مواضيع اليوم

الحشاشون

 الحشاشون

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 


طائفة الحشاشين
 أو الحشاشون أو الحشيشية[1]، هي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في القرن الحادي عشر الميلادي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن الحادي عشر والقرن الثالث عشر الميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وأيضاً في الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران. أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته[2].

اتخذت دولة الحشاشين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران وسورية. مما أكسبها عداءا شديدا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما كالسلاجقة وخوارزميون و الزنكيون وأيوبيون بالإضافة إلى الصليبيون إلا أن جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال عشرات السنين من الحروب.

كانت الإستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها "فدائيون" لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم. حيث كان هؤلاء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والخليفة العباسي الآخر الراشد وملك بيت المقدس كونراد من مونفيراتو.

وقد جاءت نهاية هذه الدولة في إيران عند الغزو المغولي الثاني بقيادة هولاكو عام 1256م بعد مذبحة كبيرة وإحراق القلاع والمكاتب الإسماعيلية وسرعان ما تهاوت الحركة في سورية أيضاً بعد أن فقدت استقلالها السياسي على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م.

محتويات

  [أخف

·         1 التسمية

·         2 التأسيس

·         3 الإستراتيجية العسكرية

·         4 الانشقاق عن الدولة الفاطمية

o        4.1 حكم حسن الصباح (1094م-1124م)/(487هـ-518هـ)

o        4.2 حكم بزرجميد (1124م-1138م)/(518هـ-522هـ)

o        4.3 حكم محمد بن بزرجميد (1138م-1162م)(522هـ-557هـ)

o        4.4 حكم الحسن علي (1162م-1166م)(557هـ-561هـ)

o        4.5 حكم أعلى محمد بن الحسن علي (1166م-1210م)(561هـ-606هـ)

o        4.6 حكم جلال الدين حسن بن أعلى محمد (1210م-1221م)(606هـ-618هـ)

o        4.7 حكم علاء الدين محمود (1221م-1255م)(618هـ-653هـ)

o        4.8 حكم ركن الدين خورشاه والنهاية (1255م-1256م)(653هـ-654هـ)

·         5 في بلاد الشام

o        5.1 المرحلة الاولى 496-506هـ / 1103-1113م

o        5.2 المرحلة الثانية (1113م-1130م)/(506هـ-524هـ)

o        5.3 المرحلة الثالثة (1130م-1150م)/(524هـ-545هـ)

o        5.4 سنان شيخ الجبل

o        5.5 العداء مع صلاح الدين الايوبي

o        5.6 أغتيال ملك بيت المقدس

o        5.7 ما بعد سنان

·         6 نهاية الحركة

·         7 قائمة الزعماء

·         8 مراجع ثقافية

·         9 المصادر

·         10 مراجع

التسمية:

إن أقدم تطبيق كتابي لمصطلح "حشيشية" على النزاريين نجده في الرسالة التي كتبها الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله سنة 1123م والمرسلة إلى الاسماعيليين في سورية "(إيقاع الصواعق الارغام)" وكان الهدف من هذه الرسالة نقض مزاعم نزار المصطفى لدين اللهبالإمامة والتأكيد على شرعية الخط المستعلي وقد استُخدم فيها مصطلح الحشيشية مرتين من دون تقديم سبب واضح[3].

وتمّت الإشارة إلى النزاريين مرة أخرى بالحشيشية في أقدم كتاب سلجوقي معروف للأخبار كتبه سنة 1183م عماد الدين الأصفهاني في كتابه "(نصرة النصرة)" من دون تقديم معنىٰ اشتقاقي للكلمة وقد استخدم مصطلحات أخرى للقذف مثل الباطنية والملاحدة[4].

أما المؤرخون الفرس من الفترة الإيلخانية ومنهم الجويني ورشيد الدين اللذان هما المصدران الرئيسان لتاريخ الجماعة النزارية في فارس - فلم يستخدموا مصطلح الحشيشية أبداً، وقد استخدموا مصطلح "الملاحدة" عندما لم تكن الإشارة إليهم كإسماعيليين.

وتبقى الحقيقة أنه لا النصوص الإسماعيلية التي تمت استعادتها حتى الآن؛ ولا أيّاً من النصوص الإسلامية غير الإسماعيلية المعاصرة التي كانت معادية للنزاريين تشهد بالاستعمال الفعلي للحشيش من قبل النزاريين. وحتى المؤرخون الرئيسيون للنزاريين مثل الجويني الذي نسبوا كل أنواع الدوافع والمعتقدات الخبيثة للإسماعيليين فإنهم لا يشيرون إليهم "بالحشاشين" والمصادر العربية التي تشير إليهم بذلك لا تشرح البتة هذه التسمية من جهة استعمال الحشيش[5].

وتبقى هناك آراء أُخرى حول الأصل الاشتقاقي للكلمة منها:

·         

·         أساسان (Assasins): أي القتلة أو الاغتياليون. وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الفدائية الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم؛ فخافوهم ولقبوهم «الأساسان».

·         حساسان: نسبة إلى شيخ الجبل «الحسن بن الصباح» الذي أوجد منظمات الفدائية.[6]

·         عساسون: مشتقة من «العسس» الذين يقضون الليالي في قلاعهم وحصونهم لحراستها والدفاع عنها.

·         أساسين: مأخوذة من الكلمة الأصلية ( المؤسسين ) حيث أنهم أسّسوا قوتهم في قلعة ألموت.

ومع بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر بدأت التحويرات العربية لمصطلح الحشاشين تلتقط محلياً في سورية وتصل إلى مسامع الصليبيين لتكوّن عدداً من المصطلحات"Assassin,,,Assissini,,,Heyssessini" والتي صار ينعت فيها الإسماعيلييون النزاريون في سورية الأمر الذي أدّى لظهور اسم جديد دخل إلى اللغات الغربية وهو "Assassin" وأصبح يعني "القاتل" ,وقد كانت المخيلة الأوربية خصبة في وصف هؤلاء الحشاشين، وزخرت كتبهم بالكثير من الأساطير حولهم فنجد قصة الرحالة الإيطالي ماركو بولو التي باتت تعرف بـ"أسطورة الفردوس" والذي نقرأ في كتابه في وصف قلعة ألموت ما يلي:

«بأنه كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة! [7]»

وتجدر الإشارة إلى أن قلعة ألموت قد أُحرِقت سنة 1256م بينما ولد ماكو بولو سنة 1254م فإذا لم يكن قد زارها وعمره سنتين فهو لم يزرها أبداً. كما أن الطبيعة المناخية لقلعة ألموت التي تغطيها الثلوج طيلة 7 أشهر بالسنة يجعلها غير صالحة لزراعة الحدائق الموصوفة في الكتاب. وعلى كل حال فإن مثل هذه القصص المليئة بالمبالغة والخيال نجدها كثيراً عند ماركو بولو[8].

التأسيس:

 

حسن الصباح زعيم فرقة الدعوة الجديدة (الأساسيون)

بعد دراسة عقائد المذهب الاسماعيلي في مصر.غادر حسن الصباح القاهرة نتيجة خلافات سياسية.فوصل أصفهان سنة 1081م. ليبدأ رحلته في نشر تعاليم العقيدة الاسماعيلية، وركّز جهوده على أقصى الشمال الفارسي، وبالتحديد على الهضبة المعروفة بإقليم الديلم واستطاع أن يكسب الكثير من الأنصار في تلك المنطقة.
ولم يكن حسن الصباح مشغولاً فقط بكسب الأنصار لقضيته؛ وإنما كان مشغولاً أيضاً بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة الإسماعيلية في كل البلاد. وفي ظلّ خطر الإمبراطورية
 السلجوقية كان يُفضّل معقلاً نائياً ومنيعاً يمكن له أن يكون ملاذاً آمناً للإسماعيليين، فوقع اختياره على قلعة ألموت. قلعة ألموت هي حصن مقام فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال البورج، ويسيطر على وادٍ مغلق صالح للزراعة يبلغ طوله ثلاثين ميلاً وأقصى عرضه ثلاثة أميال والقلعة ترتفع أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق ضيق شديد الانحدار.
أستطاع حسن الصباح من دخول القلعة سرا يوم الأربعاء الموافق 4 سبتمبر
 1090م بفضل أنصاره المتخفين داخل القلعة وظل متخفياً داخلها لفترة وجيزة قبل أن يسيطر على كامل القلعة وأخرج مالكها القديم بعد أن أعطاه 3000 دينار ذهبي ثمناً لها[9].وبذلك أصبح سيّداً لقلعة الموت، ولم يغادرها طيلة 35 عاماً حتى وفاته.
وكانوا بهذه الفترة يمثّلون امتداداً
 للدولة الفاطمية في القاهرة قبل حدوث الانشقاق[10].

«ألموت.إنه حصن فوق صخرة على ارتفاع ستة آلاف قدم،تحيط به جبال جرداء وبحيرات منسيّة، ولهوب وممرات جبلية غير مُفضِية. وليس في مقدور أكثر الجيوش عديداً الوصول إليه إلا رِجلاً إثر رِجل، ولا أقوى المجانيق ملامسة أسواره. ويبدو حصن ألموت للقاطنين فيه وكأنه جزيرة وسط محيط من الغيوم، وإذا نُظر إليه من تحت فإنه مأوى الجِنْ »
أمين معلوف[11]

.

