مواضيع اليوم

الحصان الذى نسى الركض

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" كانت خيول وحشية تعيش فى رغـد وسلام وسط غابة شاسعة. وكانت تتغذى على الاعشاب الوفيرة وترتوى من مياه الينابيع العذبة وتنام تحت الأشجار الوارفة الاوراق.
وذات يوم حدثت لاحدهم كارثة فالحصان الابيض البديع وقع فى قبضة صعلوك اصطحبه الى منزله ليدجنه ويستغله فى خدمة اغراضه..وبعد مدة وتحت ضربات السياط وسوء المعاملة اصبح الحصان طيعا اليفا يعرف كيف لا يثير غضب سيده الصعلوك.
فعند ادنى حركة من اللجام يدرك اى اتجاه يسلك..وبحسب حدة ضربات السوط يعرف درجة السرعة المطلوبة وامسى يفهم معانى وخزات الركاب.وانواعها
وبطول المدة والتعود تاقلم مع وضعه الجديد الى حد انه لم يعد يفكر فى الهرب حتى عند غفلة سيده عن شده بوثاق.وهكذا نسى طبيعته الاولى ونسى معها حياة الحرية والركض فى الغابة الفسيحة وكــأنّــه لم يعش ذلك الا فى حلم جميل قديم عابر.
وذات يوم مات سيده وبعد ايام لم يجد بدا من العودة الىالغابة والى قطيعه..وحال وصوله هرع اشقاؤه واصدقاؤه من الخيل لاستقباله..وللتعبير له عن فرحتهم بعودته نضموا سباقا فى الركض .ولكنه عند انطلاق السباق ارتبك ثم تسـمـّـر فى مكانه ولم يقدر على التحرك =
ــــ هيا انطلق قال له احد القريـبـيـن منه
ـــ لــنلـتحـق بهم الان اضاف الثانى
غير ان الحصان زاد ارتباكـه وتراجع قليلا الى الوراء
فاقــترب منه احد الخيل يساله مستغربا =
ــــ ما بك يا صديقنا العزيز لماذا لا تشاركنا الركض ؟
فقال مـتلعـثـتـما تحت الحاح بقية اترابه =
ـــ بدون لجام كيف لى معرفة الوجهة التى علىّ ان اتجهها ؟
ومن غيرضربات السوط كيف لى معرفة متى يجب ان اسرع ؟
وبلا وخزات الركاب كيف اختار طريقة الركض؟.
فاحاطت به كوكبة من الخيل قائلة له بشفقة واندهاش =
ـــــ ايها الصديق العزيز ولكنـنــا نحن لانحتاج الى لجام او سوط ولا الى ركاب او راكب لكى نركض بكل حرية ونتجه الى حيث نريد
..عليك ان تنسى هذه الاشباح المرعبة التى تعودت عليها فمن يتعود على الخطا يتوهم انه الحقيقة ..فهيا انطلق فى ارجاء هذه الغابة المنوّرة بالشمس وبالحرية.
وشيئا فشيئا وبعد محاولات عديدة بدأ الاحساس بالحرية يعاود الحصان ثم انطلقت حوافره يرن صداها فى ارجاء الغابة

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !