك العديد من كبار المسؤولين بدول الشرق الأوسط مثل الأردن والبحرين يطالبون بإيقاف البرنامج النووي الإيراني بأي وسيلة.
-ضغوط أميركية على دول أخرى لقبول معتقلين في غوانتانامو ومنها جزيرة كريباتي الصغيرة -الواقعة بالمحيط الهادي والقريبة من أستراليا- والتي تلقت ملايين الدولارات من واشنطن لقبول عدد من المفرج عنهم على أراضيها.
ويختتم أسانج مقالته بالقول "إن العاصفة الهوجاء التي تدور حول ويكيليكس اليوم تؤكد الحاجة للدفاع عن حق الإعلام في كشف الحقيقة".
وتبقى الاسئلة حول الحقيقة والصراحة قائمة
فهى دائما مؤلمة
وإلى اللقاء مع قضية جديدة
انتظرونا غدا
وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى
محاسب / طارق الجيزاوى
الاسكندرية فى الاربعاء 29 ديسمبر2010 م
سرتنا زيارتكم
مع ارق امنياتى واطيب تحياتى وارجو دوام التواصل على الماسنجر الشخصى للمدون
Tarek_Gizawy@yahoo.com
التعليقات (0)