الإستراتيجية العسكرية:

في سعى حسن الصباح ورفاقه لنشر المذهب الاسماعيلي في ايران.اعتمد على ستراتيجية عسكرية مختلفة عن تلك السائدة في العصور الوسطى. وتمثلت هذه الستراتيجية في الاغتيال الانتقائي للشخصيات البارزة في دول الاعداء. بدلا من الخوض في المعارك التقليدة التي تؤدي الى ايقاع الالاف القتلى من الجانبين. ولاجل ذلك اسس حسن الصباح فرقة متكونة من اكثر المخلصين للعقيدة الاسماعيلية وسماها ب"الفدائيين" .

وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والسيتراتجيات والقتل. وكان اكثر مايميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكان على الفدائيون الاندماج في جيش الخصم او البلاط الحاكم بحيث يتمكنوا من الوصول لاماكن ستراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم. وهناك قصة مثيرة يرويها المؤرخ كمال الدين فيقول ان زعيم الحشاشين في سورية أرسل مبعوثا الى صلاح الدين الايوبي وأمره ان يسلم رسالته اليه دون حضور أحد فأمر صلاح الدين بتفتيشه وعندما لم يجدوا معه شيئا خطيرا أمر صلاح الدين بالمجلس فانفض ولم يعد ثمة سوى عدد قليل من الناس، وأمر المبعوث ان ياتي برسالته، ولكن المبعوث قال: "امرني سيدي الا أقدم الرسالة الا في عدم حضور أحد" فامر صلاح الدين باخلاء القاعة تماما الا من اثنين من المماليك يقفان عند رأسه وقال: "ائت برسالتك"، ولكن المبعوث اجاب: "لقد أمرت بالا أقدم الرسالة في حضور أحد على الاطلاق" فقال صلاح الدين:"هذان المملوكان لايفترقان عني، فاذا أردت فقدم رسالتك والا فارحل" فقال المبعوث:"لماذا لاتصرف هذين الاثنين كما صرفت الاخرين؟" فأجاب صلاح الدين:" انني اعتبرهما في منزلة أبنائي وهم وأنا واحد" عندئذ التفت المبعوث الى المملوكين وسألهما:" اذا امرتكما باسم سيدي ان تقتلا هذا السلطان فهل تفعلان؟" فردا قائلين نعم ، وجردا سيفهما وقالا:"امرنا بما شئت" فدهش السلطان صلاح الدين وغادر المبعوث المكان وأخذ معه المملوكين.[12].

طيلة ثلاث قرون نفذ الفدائيون اغتيالات ضد الاعداء الدينيين والسياسيين للاسماعيلة, وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الاماكن العامة على مراى ومسمع الجميع لاثارة الرعب. ونادرا مانجا الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم, بل انهم لجئوا في بعض الحالات الىالانتحار لتجنب الوقوع في ايدي الاعداء.

النهج العسكري لدولة الحشاشين كان الى حدا كبير دفاعيا. فرغم انتشار الاسماعيليين في المدن الا ان المعاقل الرئيسية لهم كانت متمثلة في القلاع الحصينة والتي تبنى غالبا فوق قمم الجبال مما يجعلها ملاذا امنا في مواجهة اي غزو محتمل.حيث كان الحشاشون يحرصون على بناء مخازن كبيرة لخزن الماء والطعام داخل القلاع مما يجعلهم قادرين على مواجهة الحصار الطويل. وقد نجحت هذه القلاع في صد اغلب الهجمات الموجهة اليها والصمود لعشرات السنين.

الانشقاق عن الدولة الفاطمية:

اخذت الدولة الفاطمية على عاتقها نشر العقيدة الاسماعيلية في معظم المناطق الاسلامية وقد حققت بذلك نجاحات كبيرة في مصر واليمن والحجاز وبلاد الشام الا ان نشر الدعوة في بلاد فارس قد شكل تحديا مهما للفاطميين. وذلك لان ايران كانت بعيدة عن سلطة الدولة الفاطمية ووقوعها تحت الحكم السلجوقي السني الذي كان لا يتوانا عن قمع اي حركة اسماعيلية. الا ان هناك كثير من دعاة كانوا مستعدين لتحمل تلك المخاطر في سبيل نشر عقيدتهم. وكان من هؤلاء الدعاة حسن الصباح.

ولد حسن الصباح لاسرة شيعية اثنا عشرية واعتنق الاسماعيلية فيما بعد. وانتقل الى القاهرة سنة471هـ1078م لتعلم عقائد مذهبه الجديد بشكل اكبر[13].

كانت الدولة الفاطمية في تلك الفترة تعاني الكثير من المتاعب والفوضى الداخلية والخارجية. الامر الذي اجبر الخليفة والامام الفاطمي المستنصر بالله على الاستعانة بواليه على عكا بدر الدين الجمالي. واعطائه الصلاحيات المطلقة. نجح بدر الدين من تخليص الدولة الا انه استبد بالحكم حتى اصبح هو الحاكم الفعلي للدولة من دون الخليفة.

كان حسن شديد العداء لبدر الدين الجمالي حتى انه ابعد عن القاهرة وعاد الى اصفهان عام 473هـ1081م في ظل ظروف غامضة وبامر من بدر الجمالي[14].

بلغت سطوة بدر الجمالي أن عهد بالوزارة لابنه الأفضل شاهنشاه الذي كان يشاركه في أعمال الوزارة فلما توفي بدر في جمادى الأولى (487هـ =1094م) خلفه ابنه في الوزارة، وأقره الخليفة على منصبه، ثم لم يلبث أن توفي المستنصر بعد ذلك بشهور في (18 من ذي الحجة سنة 487هـ =29 ديسمبر 1094م) عن عمر يناهز سبعة وستين عامًا، وبعد حكم دام نحو ستين عامًا.

وكان الخليفة المستنصر قد سمى أكبر اولاده نزار المصطفى لدين الله خلفا له في الامامة والخلافة. الا ان للوزير الافضل الذي كان يهدف لتقوية مركزه الدكتاتوري خططا اخرى. فسارع للتحرك عقب وفاة الخليفة المستنصر مباشرة في خطوة وصلت الى حد الانقلاب في القصر. فقام بتنصيب الاخ الغير شقيق لنزار "أحمد" على راس العرش الفاطمي ولقبه بالمستعلي بالله.

وكان على المستعلي بالله اصغر ابناء المستنصر وابن اخت الوزير الاعتماد الكلي على وزيره القوي. سارع نزار المخلوع الى الفرار الى الاسكندرية وأعلن من هناك الثورة. وحققت ثورته نجاحات كبيرة.وتقدمت قواته الى مشارف القاهرة الا انها ما لبثت ان تعرضت لهزيمة كبيرة وقع على اثرها نزار في ايدي جنود الافضل ليسجن ويقتل.

وكان الخليفة المستنصر قد ابلغ حسن الصباح بن الامام من بعده سيكون نزار[15]. لذلك فهو لم يتردد في تأييد قضية نزار وقطع روابطه بنظام الحكم الفاطمي وأعتبر المستعلي بالله غاصبا للخلافة والامامة واتبعه بذلك جل الاسماعيليين في فارس.وبايع نزار وابنه الهادي من بعده على الامامة ليُعرفوا فيما بعد بالاسماعيلية النزارية[16]. وبمرور الوقت استطاع "النزاريون" لثأر لنزار وذلك باغتيال الوزير الأفضل سنة 1121م وفي عام 524هـ1130م تم اغتيال الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله في القاهرة من قبل عشرة حشاشين[17][18][19][20].

حكم حسن الصباح (1094م-1124م)/(487هـ-518هـ)

بمجرد أن سيطر حسن الصباح على قلعة ألموت بدأ بنشر دعاته في جميع أرجاء إيران السنية التي كان سكانها يتذمرون من الحكم السلجوقي للبلاد. فأرسل دعاته إلى كوهستان، وهي منطقة جبلية قاحلة -تقع على الحدود بين إيران وأفغانستان الحاليتين- وقد تحوَّل الأمر في كوهستان إلى ما يشبه الثورة الشعبية أو حركة اسقلال من الحكم السلجوقي فقد هبَّ الإسماعيليون في ثورات صريحة في كثير من أنحاء الإقليم وفرضوا سيطرتهم على عدة مدن رئيسية وهي شوشان وقعين وطبس وتون وأخريات[21]. وسرعان ما انتشرت الدعوة في منطقة رودبار المجاورة لقلعة ألموت وحققت نجاحاً لا يقلّ عن مثيله في كوهستان. وكانت المناطق الجبلية ذات ميزة واضحة للتوسع الإسماعيلي. وهناك مناطق مماثلة تقع في الجنوب الغربي لإيران في المنطقة بين خوزستان وفارس حيث البلاد المنيعة والسكان الساخطون على الحكم السلجوقي والتراث المحلي الموالي للشيعة والإسماعيلية[22].

وقد أثار هذا الانتشار السريع والانتفاضات على السلطة السلجوقية عظيم القلق عند السلطان السلجوقي ملكشاه ووزيره الأكبر نظام الملك الذي كان شديد العداء للإسماعيليين ولحسن الصباح.

ولم يتأخر السلاجقة في مواجهة هذا التمرد عسكرياً ففي عام 1192م قام السلاجقة بتحشيد جيوشهم، وفرضوا الحصار على قلعة ألموت معقل الدعوة الإسماعيلية وهاجموا منطقة كوهستان.

ويذكر المؤرخ الجويني بأن حسن الصباح لم يكن معه في قلعة الموت أكثر من ستين أو سبعين شخصاً في ذلك الوقت، ولكنهم نجحوا في صدّ مُحاصريهم، وفي إحدى ليالي سبتمبر من نفس السنة هاجم سكان رود بار بشكل مفاجئ الجيش السلجوقي؛ مما أدّى إلى انسحاب الجيش وانتهاء الحصار عن ألموت، ثم ارتفع الحصار في كوهستان عندما وصلت أخبار وفاة السلطان السلجوقي في نوفمبر 1092م485هـ ولم يحقق السلاجقة أيّاً من أهدافهم[23].

