وقد تبين للباحثين أن نسبه الإصابة بالفصام بين هؤلاء المتعاطين تزيد ست مرات على النسبة المناظرة بين غير المتعاطين مما يقطع بوجود اقتران بين التعاطي المكثف والإصابة بالفصام والخلاصة أنه لم يقم دليل يوثق به على سلامه استخدام بطاقة تشخيصيه باسم ” ذهان الحشيش “، ولكن توالت الأدلة الميدانية على وجود اقتران بين التعاطي المكثف للحشيش وظهور اضطرابات سيكياترية وأخطارها ترسب مرض الفصام في بعض الحالات يولد التصعيد من تعاطي الحشيش إلى تعاطي المخدرات أقوى منه.
في السياق الراهن لابد من الإشارة إلى ما يلاحظ أحيانا من أن بعض متعاطي الحشيش وخاصة في حالات التعاطي المكثف يتجهون إلى تعاطي مخدرات أخرى أقوى من الحشيش غالبا على سبيل الإضافة إلى الحشيش الذي يستمرون في تعاطيه وأحيانا على سبيل الإحلال ونقصد هنا مفهوم المخدر الأقوى المخدر الذي له قبضه إدمانيه على المدمن أقوى من قبضه الحشيش ويبدو ذلك بوجه خاص في شدة أعراض الانسحاب ونشير هنا بوجه خاص إلى التصعيد الذي تقدم عليه نسبه معينه من متعاطي الحشيش إذ يصعدون ممارستهم إلى تعاطي الأفيون (فيزيولوجياً (فيتجه نحو زيادة جرعة ماده محدثة للإدمان بهدف الحصول على نفس الأثر الذي أمكن تحصيله من قبل بجرعةٍ أقل ومعنى ذلك ومن اللافت للانتباه أن بعض متعاطي الحشيش يصل بهم الأمر بعد بضع سنوات من بدء التعاطي إلى أن زيادة جرعة الحشيش تعجز عن تحقيق مطلبهم التخديري مما يدفعهم إلى تجاوزه إلى مخدر أقوى.
هذا عن التفسير القائم على أسس فارماكولوجيه أما التفسير الاجتماعي فخلاصته أن هذا التصعيد يأتي نتيجة طبيعية لاتصال متعاطي الحشيش بعالم الاتجار غير المشروع إذ لا سبيل أمامه للحصول على الحشيش إلا من خلال قنوات الاتصال تصله في نهاية الأمر مهما طالت وتعدد الوسطاء فيها بعالم الاتجار غير المشروع حيث يجري التعامل في الحشيش وغيره من المخدرات كالأفيون والمورفين والهيروين حيث تتضافر قوى السوق على محاوله الترويج للمخدرات الأعلى ثمناً لكي تدر على البائع ربحا أعلى كما أن اتصاله بهذه القنوات يعرضه للاتصال بكثير من المتعاطين الذين يتعاطون مخد ا رت أخرى غير الحشيش والذين لا يكفون أبداً عن محاولات الاغراءات لكل من لا يتعاط المخدر الذي يدمنونه. والمحصلة النهائية لهذه المؤثرات جميعا هي انتقال نسبه ممن كانوا يقتصرون على تعاطي الحشيش إلى تعاطي المخدرات الافيونية.
التعليقات (0)