حفرة صغيرة وجدت نفسها تتوسط اكثر شوارع المدينة مرورا للمركبات , حيث تتراصف على جانبي الشارع المحلات التجارية , و يتزاحم الناس على ممرات السير ذهابا و ايابا ,, دون ان يعيروا اي اهتمام لتلك الحفرة الصغيرة ,, و كلما ساءت الأحوال الجوية عانت الحفرة من تجمع مياه الأمطار في احشاءها و عانت قسوة مرور العربات عليها دون رحمة , و بمرور الزمن تحاملت الحفرة على اؤلائك الناس الغير مبالين بمعاناتها اليومية , فقررت ان تجذب انتباههم بطريقتها الخاصة , بان تسرّب الماء في اجوافها لتكبر و تنمو لتعيق مرور المركبات من فوقها كي تتحاشى عبورهم القاسي , و اهمالهم لها و باتت لا تسمح ان يمضي يوما دون ان تتسبب في حادث مرورى أو تسقط عابر سبيل لتلوي او تكسر عظمة من ساقْيه و بات هذا الشارع لا يطاق من صفارات الأنذار التي تطلقها يوميا سيارات الأسعاف لنقل جرحى ردة فعل انتقام الحفرة و تزاحم السير و التأخير و بات من الصعب ان يتلقى الجرحى العلاج بسرعة و منهم من فارق الحياة قبل الوصول للمشفى ,, هنا بات الأمر لا يتحمل التأخير فأجتمع اصحاب الرأي و العقل الرجيح من اهالي المدينة ليبحثوا امر الوضع المتأزم و افعال الحفرة , منهم من اقترح ان يقفل الشارع لتفادي الحوادث , لكن اقتراحه رفض كون الشرع ذو صفة تجارية , و أخر اقترح ان يبنوا جسرا فوق الحفرة لكن فريق المهندسين رفض الفكرة كونها ستعمد لهدم بعض المحلات و صعوبة تشييد الدعام للجسر, و رفض الأقتراح تلو الأخر في الوقت الذي تزايد عدد القتلى و الجرحى,, و بعد جهد و دراسات و اجتماعات و مؤتمرات مر اقتراح احد الوجهاء في ترك الحفرة كما هي و الأهتمام بامر المواطنيين بدلا من الحفرة الذين يسقطون يوميا ضحية الحفرة و قرروا ان يشيدوا مشفى على جانب الطريق لمعالجة الضحايا ...!!!
التعليقات (0)