الحضارة الغربية وتفريخ الإرهاب في العالم المعاصر!؟
لعل أبرز ما يميز الحضارة الإسلامية عن غيرها من الحضارات هو إبلاؤها الإنسان أهمية قصوى لا حدود لها، فلا شيء يعلو على حياة الإنسان / أي إنسان وضمان رفاهيته واستقراره النّـفسي والمادي:
« فليعبدوا ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»(سورة قريش الآية 3و4) ..
يستوي في ذلك كل الناس على اختلاف مواقعهم الاجتماعية والثقافية والسياسية، لأن حياة كل البشر " في الفلسفة الإسلامية " : هي هبة من الله وبالتالي فهم عبيد متساوون في العبودية لله حتى وإن أنكر بعضهم هذه العبودية ... !؟
ومن هذا المنطلق فلا يجوز أن يستعلي أحد على أحد أو أن يظن أن حياته هي أهم من حياة الآخرين بسبب من مركزه الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي ، ومن هذا المنطلق يعتبر إزهاق روح بشرية واحدة "ظلما وتعسفا" هو بمثابة إزهاق أرواح البشر جميعا، وإحياء نفس بشرية (إنقاذها من الهلاك مثلا)هو إحياء للناس جميعا في الثقافة الإسلامية.
إن قداسة حياة الإنسان – أي إنسان - في الحضارة الإسلامية تجعل من إمكانية الاعتداء على فرد بسبب موقعه الاجتماعي أو انتمائه العرقي أو بسبب توجهاته الفكرية أو السياسية أو الدينية عملا مرفوضا جملة وتفصيلا في الثقافة الإسلامية، يستوي في ذلك المؤمن وغير المؤمن ما لم يبادر بالإعتداء وارتكاب جرم يوجب القصاص ... " لأن في القصاص حياة لبقية الناس ".
إن مثل هذا المفهوم يغيب في الحضارة الغربية التي تزعم التفوق و الاستعلاء على من عاداها من الحضارات!؟.
فأوروبا منذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي بادرت باضطهاد الشعوب واستعمارها ونهب خيراتها .. بمجرد امتلاكها للقوة التي تقهر بها تلك الشعوب، وأمريكا اليوم تبادر باضطهاد شعوب بأكملها لمجرد الحفاظ على مصالح تراها حيوية، وتدعم الصهيونية المقيتة لاغتصاب أراضي الغير وقتلهم وتشريدهم ... !؟
فلا عجب أن نرى بسبب ذلك انتشار ظاهرة الجماعات الإرهابية، والتي هي حالة مرضية كردة فعل - حيوانية - غير إسلامية على حضارة متوحشة ، مريضة لا تقيم أي وزن للإنسان / الآخر، وآن الأوان لاستبدالها بحضارة إسلامية جديدة بديلة ومتطورة ، تخترق الآفاق ، تقوم على ثوابت الرحمان بدلا عن ترهات الإنسان الغربي وجهالته و حيوانيتهو توحشه و حياة الأنعام التي يحياها و يجبر العالم على الحياة طبقها رغم تهافتها و انكشاف عوارها وتعدد أزماتها.. ! !؟
التعليقات (0)