 

وفي تلك الأثناء أُحرِز أول نصرٍ كبير لهم. وكانت ضحيتهم الأولى الوزير السلجوقي نظام الملك الذي كان ذا سلطة عالية في البلاط السلجوقي؛ ومن أشد المحرّضين على الهجوم على الإسماعيليين ففي 12 رمضان 485هـ (16 ديسمبر 1092م) تقدّم أحد الفدائيين الإسماعيليين وهو مُتخفٍ بثياب الصوفيين نحو محفة الوزير الذي كان محمولاً ومتجهاً إلى خيام حريمه، فهاجم الوزير وطعنه فمات الوزير وقُتِل المهاجم.

بعد موت السلطان ملكشاه حدث صراع بين أبناءه على السلطة فقد تولى السلطة بعده السلطان بركيارق والذي كان مشغولاً تماماً بالصراع ضد أخيه غير الشقيق محمد تابار الذي كان يحظى بتأييد أخيه الشقيق سانجار، وكان على استعداد لأن يطلب المساعدة السريّة من الإسماعيليين لمواجهة أعداءه، فقد كان ممثلو بركيارق في خراسان يحصلون على تأييد الإسماعيليين في كوهستان ضد الجناح المنافس، حتى أنهم قاموا بالعديد من الاغتيالات ضد خصوم بركيارق.

وتمكّن الإسماعيليون من السيطرة على قلعة بشرق البورج في عام 1096م حيث حصلوا على مساعدات قيّمة من حاكم دمغان, وهو ضابط يُدعى مظفر كان قد تحول سراً إلى العقيدة الإسماعيلية، إلا أنه كان يتظاهر بالولاء للدولة السلجوقية حتى عُيّن قائداً على قلعة، فقام بترميمها وعندما اكتملت ترتيباته صدع بحقيقة انتمائه باعتباره إسماعيلياً من أتباع حسن الصباح، وظل يحكم القلعة 40 سنة, وكانت قلعة غيردكوه تطلّ على الطريق الرئيسي بين خراسان وغرب إيران مما جعلها ذات قيمة ستراتيجية كبيرة للقوة الإسماعيلية المتصاعدة.

واستطاع الإسماعيليون تدعيم قوتهم في رود بار أكثر فأكثر بالسيطرة على قلعة لامسار بهجوم شنّوه عليها في الفترة من 1096 إلى 1102 وكان يقود الهجوم "كيا بزرجميد" الذي ظل قائداً للقلعة طيلة عشرين عاماً. وكانت القلعة تحتل مكانا ستراتيجياً فوق صخرة مستديرة تطلّ على نهر شاه رود[24].

استمر الانتشار السريع للدعوة ليصل إلى أصفهان والتي كانت مقر السلطان السلجوقي نفسه، ورغم الصعوبات تمكّنوا من السيطرة على قلعة شاه ديز؛ والتي تقع بالقرب من المدينة. وكان أحمد بن عبد الملك بن عطاش يتولى الدعوة السرية فيها حتى تمكّنوا من السيطرة على قلعة أخرى قريبة من أصفهان تسمّى (حصن خالنكان)[25].

وفي صيف 1100م أوقع بركيارق الهزيمة بمنافسه محمد تابار الذي انسحب إلى خراسان وفي أعقاب النصر أصبح الإسماعيليون أكثر جسارة في نشر دعوتهم، وكسب مزيدٍ من التأييد الشعبي.

لكن بركيارق قرّر وضع حدٍ للقوة الإسماعيلية المتصاعدة في المنطقة. ففي عام 1101م توصل إلى اتفاق مع أخيه سانجار - الذي كان لا يزال يحكم خراسان - على اتخاذ موقف مشترك ضد الإسماعيليين. فأرسل سانجار حملة عسكرية كبيرة إلى معاقل الإسماعيليين في كوهستان وفرضوا الحصار على قلعتهم هناك، وكانوا على وشك الاستيلاء على القلعة لكن الإسماعيليين رشوا الأمير ليرفع الحصار ويذهب لحال سبيله[26]. إلا إن الحملة العسكرية قد عادت - وبشكل أقوى - بعد ثلاث سنوات، وقد نجحت هذه الحملة في تدمير قلاع الإسماعيليين في المنطقة، وسلب ونهب المستوطنات الإسماعيلية وأخذ بعض سكانها كأرقّاء. إلا أن كل هذا لم يكن كافياً في قمع الدعوة الجديدة؛ فقد استطاع الإسماعيليون بعد مدة غير طويلة تقوية أنفسهم في كوهستان مجدداً[27].

ولم يبذل بركيارق جهداً حقيقياً لمهاجمة مراكز الإسماعيليين؛ إلا أنه سمح بإعداد مذبحة للمتعاطفين مع الإسماعيلية في أصفهان. وهكذا أشترك الجند والمواطنون في تصيّد المشبوهين الذين كان يُحاط بهم ويؤخذون إلى الميدان الكبير حيث يقتلون وكان عدد ضحايا هذه المذبحة 800 إسماعيلياً[28], ومن أصفهان امتدت الإجراءات ضد الإسماعيليين إلى العراق حيث قُتلوا في معسكر ببغداد وأُحرقت كتبهم. وكان أحد الإسماعيليين البارزين -يدعى إبراهيم أسدآبادي- قد أرسله السلطان نفسه في مهمة رسمية إلى بغداد, فأرسل السلطان أوامر بقتله, وعندما جاء سجَّانوه ليقتلوه قال لهم أسد آبادي:"حسناً، إنكم ستقتلونني؛ ولكن هل يمكنكم قتل هؤلاء الذين في القلاع؟!"[29][30].

كانت سخرية أسدآبادي في محلها، لقد أُصيب الإسماعيليون بنكسة كبيرة بسبب غدر بركيارق بهم، ولكن ظلت قلاعهم منيعة، كما أنهم لم يستسلموا؛ ففي عامي 1101م و1103م تمكنوا من اغتيال مفتي أصفهان ووالي بيهق ورئيس الكرمية؛ وهي جماعة دينية متشددة ضد الإسماعيلية.

بعد وفاة بركيارق في 498هـ1105م بذل خليفته محمد تابار جهداً حازماً للقضاء على القوة الإسماعيلية نهائياً؛ فقرر أن يبدأ بقلعة أصفهان؛ لذا قاد جيشه بنفسه ضدهم؛ وألقى عليهم الحصار في 2 أبريل 1107م. لم يمضِ وقت طويل على الحصار حتى تمّ الاتفاق على إخلاء القلعة وتسليمها للسلطان مقابل السماح للإسماعيليين بالمغادرة بسلام. وبالفعل أخلى جزء من الإسماعيليين القلعة وانصرفوا إلى مراكز الإسماعيليين القريبة، إلا أن أحمد بن عطاش -زعيم القلعة- وثمانين آخرين رفضوا الانسحاب وقرروا القتال حتى الموت فهوجمت القلعة، وقُتل جميع مَن فيها وأُسر ابن عطاش الذي عرض في موكب طاف شوارع أصفهان ثم سلخ حياً وأُرسل رأسه إلى بغداد[31].

ولكن السلطان السلجوقي الجديد لم يكتفي بذلك، فقرر قيادة حملة عسكرية لتدمير المراكز الرئيسية للإسماعيليين المتمثّلة في قلاع رودبار وغيردكوه؛ وبخاصة قلعة ألموت العظيمة مقر حسن الصباح. ففي عام 1107م-1108م أرسل السلطان حملة عسكرية إلى رودبار تحت قيادة وزيره أحمد بن نظام الملك والذي كان والده أول ضحايا الإسماعيليين أحرزت هذه الحملة متاعب كثيرة للإسماعيليين، إلا أنها فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي في الاستيلاء على قلعة ألموت.

 

                                                     صورة لـقلعة ألموت من مجلة فارسية


وبعد أن اتضح للسلطان السلجوقي أن الاستيلاء على قلعة ألموت بالهجوم المباشر مستحيل؛ لذا قرر اللجوء إلى حرب استنزاف. فيقول المؤرخ
 الجويني:"لثماني سنوات متوالية كانت القوات تأتي إلى رودبار وتدمر المحاصيل ويشترك الجانبان بالقتال" حتى أُصيب الاسماعيليون بقحط شديد، فقرر السلطان محمد تابار إرسال قواته بقيادة شيرجير لمحاصرة القلاع حتى تدميرها، وبالفعل تمت محاصرة لامسار في 4 يونيو1117م511هـ وقلعة ألموت في 13 يوليو وأقاموا المنجنيق. وما إن حلَّ شهر أبريل 1118م حتى كانوا قد أوشكوا على الاستيلاء على القلاع إلا أن الأنباء قد وصلت بوفاة السلطان محمد فتفرق الجند ونجا الإسماعيليون من الفناء[32][33][34]. كان انسحاب جيش شريجير وهو على وشك الانتصار سبباً لخيبة أملٍ شديدة عند أعداء الإسماعيليين، كما يبدو أن أنباء وفاة السلطان لم تكن وحدها السبب في هذا الانسحاب المتعجّل. إذ قد يكون هناك دور لعبه الوزير السلجوقي قوام الدين نصير الدرجازيني، ويُقال أنه كان إسماعيلياً في السر. وكان لهذا الوزير التأثير الكبير على السلطان محمود ابن السلطان المتوفي وخليفته ويقول برنارد لويس: "إنهُ هو الذي دبر انسحاب جيش شيرجير من ألموت وبذلك أنقذ الإسماعيليين في آخر لحظة، كما أنه حرّض السلطان الجديد محمود ضد شيرجير فألقى به في السجن وقتله، وقد أُتهم الدرجازيني بعد ذلك بالتآمر في عدة اغتيالات أخرى؛ مما جعل أصابع الشك تتجه إلى أنه لعب دوراً في وفاة السلطان محمد المفاجئة".

