مواضيع اليوم

الحشد الشعبي جرائم انتقام

Riyad .

2015-04-05 16:32:08

0

الحشد الشعبي جرائم انتقام

بعد فتوى المرجع الديني “علي السيستاني” بالجهاد الكفائي لتحرير العراق من داعش , تم تشكيل الحشد الشعبي كقوات حكومية منظمة هدفها جمع المتطوعين تحت لواء واحد معيدةً للأذهان الصحوات العسكرية الشعبية التي تم تشكيلها لمواجهة تنظيم القاعدة قبل عدة سنوات , كل تلك التشكيلات تحدث بالعراق الدولة التي تحولت لدولة فاشلة بفعل تراكمات الماضي وصراعات الساسة وتدخلات المراجع الدينية المختلفة في الشؤون السياسية وتجاذباتها المعقدة , العراق الذي كان يتمنى أن ينهض ويعود للحاضنة العربية بعد سقوط نظام البعث وزوال قادته الدمويين من المشهد السياسي والدنيوي أصبح مشتتاً بين قوى سياسية طائفية وقوى سياسية هاربة من الداخل واستحقاقاته الوطنية والقومية باتجاه الخارج دولاً وأفراد وتلك هي الحقيقة فالدول الإقليمية لا يهمها العراق بقدر ما يهمها مصالحها ومشاريعها الإستراتيجية المختلفة !.

مدينة تكريت العراقية كانت على موعد دموي دخلت قوات الحشد الشعبي لفك حصارها واستعادتها من يد مليشيا داعش الدموية هذا ما يٌقال رسمياً أما في الواقع فقوات الحشد الشعبي المشحونة بالكره والطائفية والانتقام حولت تلك المدينة لركام محترق فقتلت كل من اعترض طريقها بحجة الدعشنة وكأن العراق كٌتب عليه البقاء بيد عناصر ومليشيات دموية متطرفة متنوعة فمن سلم من مليشيا طائفية لن يسلم من مليشيا دموية تقاتل من أجل السلطة واعتلاء كرسي الحكم , لو عدنا قليلاً إلى الوراء فإننا سنجد حقائق متعددة من أهمها احتضان تكريت لكبار القادة العسكريين والسياسيين أبان حكم البعث البائد , ولو طبقنا نظريات علم الاجتماع على الحشد الشعبي وعلى غيره من الفصائل والأفراد ممن يقتل وينتهك القيم والأعراف بمبررات دينية أو مذهبية أو سلوكية لوجدنا أن ما قامت به قوات الحشد الشعبي من إحراق للمنازل وتدمير للممتلكات وقتل للأنفس كان دافعه الانتقام من سكان تكريت الذين كان غالبيتهم من كبار القادة البعثيين , فالنظام البعثي أبان حكم المقبور صدام ومن كان قبلة كان لا يميز بين مواطن وآخر فمعياره الوحيد هو الولاء للبعث ولأيدلوجيات حزب البعث العراقي الاشتراكي فقط وتلك جريمة استبدادية قتلت التعددية وبذرت بذور الكراهية والحقد بنفوس العراقيين الذين أصبحوا ينتقمون من كل شيء كان على صلة بالبعث البائد ؟.

أيضاً إذا طبقنا نظريات علم الاجتماع على سلوكيات الحشد الشعبي فإننا سنجد إنتقامها من السنة يأتي ضمن سياق الانتقام للتاريخ القديم وللدموية المحسوبة على السنة والمتمثلة في داعش والقاعدة وغيرها , ذلك الانتقام مٌشرعن من بعض المراجع والبعض  يٌدين على استحياء وهنا مكمن الخطورة ؟.

المثقف الشيعي ورجل الدين الشيعي لا ينتقد سلوكيات متطرفي الشيعة اللفظية والسلوكية " الدموية والغير دموية" عكس المثقف السني الذي ينتقد كل شيء متطرف سواءً رأي فقهي أو رأي شخصي أو سلوك فردي أو جماعي , صمت المراجع الشيعية بمشارق الأرض ومغاربها وصمت المثقف الشيعي عن جرائم الحشد الشعبي وعن جرائم حكومة نوري المالكي الطائفية وتخبطات المراجع الدينية بالعراق وبغير العراق واصطفافهم اصطفافاً طائفياً تجلى بوضوح بالعراق منذ مدة ليست بالقصيرة كارثة عمقت مشاكل العراق وألقت بظلالها على الإقليم الذي لم يعد يحتمل أي مظهر من مظاهر الاصطفاف الغير وطني والغير قومي فضلاً عن قتلها لبوادر التعايش السلمي بين الشيعة والسنة كأفراد مجتمع واحد بمشرق الأرض ومغربها  !.

جرائم داعش وغيرها من القوى والمليشيات الدموية المحسوبة على السنة " الإسلام السياسي السني " تلقى الاستنكار والشجب والمقاومة من قبل السنة جماعات وأفراد عامة ومثقفين ومن يقع بوحلها فهو على ضلال يجب ردعه بأي طريقة كانت أما جرائم الحشد الشعبي وغيرها من القوى والمليشيات المحسوبة على الشيعة " الإسلام السياسي الشيعي " فإنها لا تلقى الشجب ولا الاستنكار بل تلقى التأييد المٌبطن وغض الطرف عن الجرائم في كثيرٍ من الأحيان .

الصوت المتطرف بالجانب السني خافت جراء المواجهة المستمرة مع الصوت المعتدل عكس الصوت في الجانب الشيعي وأقصد هنا المثقفين والمراجع فقط , بقاء الصوت الشيعي متطرفاً وصامتاً أزاء مختلف الجرائم الدموية التي تحدث بأرض العراق وبغير العراق يعقد مسائل كثيرة على الأرض والتي من أهمها التعايش السلمي بين المذهبين والتعددية فالتعايش لا يكون ولا يتحقق الإ بزوال التطرف زولاً كلياً والحالة المرجعية الشيعية متمسكة بالتطرف كأقوال وممارسات وهنا  رصاصة الرحمة التي أصابت التعايش في مقتل !.

على عقلاء الشيعة داخل العراق وخارجة الالتفات نحو التطرف الشيعي المسكوت عنه و مكافحته بشتى الطرق والوسائل فالتطرف الفكري السني يقتات ويتغذى على أدبيات فكرية ضالة وممارسات استبدادية ودموية ومن ضمن الأغذية والمبررات التطرف الشيعي المسكوت عنه والمٌشرعن من قبل مراجع وشخصيات شيعية وهنا الحقيقة التي يتعامى عنها عقلاء الشيعة ؟.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات