يتباهى (بعض إخواني) من المصريين بالحضارة الفرعونية وكأنها لاتزال قائمة ، وتدفع بالشعب المصري المسكين خطوات نحو التقدم والرقي والإزدهار .. وأنا لاألومهم على أوهامهم ، لأنهم أن يعيشوا على أطلال الماضي المجيد خيرٌ لهم من عيش مآسي حاضرهم ، وأوضاعهم الإجتماعية المتردية ، لكن في نفس الوقت هي أوهام تحول دون بناء مستقبل حقيقي وواعد على الأنقاض ..
الآثار الفرعونية يا إخواني هي رمز لشعب إجتهد في ما مضى لبنائها ليخلد ذكراه ، أما اليوم فهي لاتسمن ولاتغني من جوع مثلها مثل آثار (المايا) أو أي آثار أخرى في بقاع الأرض ، ولاتعدوا كونها وجهة للسياحة ، وهي لن تتكرر مادام الإخوة المصريين مكتفين بالفرجة على أنقاضها ، واكتفائهم بالفخر بجهد أسلافهم ..
الحضارة الفرعونية كانت حضارة مصر الأمس ، أما مصر اليوم فحالها لايسر صديقا ولاعدوا لأنها بلاحضارة حقيقية تواكب بها القرن الحادي والعشرين..
مصر على رؤوسنا كعرب لكن ليس بالفخر بالماضي الفرعوني ، ولا بالإعتزاز بالحضارة المندثرة ، بل بمشايخها ، وبعلمائها ، وبرموزها الحقيقية ، لاالوهمية التي يُخيل للمصريين بها أنهم أفضل من غيرهم من العرب ، أو أنهم في مستوى حضاري يفوق مستويات غيرهم ..
بالنسبة لي لايوجد نموذج حضاري عربي حقيقي غير النموذج الإماراتي ، لأن الإمارات لاتتحدث كثيرا وتعمل كثيرا ، ووحده الشعب الإماراتي يستطيع أن يقول اليوم وبكل فخر : إمارات الحضارة ، لأنها حضارة واقعية يعيشها كل إماراتي ، وتواكب الثورة التكنولوجية والإقتصادية العالمية الحالية ، أما مادونها من حضارات فهي حضارات مندثرة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 01 - 2010
التعليقات (0)