تميَّز حكم محمود بالفوضى والتمرد، وبدأت مرحلة جديدة من النزاعات الداخلية بين السلاجقة. وخلال هذه الفترة تغيرت طبيعة العلاقات بين الإسماعيلية والدول السُنيَّة، وأصبحت تميل إلى الهدوء والتسامح، وحصلوا على قدر كبير من الاعتراف السياسي. وظهرت الولايات والإمارات الإسماعيلية على شكل دول مستقلة، وشاركت في التحالفات والمنافسات المحلية[35].

في مايو 1124م518هـ مرِض حسن الصباح فأعدَّ العُدة لمن سيخلفه، فوقع اختياره على رفيقه بزرجميد، فتوفي حسن الصباح في الـ23 من نفس الشهر.

حكم بزرجميد (1124م-1138م)/(518هـ-522هـ)


كان وفاة زعيم الإسماعيليين خبراً مفرحاً لجميع أعدائهم، الذين اعتقدوا أن وفاة حسن الصباح ستشكّل فرصة للهجوم على دولته وتدميرها. ففي عام
 1126م -أي بعد مرور سنتين على خلافة بزرجميد- شنّ السلطان سانجار هجوماً على الإسماعيليين[36]. وتجدر الإشارة إلى أن سانجار لم يهاجم الإسماعيليين منذ عام 1103م وربما ذلك لأنه دخل بنوع من الاتفاق معهم. ولكن يبدو أن شعور السلطان بالثقة المتزايدة وظنه بضعف الإسماعيليين تحت حكم حاكمهم الجديد يشكلّان تفسيراً كافياً لقرار الهجوم، وكان الوزير معين الدين كاشي من أكثر المتحمسين لاتخاذ أجراء عنيف ضد الخطر الإسماعيلي[37].

تمكّن السلاجقة من تحقيق انتصارات غير حاسمة في كلٍ من تارز و توراى وقتلوا عشرات الآلاف من الإسماعيليين[38] إلا أنها فشلت بشكل كبير في رودبار. لم يتأخر الإسماعيليون في الانتقام، حيث تمكن اثنان من الفدائيين من شقّ طريقهم إلى قصر الوزير معين الدين ليقتلاه في 16 مارس 1127م. كما استطاع الإسماعيليون من توسيع قوتهم في رودبار والاستيلاء على طلقان وتمكنوا من الإغارة على سيستان.

وفي عام 1131م525هـ توفي الخليفة السلجوقي لينشب النزاع المعتاد بين إخوانه وأبناءه على الحكم. وقد استطاع بعض الأمراء توريط الخليفة العباسي المسترشد في تحالف ضد السلطان مسعود أحد المتنازعين على الحكم في إيران. وفي عام 1139م529هـ وقع الخليفة ووزيره في أسر مسعود. وساق مسعود أسيره الكبير إلى مراغة، ولم يكن الإسماعيليون ليضيعوا مثل هذه الفرصة فتمكنوا بنجاح من اقتحام المعسكر واغتيال الخليفة العباسي المسترشد ووزيره [39][40][41].

لينتهي حكم بزرجميد بوفاته في 9 فبراير 1138م.

حكم محمد بن بزرجميد (1138م-1162م)(522هـ-557هـ)

تولى الزعامة بعد وفاة أبيه دون متاعب، وقد عيّنه وريثاً له قبل 3 أيام من وفاته. وكان أول ضحايا الحكم الجديد الخليفة العباسي السابق الراشد ابن الخليفة المسترشد الذي اغتاله الإسماعيليون أيضاً. حيث تمّ اغتياله في أصفهان[42][43] في يونيو 1138م.كما اغتال الإسماعيلييون السلطان السلجوقي داود الذي اُغتيل في تبريز عام 1143م.

وكان أكبر عدوين للإسماعيليين في ذلك الوقت هما :حاكم مازندران وحاكم الري من قبل السلاجقة والذي يُدعى "عباس".ويُقال أن الاثنين بنيا بروجاً من جماجم الإسماعيليين، وقد اغتيل عباس سنة 1146م أثناء زيارته لبغداد[44][45][46].

وعلى الرغم من اغتيال الإسماعيليين لحكّام أكبر الدول المعادية لهم (العباسيون والسلاجقة) إلا أن جذوة الثورة بدا وكأنها انطفأت؛ فقد وصل الموقف بين الأمارات الإسماعيلية والسلطنات السنيّة إلى تجمد فعلي وقبول ضمني متبادل بين الفريقين. أما الكفاح العظيم للقضاء على النظام القديم وإنشاء عصر جديد باسم الإمام الإسماعيلي المستور فقد خبا، وتحوّل إلى مجرد مناوشات على الحدود.

وخلال فترة حكم محمد ظهر زعيم جديد داخل القلاع الإسماعيلية استطاع بذكائه وبلاغة كلماته أن يكسب الكثير من الأتباع، وكان هذا هو حسن المعروف بأنه ابن محمد بن بزرجميد زعيم الإسماعيليين.

كان محمد بن بزرجميد قلقاً من حماس ابنه فقد كان محمد محافظاً في عقيدته الإسماعيلية، ومتشدداً في اتّباع المبادئ التي أرساها أبوه وحسن الصباح، واعتبر أن سلوك ابنه لا يتطابق مع هذه المبادئ؛ لذا فإنه استنكره بشدة ودعا الناس قائلاً:"هذا الحسن ابني، وأنا لست الإمام ولكني واحد من دعاته، وكل من يستمع إلى هذه الأقوال ويعتقد بها فهو كافر وملحد". وعلى هذا الأساس عاقب بعض الذين اعتقدوا في إمامة ابنه بكل وسائل الإيذاء والتعذيب. وفي إحدى الحالات أعدم 250 شخصاً في ألموت، ثم ربط جثثهم فوق ظهور 250 آخرين وطردهم من القلعة. وبالتالي أُخمدت هذه الحركة، وتحمل حسن هذه المضايقات واستطاع أن يُبدّد شكوك أبيه، وعند وفاة محمد عام 1162م557هـ خلفه دون معارضة[47].

حكم الحسن علي (1162م-1166م)(557هـ-561هـ)

كان حكم حسن علي - إبن الخمسة وثلاثين ربيعاً - في بداية الأمر خالياً من الأحداث المهمة، لم يُميّزه سوى بعض التخفيف من الإتّباع الحازم للشريعة الذي كان سائداً من قبل في ألموت، ولكنه فجأة بعد عامين ونصف من ولايته وفي منتصف شهر رمضان حدث أمرٌ غريب.

تتفق المصادر على سرد قصة غريبة: ففي اليوم السابع عشر من شهر رمضان عام 559هـ (8 أغسطس 1164م) أمر حسن بإقامة منبر في فناء ألموت يواجه الغرب ترفرف على أركانه الأربعة رايات، وجاء الناس من مختلف الجهات وبأعداد كبيرة ليتجمعوا حول المنبر وتقول نبذة في وصف ما حدث:

«وبعد قرابة الظهر نزل السيد حسن على ذكره السلام من القلعة مرتدياً ثوباأ أبيضاً وعمامة بيضاء، وتقدم نحو المنبر من الجانب الأيمن، وارتقاه في خطى وئيدة، وتوّجه بالتحية ثلاث مرات: الأولى إلى أهل الديلم ثم إلى الذين على اليمين ثم إلى الذين على اليسار، وظل جالساً برهة، ثم وقف مرة أخرى وهو ممسك بسيفه، وتحدث بصوت جهوري مخاطباً سكان العوالم الثلاث: عالم الجن، وعالم الإنس، وعالم الملائكة، فأعلن أنه قد وصلته رسالة من الإمام المختفي تحمل تعليمات جديدة وتقول: إن إمام عصرنا يبعث إليكم تحياته وسلامه، ويُبلَّغكم أنه سمّاكم (خدمه الخصوصيين المختاريين)، وانه حرّركم من أعباء قواعد الشريعةـ وأحضركم إلى القيامة.[48]»

ويقول المؤرخ الإسماعيلي رشيد الدين أنه بعد أن أعلن حسن قيامته؛ وزَّع مكاتيب يقول فيها إنه وإن كان من الناحية الظاهرية يعرف كحفيد لبزرجميد؛ إلا أنه في الحقيقة الخفيّة إمام العصر وابن الإمام السابق من نسل الإمام نزار المقتول في الاسكندرية. ونجد في التراث الإسماعيلي اللاحق إجماع على تأكيد أن حسن ونسله جاءوا من الخط الحقيقي لنزار بالرغم من وجود تفسيرات مختلفة لكيفية حدوث ذلك.

ووفق عقيدة القيامة؛ فان الواجبات التي يفرضها الإسلام قد تحوّلت من الطابع العملي الجسدي إلى الروحي. مثلاً إن الشريعة تقول إن على الناس أن يقيموا خمس صلوات في اليوم كي يكونوا مع الله ، لكن في القيامة الروحية ينبغي على الناس أن يكونوا دائما مع الله في قلوبهم ويتجهوا بأرواحههم دوماً له، أي أن تكون الصلاة روحية وليست جسدية[49].

