أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يزور شهداءأحد وأثناء ذلك أخذ يبكي فسأله أصحابه : ما يبكيك يارسول الله؟....فقال عليه الصلاة والسلام : لقد إشتقت لأصحابي... ، إستغرب الأصحاب من شوقه لهم وهم معه؟!..فقالوا : أولسنا أصحابك يارسول الله؟..فقال :أصحابي يأتون من بعدي ويؤمنون بي دون أن يروني....!
صدقت يارسول الله ، نحن أصحابك الذين آمنا بكل كلمة نطقت بها شفتاك..!..كيف لا وأنت الذي لقبك [الجاهليون]بـ (الصادق الأمين)..؟!.
.نحن أصحابك الذين نشهد بأنك رسول من عند الله وخاتم النبيئين، ونشهد بأن رسالتك هي الأخيرة..وهي( الوحيدة) التي وضع لها القبول حتى تقوم الساعة.
فمحمد حضارة قائمة وحتى قبل أن يُخلق آدم...وقبل أن يهبط إلى الأرض ..وقبل أن يصل عصرنا هذا ، وحتى آخر عصر تقوم فيه الساعة....نعم ..فمحمد نُقِش اسمه على عرش الرحمان قبل أن ينفخ من روحه في جسد أبينا آدم الذي شاهد هذا الإسم الذي لم يعرف له معنىً..!..ولم يعرف بأن هذا الإسم هو إسمٌ جامع للحضارة الإنسانية وفي أدق تفاصيلها (ولو كره المشركون).
حتى آدم لم يكن يعرف بأنه ما خُلِق إلا لتتجسد حضارة هذا الإسم الذي لم يعرف معناه..؟!...ولم يعرف بأن الجنة التي سكنها هو وزوجه ما هي إلا جائزة لمن يؤمن بصاحب ذلك الإسم..؟!..وأن هبوطه إلى الأرض ماهو إلا إمتحان يُعيده لتلك الجنان..؟!.
[[محمد]] سيرة لا تسعها مساحات التدوين على وجه الأرض حتى ولو جمعناها...وحضارة نكتفي بسردها كنموذج (لانظير له)من نماذج الحياة البشرية...هذا النموذج الذي ما ترك جانبا من جوانب الحياة إلا واحتواه...وما ترك أسلوبا من أساليب التمدن والتحضر إلا وكان سباقا إليه.
[[محمد]] :الزوج الذي كانت في ذمته تسع زوجات وما اشتكت منه واحدة منهن طيلة حياته..؟ "
[[محمد]] : الأب الذي تخرج على يديه جيل لن يكون له مثيل في (التفكير..والتعليم..والأخلاق..و..و..) ما دامت السموات والأرض..
[[محمد]] : الجار الذي كان جاره يهوديا فما أساء أليه قط رغم خسة هذا الجار اليهودي..؟!
[[محمد]] : الصديق الصدوق على حقيقة المعنى تماما..؟!
[[محمد]] : الذي كان في زمن لا توجد فيه روائح وعطور فكانت رائحته مسكا (دائما) لم تزل ما حيي..؟!
[[محمد]] : المفكر الذي فهم كلام المولى تبارك وتعالى كما لم يفهمه أحد وأفهمه لنا بأسلوب في مستوانا (جميعا) بسنن بسيطة كما لن يفعل أحد..؟"
[[محمد]] : الحقيقة (الثابتة) التي محت كل ما (قبلها) وما (بعدها) من أباطيل ويبقى أننا ومهما حاولنا التمدن والتحضر نبقى أمام نموذج فريد ومميز .. ما على أصحاب البصائر النيرة سوى الإقتداء به.....ويكفي المتشككين (المثبطِين) سوى معرفة شيء واحد...ولن أزيد عليه شيئا لأنه البرهان على الحضارة المحمدية (الوحيدة المعترف بها)..:...
((أن جسده محرم على الأرض أن تأكله))...ألف صلاة وسلام عليك يارسول الله.
التعليقات (0)