وقد رفض العديد من الإسماعيليين هذا النظام الجديد، واستخدم حسن ضدهم أشدَّ العقوبات "لتحريرهم". وكان من ضمن الذين رفضوا الانصياع للأوامر الجديدة "صهو حسن" وهو سليل أسرة ديلمية نبيلة.

إلا أن المؤرخ الإسماعيلي مصطفى غالب يروي القصة بطريقة مختلفة: حيث يروي أن حسن علي أعلن عن حقيقته بأنه إمام بعد أن كان مخبوئاً، فتخلّل هذا الإعلان احتفالات كبيرة دامت عشرة أيام سُمّيت فيما بعد بـ "عيد القيامة" ولا يروي أيَّ تغيير في الأمور الشرعية[50].

وفي يوم الأحد 9 يناير 1166م561هـ طُعن حسن بخنجر أثناء تواجده في قلعة لامسار؛ ليفارق الحياة ويدفن في قلعة ألموت[51].

حكم أعلى محمد بن الحسن علي (1166م-1210م)(561هـ-606هـ)

وخلف حسناً ابنه محمد، وكان شاباً في التاسعة عشر من العمر، واستطاع أن يطوّر نظرية القيامة ويرسخها، ومرَّت فترة حكمه من دون أحداث بارزة؛ ماعدا بعض الاغتيالات للمنافسين، والتوّسع أكثر. وقد صاحب فترة حكمه مزيدٌ من الانهيار للدولة السلجوقية المنافسة[52].

وتوفي في الأول من سبتمبر 1210م. ليخلفه ابنه جلال الدين.

حكم جلال الدين حسن بن أعلى محمد (1210م-1221م)(606هـ-618هـ)

 

أظهر جلال الدين في حياة أبيه عدم رضاه على نظريات وممارسات "القيامة"، كما أبدى رغبةً في قبول الأُخوّة الإسلامية بمعناها الواسع، فأعلن - فور وصوله للحكم - عن نبذ نظرية القيامة؛ والعودة إلى المعتقدات الإسلامية السابقة. وأعلن فرض الشريعة مجدداً، وأرسل المبعوثين إلى الخليفة في بغداد ومحمد خوارزمشاه والملوك والأمراء؛ يبلغهم هذه التغييرات؛ الأمر الذي نال استحسان جميع الأمراء؛ وخاصة في بغداد.

ونالت هذه التغيرات الطاعة السريعة عند جميع أتباعه في كوهستان وسوريا ورودبار، وغادر ألموت كما لم يفعل أحد من سابقيه؛ حيث أقام عام ونصف بالخارج دون أن يتعرض للأذى.

وفي نوفمبر 1221م - وبعد حكم دام عشر سنوات - مات جلال الدين حسن ليخلفه ابنه الوحيد علاء الدين محمود[53][54].

حكم علاء الدين محمود (1221م-1255م)(618هـ-653هـ)

تولى الحكم وكان صبياً في التاسعة، وظل وزير أبيه جلال الدين هو الحاكم الفعلي لألموت مدة من الزمن. ويبدو أنه حافظ على سياسة جلال الدين إلى حدٍ مّا.

خلال السنوات الأولى من حكم علاء الدين كان الوضع في إيران مناسباً لمزيد من التوّسع الإسماعيلي، فالإمبراطورية الخوارزمية كانت قد تحطمت لتوّها تحت ضغط الغزو المغولي، فتمكنوا من السيطرة على مدينة دمغان. وقد أرسل في عهده المبعوثين لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في الهند، والتي ستصبح - فيما بعد - المركز الرئيسي لفرقتهم.

وقد شهِد عهده الكثير من الاغتيالات الجريئة ضد أعداء الإسماعيليين. توفي سنة 1255م653هـ ليخلفه ابنه ركن الدين.

حكم ركن الدين خورشاه والنهاية (1255م-1256م)(653هـ-654هـ)


خلال السنوات الأخيرة من حكم علاء الدين اقترب الإسماعيليون أكثر فأكثر من المواجهة النهائية مع أخطر الأعداء وأكثرهم إرهاباً ورعباً؛ وهم
 المغول . ففي عام 1218م وصلت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان إلى حدود الدولة الخوارزمية وفي عام 1220م استولى على المدن الإسلامية القديمة في سمرقند وبخارى ، وعندما مات في عام 1227م حدثت هدنة صغيرة لم تلبث أن انتهت ليشنّ خليفته هجوماً على الدولة الخوارزمية ويسحقها، وذلك في عام 1230م. وما إن حلَّ عام 1240م حتى تمكّن المغول من إخضاع غرب إيران بأكمله .

وجاء الهجوم الأخير في منتصف القرن الثالث عشر، فقد أرسل الخان الأكبر - الذي كان يحكم حينئذٍ من بكين- حملة جديدة هي الأشرس بقيادة هولاكو مزودة بأوامر لإخضاع كل دول المسلمين؛ حتى البعيدة منها مثل مصر ، وعندما قاد هولاكو حملته عام1256م654هـ كانت القلاع الإسماعيلية أول أهدافه.

شنّت الجيوش المغولية هجمات على قواعد الإسماعيلية في رودبار وكوهستان، ولكن نجح الإسماعيليون في صدّ تلك الجيوش، وأفشلوا الهجوم ضد قلعة غيردكوه فشلاً ذريعاً.

لكن ركن الدين (زعيم الإسماعيليين) كان يؤمن بعدم جدوى المقاومة أمام الغزو المغولي؛ فحاول إقامة السلام معهم لإنقاذ دولته. فأرسل مبعوثاً إلى قائد المغول في همدان يعرض عليه الاستسلام والخضوع للدولة المغولية، لكن القائد المغولي اقترح أن يقدم ركن الدين خضوعه لهولاكو شخصياً، فأرسل أخاه شاهنشاه كحلٍ وسط.

وفي نفس الوقت حاول المغول التقدم في رودبار؛ إلا أن الإسماعيليين تمكّنوا من صدّهم، غير أن هذه المقاومة الإسماعيلية لم تفلح في منع المغول من السيطرة على عدة مراكز إسماعيلية في كوهستان, حيث نجح المغول في اقتحام قلعتي "تون وخوان" وأعدموا كل من يزيد عمره على عشر سنوات[55].

رفض هولاكو سفارة شاهنشاه وطلب مقابلة ركن الدين شخصياً لتقديم الاستسلام مقابل أن يضمن هولاكو سلامة الإسماعيليين. فقرّر ركن الدين تسليم نفسه، وأمر جميع أتباعه بالنزول من القلاع. وبالفعل أُخليت قلعة ألموت في ديسمبر 1256مذي القعدة 654هـ .

وعلى كل حال ففي عام 166 م سارع البرابرة من المغول إلى تسلّق جدران قلعة ألموت التي بقيت صامدة بوجه أقوى الغزوات، وأبدى هولاكو إعجابه بمعجزة البناء العسكري للقلعة. ثم أمر جنوده بهدمها، ولم يستثنِ المكتبة، لكنه سَمح لمؤرخ في الثلاثين من عمره يُعرف بالجويني بدخول المكتبة. فتمكّن من دخول هذا المكان العجيب الذي يحتوي على آلاف الكتب والمخطوطات النفيسة، ولم يكن الجويني يملك إلا عربة واحدة تُدفع باليد. فقرر الجويني أن من أول واجباته إنقاذ كلام الله؛ فأخذ يجمع - على عجلٍ - نسخ القرآن؛ حتى أضاع الوقت في نقلها. فأُضرمت المكتبة والتهمتها النيران على مدى سبعة أيام بلياليها؛ ولتضيع مصنفات لا يُحصى عددها؛ فلم يبقَ منها حتى نسخة واحدة![56].

وما إن اعتقل المغول ركن الدين أخذوه إلى قراقورم ليقابل الإمبراطور المغولي مونكو خان . وفي أثناء الطريق اضطروه ليأمر ضباطه في كوهستان بتسليم قلعتهم إلى المغول, ففعلوا بعد أن أمَّنهم هولاكو على حياتهم ، وبمجرد تحرّك ركّاب ركن الدين باتجاه قراقورم قتلوا الآلاف من سكان القلعة، ولم يلبثوا حتى قتلوا ركن الدين وأسرته؛ ولم يستطع الفرار من القتل إلا ابنه "شمس الدين محمد"[57].

ثم قام المغول بجمع أعداد كبيرة من الإسماعيليين بحجة إحصاء عددهم، فقُتلوا جميعاً. واستمروا بإقامة المذابح الرهيبة في كل مكان وجدوا فيه الإسماعيليين؛ فضلاً عن هدم قلعة ألموت؛ لتنتهي بذلك دولة الإسماعيليين في فارس، ولم ينجُ من الإسماعيليين إلا من اعتصم بجبال فارس[58].

ثم قامت الحصون الأخرى، ففتحوا أبواب قلاعهم، واشتبكوا مع التتر في معارك قويّة طاحنة ، قتل فيها إثنا عشر ألف إسماعيلي، وثلاثون ألف تتري[59]ولم يتمكّن المغول من السيطرة على قلعة غيردكوه إلا عام 658هـ[60].

في بلاد الشام:

 

فيما كان حسن الصباح مازال يحكم قلعة ألموت, قامت مجموعة صغيرة من أتباعه برحلة طويلة خطرة عبر أراضي العدو نحو الغرب. وكانت سورية هي وجهتهم, وكان هدفهم نشر "الدعوة الجديدة" الى تلك المنطقة. وقد مر كفاحهم لتدعيم أنفسهم هناك بثلاث مراحل.

المرحلة الاولى 496-506هـ / 1103-1113م

تمكن الاسماعيليون الجدد ان يجعلوا حلب مركزاً لهم في نشر دعوتهم وذلك برضا الحاكم السلجوقي لحلب رضوان حيث سمح لأسعد أبو القنج الباطني المعروف بالحكيم المنجم وتابعه أبوطاهر الصائغ العجمي بممارسة شعائرهم والدعوة لمذهبهم. وكان رضوان بحاجة إلى حليف قوي في الداخل لمواجهة مؤامرات خصومه، حيث وجد ضالته فيهما فأطلق لهما حرية العمل وسمح لهما ببناء دار للدعوة في حلب[61]. وكانت لحلب مزايا كثيرة تجذب الحشاشين فالمدينة يسكنها عدد كبير من الشيعة الاثنا عشرية وهي مجاورة لمناطق الشيعة الاخرى في جبل سماق وجبل البهرة. وقد كان قاضي حلب فضل الله الزوزني العجمي الحنفي أول ضحاياهم حيث كان يهاجم معتقداتهم[62][63]. ثم قام الحشاشون بأول عمليات اغتيال مثيرة في اول مايو 1103م 496هـ عندما اغتال اثنين من الحشاشين متنكرين بثياب متصوفين جناح الدولة حسين أميرحمص اثناء صلاة الجمعة وكان شديد العداء لرضوان[64].

وبعد مقتل جناح الدولة تولى زعامة الحشاشين أبو طاهر الصائغ. والذي كان متحمسا لمزيد من الانتشار الاسماعيلي في سوريا. ففي سنة 499هـ / 1105م شن الاسماعيليون أول هجوم لهم على حصن أفاميا حيث تمكنوا من الإستيلاء عليها وقتل أميرها خلف بن ملاعب في 3 فبراير 1106م. وسرعان ماوصل ابو طاهر الصائغ لتولي القيادة بنفسه[65]. وضلت أفاميا بأيديهم حتى قام الامير تانكرد حاكم إمارة أنطاكية الصليبية بمحاصرة المدينة وارغمها على الاستسلام في 13 محرم 500هـ / 15 سبتمبر 1106م. فقتلوا أبو القنج السرميني واطلقوا سراح ابو طاهر وبعض زملائه بعد فترة[66]. ليعودا الى حلب مرة اخرى.

وفي عام 1113م أحرز الاسماعيلييون اكثر ضرباتهم طموحا حتى ذاك الحين باغتيال الامير مودود في دمشق وهو الحاكم السلجوقي للموصل. ولم يطل امر الانتقام السلجوقي كثيرا, ففي 10 ديسمبر 1113م506هـ توفي رضوان حاكم حلب واكثر المدافعين عن الحشاشين ليتولى ابنه ألب ارسلان الحكم.

اتبع الب ارسلان سياسه ابوه بالنسبة للتعامل مع الحشاشين في حلب ولكن لم يلبث ان حدث رد فعل فقد وصل خطاب من السلطان السلجوقي الاكبر محمد الى ألب ارسلان يحذره من الخطر الاسماعيلي ويدعوه الى تدميرهم وقام ابن البديع قائد الشرطة للمدينة بالتقاط المبادرة وتحريض الحاكم على النيل من الاسماعيليين. وبالفعل قام الحاكم بشن هجوم لم يتوقعه الاسماعيليين في المدينة فاعتقل ابو طاهر وزعماء الطائفة وقتلوا جميعا وتمكن اخرون من الفرار. لتنتهي بهذه النكسة اول مراحل الكفاح الاسماعيلي في بلاد الشام[67][68].

المرحلة الثانية (1113م-1130م)/(506هـ-524هـ)

بالرغم من النكسة في حلب الا ان الاسماعيليين الجدد لم يتراجعوا عن طموحهم في نشر دعوتهم. ففي عام 1114م قامت قوة مكونة من مائة اسماعيلي بالاستيلاء على معقل شيزار بعد هجوم مفاجئ بينما كان الحاكم وجنوده في مكان بعيد يشاهدون احتفالات المسيحيين بعيد الفصح. وقد تعرض الحشاشون فور ذلك لهجوم مضاد اوقع بيهم الهزيمة.

وحتى في حلب استطاع الاسماعيلييون بالرغم من كارثة 1113م ان يحفظوا لنفسهم بموضع قدم. ففي عام 1119م تم طرد عدوهم ابن البديع من المدينة وهرب الى ماردين وكان الحشاشون في انتظاره وهو يعبرالفرات فقتلوه.

تمكن خليفة ابو طاهر المعدوم في حلب "بهرام" من نقل النشاط الاسماعيلي جنوبا وسرعان مابدا يلعب دورا نشطا في شؤون دمشق. ففي عام 1126م/520هـ حدث اول تعاون بين الحشاشين والحاكم التركي لدمشق طغتكين حيث اشتركوا سويا في هجوم فاشل شن ضد حصون الصليبيين[69][70].

وقام الحاكم الدمشقي بعد ذلك بمنح الاسماعيليون قلعة بانياس على الحدود مع المملكة الصليبية[71]. كما حصلوا على في دمشق على على بناية اسموها "بيت الدعوة" واتخذوها مقرا لهم. وفي بانياس أعاد بهرام بناء القلعة وبدا حملة من التوسع في المناطق المجاورة. وكان وادي التيم في اقليم الحصيبة يسكنها خليط من الدروز والنصارى وكان يبدو ملائما للتوسع الاسماعيلي. لكن اثناء محاولة الاسماعيليين السيطرة على المنطقة نشب قتال حاد مع سكانها ادى الى مقتل الزعيم بهرام وانسحاب الاسماعيليين[72][73].

ليتولى الزعامة بعده "اسماعيل" وقد سار على سياسة سلفه, واستمر الدعم الدمشقي له وخاصة من الوزير المزرجاني. ولكن سرعان ماجاءت النهاية ففي عام 1128م522هـ توفي طغتكين وبعد وفاته حدثت حملة رد فعل تشبه تلك التي حدثت بعد وفاة رضوان في حلب. وجاءت المبادرة من قبل مفرج بن الحسن الصوفي الذي كان شديد العداء للاسماعيليين وقائد شرطة المدينة بتحريض الحاكم "بوري" ابن طغتكين وخليفته على توجيه ضربة قاضية للاسماعيليين والغدر بهم. ففي يوم الاربعاء 4 ستمبر 1129م523هـ حدثت هذه الضربة[74]. حيث اغتيل الوزير المزرجاني -باوامر من بوري- وهو جالس في مجلسه يستقبل الزوار وفصل راسه عن جسده وماان انتشر الخبر حتى قام عسكر المدينة ومعهم الرعاع على الحشاشين قتلا ونهبا حتى اذا حل الصباح ابيد الاسماعيليون بالمدينة[75][76]ولم يعرف عدد الذين قتلوا بالضبط الا ان احد المؤرخين قدر العدد ب 20 الف قتيل[77].

وتحقق اسماعيل ان موقفه في بانياس اصبح بائسا فسلم القلعة للافرنج مقابل اعطاءه واتباعه الملاذ الامن ففر ومن معه في اراضيهم حيث توفي في عام 1130م[78][79].

وقد اتخذ المسؤلين عن هذه المجزرة الكثير من الاحتياطات لحماية انفسهم من انتقام الحشاشين فارتدوا شباك من الازرد واحاطوا انفسهم بالحراس على مدار الساعة. ولكن بدون جدوى, اذ لم تلبث ان جاءت الضربة من مركز الفرقة في ألموت. ففي 7 مايو1131م525هـ تمكن اثنين من الحشاشين متنكرين بزي جنديين تركيين من الدخول لقصر بوري والانقضاض بشكل السريع على "بوري" وطعنه بالخناجر ليموت بوري متاثرا بجراحه[80][81][82].

المرحلة الثالثة (1130م-1150م)/(524هـ-545هـ)

 

خلال السنوات العشرين التالية حدثت المرحلة الثالثة والناجحة التي استطاع فيها الحشاشون الحصول على قواعد قلاعية لهم في سورية وكانت هذه المرة في جبل البهرة. ففي عام 1132م اشترى الحشاشون قلعة القدموس[83][84]. وفي عام 1136م تمكن الحشاشون من طرد الافرنج من الخريبة وسيطروا عليها. وفي عام 1140م تمكنوا من الاستيلاء على قلعة مصيف والتي ستصبح لاحقا اهم معاقلهم وتمكنوا بعدها من السيطرة على قلاع اخرى وهي الخوابي والرصافة والعليقة والمنيقة[85][86].

وتبقى علاقات الحشاشين خلال هذه الفترة غامضة بعض الشيء. غير ان من المعروف ان جماعة من الاسماعيليين النزاريين يقودهم شخص اسمه علي بن الوفا قد تعاونوا مع ريموند الانطاكي في حملته على أمير حلبنور الدين زنكي، الذي أثار عداوة الاسماعيليين بسياسته القمعية للشيعة. وقد فقد علي وريموند كلاهما حياتهما على ارض معركة أنب سنة 1149م.

وعقب ذلك بسنوات قليلة في عام 1152م547هـ أقدم الحشاشون على أغتيال الكونت ريموند الثاني من طرابلس والذي كان الضحية الافرنجي الاول الذي يقضي على يد الحشاشين. وقد قام ملك القدسبلدوين الثالث برد هائج بذبح اعداد كبيرة من المسلمين وقام فرسان الهيكل بغزو اراضي الحشاشين واجبروهم بعد سلسلة من الهجمات على دفع أتاوة سنوية بلغت زهاء 2000 قطعة ذهبية[87].

سنان شيخ الجبل

في هذه الاثناء وصل اعظم رؤساء الحشاشين في سورية الى القيادة. وهو سنان بن سلمان بن محمد المعروف برشيد الدين. وكان عراقيا مولدا في قرية بالقرب من البصرة وقد تمكن من الوصول لزعامة الفرقة عام 1162م. وكان أول مااهتم به بعد وصوله للحكم هو دعم قوة فرقته فاعاد بناء قلعتي الرصافة والخوابي واستولى على قلعة العليقة.

العداء مع صلاح الدين الايوبي

وقعت اول محاولة للحشاشين لاغتيال صلاح الدين في ديسمبر 1174م568هـ بينما كان يحاصر حلب. حيث تمكن بعض الحشاشين من التسلل الى معسكر صلاح الدين وقتل الامير ابو قبيس وتلا ذاك عراك قتل فيه عدد كبير من الناس ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب باذى.

وحدثت المحاولة الاخرى في 22 مايو 1176م572هـ عندما كان صلاح الدين يحاصر عزز حيث تمكن بعض الحشاشين المتنكرين بزي جنود جيش صلاح الدين من التسلل لمعسكره ومهاجمته. ووتمكنوا من قتل العديد من الامراء ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب سوى بجروح بسيطة بفضل الدروع التي كان يرتيدها. وقد اتخذ صلاح الدين بهد هذه الاحداث احتياطات واسعة للحفاظ على حياته، فكان ينام في برج خشبي لقيم خصيصا له ولم يكن يسمح لاحد لايعرفه شخصيا بالاقتراب منه[88].

يرجع بعض المؤرخين اسباب هذا العداء الى تحريض قمشطجين حاكم مدينة حلب. كما ان هناك قصة يرويها بعض المؤرخين. وطبقا لهذه القصة فقد قام عشرة الاف فارس من "النبوية" -وهي طائفة دينية معادية للشيعة في العراق- بالاغارة في عام 1174م-1175معلى مراكز الاسماعيلية في "الباب" و"البوزعة" حيث ذبحوا 13 الف اسماعيلي، وانتهز صلاح الدين فرصة ارتباك الاسماعيليين وارسل جيشه عليهم يغزو سارمين ومعرة مصرين وقتل معظم سكانهما. وقد يكون قد قام بذلك اثناء مسيره شمالا باتجاه حلب[89].

وفي اغسطس 1176م تقدم صلاح الدين في اراضي الحشاشين تحدوه الرغبة في الانتقام وضرب حصار حول مصيف -كبرى قلاع الحشاشين- ولكنه لم يلبث ان فك الحصار وانصرف.

ويعزي مؤرخ صلاح الدين عماد الدين سبب الانسحاب الى وساطة امير حماة خال صلاح الدين الذي ناشده جيرانه الحشاشون التدخل لصالحهم. بينما يقدم مؤرخ اخر سببا اكثر اقناعا وهو هجوم الفرنجة على وادي البقاع وماترتب على ذلك من حاجة ملحة لحضور صلاح الدين هناك. اما كمال الدين بن عديم فيذكر في تاريخه عن حلب. ان صلاح الدين هو الذي طلب وساطة امير حماه وذلك لهلع اصابه من اساليب الحشاشين وخشية على حياته من الاغتيال[90].

ويُقال ان صلاح الدين قد بَعث ذات مرة برسالة تهديد الى سنان فكان رد سنان كالتالي:

«قرأنا خطابك وفهمنا نصه وفحواه ولاحظنا مايحتوي عليه من تهديدات لنا بالكلمات والافعال، ووالله انه لشيء يدعو الى الدهشة أن نجد ذبابة تطن في أذن فيل وبعوضة تلدغ تمثالا، كثيرون قبلك قالوا مثل هذه الاشياء ودمرناهم دون ان يشفع لهم شفيع، فهل تبطل الحق وتؤيد الباطل؟ "(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)" اذا كنت حقا قد أصدرت أوامرك بقطع رأسي وتمزيق قلاعي في الجبال الصلدة فان هذه امال كاذبة وخيالات واهمة لان الاساسيات لاتدمرها العارضات كما أن الارواح لاتدمرها الامراض، أما اذا عدنا الى المحسوسات التي تدركها الحواس وتركنا جانبا المعنويات التي تدركها الأذهان فان لدينا أسوة حسنة برسول الله الذي قال: "لم يقاس نبي مثلما قاسيت" وأنت تعرف ماذا حدث لدعوته واهل بيته وحزبه، ولكن الموقف لم يتغير والرسالة لم تفشل وحمد لله لايزال اولا واخيرا. إننا مُضطهدون ولسنا طغاة، محرومون ولسنا حارمين "(وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)". وانت تعرف ظاهر أحوالنا وقدر رجالنا وما يمكن ان يحققوه في لحظة واحدة وكيف يحبون الموت "(قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)" والمثل الشائع يقول انك لاتستطيع أن تهدد بطة بالقائها في النهر! فخذ كل مافي اسطاعتك اتخاذه من احتياطات دون الكوارث والفواجع فأنني هازِمُكَ من داخل صفوفك، ومنتقم منك في مكانك، وستكون كمن يدمر نفسه بنفسه "(ومَاذلِكَ علىٰ اللهِ بِعسيرْ)" عندما تقرأ خطابنا هذا فارتقبنا وترحم على نفسك واقرا اول "النحل"[91] واخر "صاد"[92].» – راشد الدين سنان[93]

 

أغتيال ملك بيت المقدس

في 28 أبريل 1192م588هـ تمكن الحشاشون من توجيه ضربتهم الكبرى باغتيال المركيز كونراد من مونفيراتو "Conrad of Montferrat" ملك بيت المقدس بينما كان في صور[94]. حيث تخفى مغتاليه في زي رهبان مسيحيين وشقوا طريقهم الى خلوة الأسقف والمركيز وعندما سنحت الفرصة طعنوه حتى الموت[95]. ويذكر بعض المؤرخين تعاون صلاح الدين مع الحشاشين لتنفيذ الاغتيال. وتجدر الاشارة الى ان بعد مرور اربع اشهر من الاغتيال حصلت هدنة بين صلاح الدين والحشاشين. هذا الاغتيال اخر منجزات سنان الذي توفي عام 1192م588هـ.

ما بعد سنان

واصل خلفاء سنان علاقاتهم الطيبة مع خلفاء صلاح الدين من الايوبيين في سورية في الوقت الذي كانت علاقتهم متشنجة بشكل كبير مع الصليبيين فقاموا باغتيال ريموند ابن بوهيموند الرابع في كنيسة فيطرطوس عام 1213م610هـ الامر الذي أثار غضب بوهيموندالذي سارع في القاء الحصار على قلعة الخوابي الا ان حكام دمشق وحلب الايوبيين لم يتاخروا في نجدة الحشاشين واجبار الفرنجة على التراجع وفك الحصار[96].

وفي غضون ذلك تمكن الحشاشون بطريقة ما من تحصيل أتاوات "الجزية" من بعض الامراء النصارى. ففي عام 1227م بعث فردريك الثاني قائد الحملة الصليبية السادسة (1228-1229) وملك القدس بسفارة الى زعيم النزاريين (الحشاشين) وقد أحضر سفراء فردريك هدايا بلغت قيمتها 80000 دينار.

ولاقت محاولات فردريك الثاني مع الحشاشين معارضة فرسان الإسبتارية، الذين سارعوا الى الهجوم على القلاع النزارية وتكبيد الحشاشين خسائر مادية فادحة. وفي حلول سنة 1228م أقام الطرفان "حلف تعاوني" يدفع بموجبه الحشاشين مبالغ مالية لفرسان الاسبتارية مقابل دفاع الاسبتاريين عن قلاع النزاريين من اعتداءات القوات الصليبية في انطاكية وطرابلس. وقد تطور الامر الى تعاون الطرفين (الحشاشين والاسبتاريين) في حملة شنوها من قلعة الحصن سنة 1230م ضد أمير انطاكية بوهيموند الرابع[97].

وكان هذا التعاون قد أثار غضب بوهيموند الخامس أمير انطاكية، فقام بكتابة الى البابا غريغوري التاسع يشكو فيه تحالف الاسبتاريين مع الحشاشين. وفي رد البابا غريغوري على تلك الشكوى كتب الى رئيس أساقفة صور والى اسقفي صيدا وبيروت:

«الحشاشين، أعداء الله وأعداء الاسم المسيحي، الذين تجرؤا سابقا على ذبح ريموند ابن بوهيموند الرابع وكثيرا من العظماء والامراء الكاثوليك غدرا، ويجاهدون للتغلب على ديننا بالقوة..والأخطر من ذلك كله هو ان الحشاشين قد تعدوا، بناء على الوعد الذي قطعه سيد الاسبتارية بدعمهم وحمايتهم من الهجمات المسيحية، ان يدفعوا لهم مبلغا محددا من المال سنويا ولذلك قد بعثنا اليهم باوامر خطية ليكفوا عن حماية ذات اولئلك الحشاشين» – البابا غريغوري التاسع (26 اب 1236م)[98]

نهاية الحركة:

كان الحشاشون في سورية قد شاركوا غيرهم من المسلمين في التصدي للتهديد المغولي، وحاولوا كسب ثقة المماليك الظاهر بيبرس بارسال السفارات والهدايا ول يبد بيبرس في بداية الامر عداء نحوهم. غير ان بيبرس لايمكن ان يتوقع منه التسامح ازاء استمرار وجود جيب مستقل في قلب سورية ففي عام 1265م امر بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين ولم يكن باستطاعة الحشاشين الذين اضعفوا في سورية واثبطت عزيمتهم نتيجة مصير اخوانهم الفارسيين ان يبدوا مقوامة تذكر.

فاصبحوا هم يدفعون الجزية بدلا من اخذها من امراء الدول المجاورة وسرعان مااصبح بيبرس هو الذي يعين رؤساء الحشاشين ويخلعهم بدلا من ألموت. ففي عام 1270 م استاء بيبرس من موقف رئيس الحشاشين المسن نجم الدين فخلعه وعين بدله سريم الدين مبارك، وكان الرئيس الجديد يحكم من منصبه كممثل لبيبرس واسثنيت مصيف من سلطته وجعلت تحت السيطرة المباشرة لبيبرس. ولكن سريم الدين استطاع ان يضم مصيف الى املاكه فعزله بيبرس وجاء به سجينا الى القاهرة حيث مات مسموما هناك.

واستولى عام 1271م669هـ على قلعتي "العليقة" و"الرصافة" وسقطت قلعة "الخوابي" في عام نفسه لتسقط بقيه القلاع عام 1273م671هـ لتنتهي بذلك دولة الحشاشين في بلاد الشام.

قائمة الزعماء:

مراجع ثقافية:

 

·         ظهر الحشاشون في لعبة عقيدة القتلة (بالإنجليزية: Assassins Creed)، من إنتاج يوبي سوفت، حيث يتقمص اللاعب دور أحد أعضاء الطائفة واسمه الطائر بن لا أحد لينفذ عمليات اغتيال حذرة ضد بعض الشخصيات الهامة من الصليبيين والمسلمين في بلاد الشام، والمدن التي تظهر في اللعبة هي: القدس ويظهر فيها مسجد قبة الصخرة, دمشق ويظهر فيها المسجد الأموي, وعكا، وتظهر أيضاً قلعة مصياف في سورية.

المصادر:

·         الحشاشون، تأليف برنارد لويس - تعريب محمد موسى، دار المشرق العربي الكبير، بيروت، طـ1، 1400هـ/1980م.

·         خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين لفرهاد دفتري -ترجمة سيف الدين القصير، دار المدى، دمشق، الطبعة الثانية 2004.

·         رواية سمرقند لامين معلوف

·         الإسماعيلية تاريخ وعقائد، إحسان إلهي ظهير.

·         طائفة الإسماعيلية: تاريخها، نظمها، عقائدها، د. محمد كامل حسين.

·         أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرمطية، برنارد لويس.

·         البداية والنهاية لابن كثير- تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي- هجر للطباعة والنشر- الطبعة الاولى 1419هـ/1998م

·         الكامل في التاريخ لابن الأثير-تحقيق عبد الله القاضي-دار الكتب العلمية,بيروت, ط2 1415هـ

·         تاريخ الدعوة الاسماعيلية - مصطفى غالب-دار الاندلس-بيروت- الطبعة الثانية 1965م.

·         تاريخ الاسماعيلية - عارف ثامر- الجزء الرابع (الدولة النزارية)- دار رياض الريس- لندن- الطبعة الاولى 1991

  • تاريخ الاسماعيلية - عارف ثامر- الجزء الرابع (الدولة النزارية)- دار رياض الريس- لندن-
  • Stark, Freya (2001). The Valleys of the Assassins and Other Persian Travels. New York
  • ماركو بولو كتاب  The Book of Ser Marco Polo, volume 1.

مراجع

1.                  ^ المصادر الإسلامية المعاصرة لهم تسميهم بهذا الإسم

2.                  ^ صيد الفوائد: الحشاشون وصل لهذا المسار في 16-11-2010

3.                  ^ إيقاع صواعق الإرغام\الآمر بأحكام الله\ص 27, ص 32

4.                  ^ البنداري,,زبدة النصرة,,ص 169,,ص 195

5.                  ^ خرافات الحشاشين ..\فرهاد دفتري\ص 144

6.                  ^ http://www.iis.ac.uk/home.asp?l=en

  1. ^ Frampton, John (1929). The Most Noble and Famous Travels of Marco Polo.
  2. ^ رحالة زادهم الخيال .. والكذب\جريدة الرياض
  3. ^ الحشاشون فرقة ثورية في تاريخ الإسلامبرنارد لويسص 75
  4. ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\فرهاد دفتري\ص 192
  5. ^ رواية سمرقند/فردوس الحشاشين/ص 133
  6. ^ برنارد لويس170
  7. ^ الاسماعيليون في العصر الوسيط\ص 190
  8. ^ الاسماعيليون في العصر الوسيط\ص 191
  9. ^ الكامل في التاريخ\م8 ص 497
  10. ^ خرافات الحشاشين واسطاير الاسماعيليين لفرهاد دفتري\ص 53
  11. ^ البدايو والنهاية\ج 16\احداث 524ه
  12. ^ خرافات الحشاشين وأساطير الإسماعيليين//فرهاد دفتري/ص 55
  13. ^ برنارد لويسص 157
  14. ^ الكامل في التاريخ\ج9 ص 255
  15. ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\فرهاد دفتري\ص 195
  16. ^ الحشاشون فرقة ثورية..\برنارد لويس\ص 76
  17. ^ برنارد لويس ص 79
  18. ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\فرهاد دفتري\ص 196
  19. ^ رنارد لويس ص 85
  20. ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\فرهاد دفتري\ص 213
  21. ^ برنارد لويسص 86
  22. ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\فرهاد دفتري\ص 215
  23. ^ برنارد لويس ص 87
  24. ^ الكامل في التاريخ\ج 9 ص 250
  25. ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\فرهاد دفتري\ص 216
  26. ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\فرهاد دفتري\ص 205
  27. ^ الكامل في التاريخ\ابن الأثير\ج 9 ص 168
  28. ^ برنارد لويسص 93
  29. ^ برنارد لويسص 94
  30. ^ الكامل في التاريخ\ابن الأثير\ج 9 ص 235
  31. ^ برنارد لويسص 103
  32. ^ الكامل في التاريخ\ابن الأثير\ج 9 ص245
  33. ^ الكامل في التاريخ\ج9 ص 283
  34. ^ برنارد لويس ص 106
  35. ^ البداية والنهاية\ابن كثير\إحداث سنة 529ه
  36. ^ الكامل في التاريخ\ج 9 ص 292
  37. ^ البداية والنهاية\ج 16\احداث سنة 533هـ
  38. ^ الكامل في التاريخ\ج9 ص 315 && ج9 ص 344
  39. ^ البداية والنهاية\ج 16\أحداث سنة 541ه
  40. ^ الحشاشون فرقة ثورية..\برنارد لويس\ص 110
  41. ^ برنارد لويسص 111
  42. ^ برنارد لويسص 113
  43. ^ خرافات الحشاشين وأساطير الإسماعيليين//ص73
  44. ^ تاريخ الدعوة الإسماعيلية\مصطفى غالب\ص 221
  45. ^ برنارد لويسص 115
  46. ^ خرافات الحشاشين وأساطير الإسماعيليين //ص 74
  47. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين\ص 76
  48. ^ برنارد لويسص 124
  49. ^ تاريخ الإسماعيلية\الجزء الرابع\ثامر عارف\ص 98
  50. ^ رواية سمرقند\امين معلوف\ص 194
  51. ^ تاريخ الإسماعيلية\ثامر عارف\الجزء الرابع\ص 100
  52. ^ برنارد لويسص 141
  53. ^ مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية \ص 276
  54. ^ تاريخ الإسماعيلية\ثامر عارف\جزء رابع\ص 99
  55. ^ ابن تغري برديالنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. ج 5 ص 205
  56. ^ ابن العديمبغية الطلب في تاريخ حلب ج 1 ص 344
  57. ^ محمد سهيل طقوش. تاريخ السلاجقة في بلاد الشام 471-511 هـ / 1078-1117 م
  58. ^ برنارد لويس149
  59. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين //ص 105
  60. ^ ابن القلانسي. تاريخ دمشق. ص 243
  61. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين //ص 106
  62. ^ برنارد لويس152
  63. ^ البداية والنهاية\ج 16\اخداث 520ه
  64. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين //ص 106
  65. ^ الكامل في التاريخ\ابن الاثير\ج 19 ص 235
  66. ^ الكامل في التاريخ\ج 9 ص 250
  67. ^ برنارد لويس155
  68. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين //ص 107
  69. ^ البداية والنهاية\ج 16\احداث 523ه
  70. ^ الكامل في التاريخ\ج9 ص 250
  71. ^ برنارد لويس156
  72. ^ الكامل في التاريخ\اج 9 ص 250
  73. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين //ص 107
  74. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين //ص 107
  75. ^ برنارد لويس157
  76. ^ الكامل في التاريخ\ج 9 ص 259 && ج9 ص265
  77. ^ الكامل في التاريخ\ج 9 ص 272
  78. ^ البداية والنهاية\ج 16\ احداث 527
  79. ^ برنارد لويس159
  80. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين//ص 60
  81. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين\ص 110
  82. ^ برنارد لويس166
  83. ^ برنارد لويس167
  84. ^ برنارد لويس 168
  85. ^ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
  86. ^ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ
  87. ^ برنارد لويس169
  88. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين //ص 110
  89. ^ البداية والنهاية\ج16\احداث 588 ه
  90. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين\ص 122
  91. ^ خرافات الحشاشين واساطير الاسماعيليين\ص 123
  92. ^ الترجمة الانكليزية للرسالة البابوية في كتاب "فرسان الاسبتارية في الارض المقدسة" لندن 1931م\ص 234.

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات