الحشاشون فرقة ظهرت في الشرق الاسلامى ،ويعتبر "برنارد لويس "من أهم المستشرقين الذين بحثوا في المنطلقات السياسية والفكرية التي سادت في الشرق العربي .والتي أرخ لها باعتبارها فرقة مؤثرة لها لغتها الخاصة والتي تعتمد القتل والفتك والاغتيال السياسي لفرض وجودها ومنطقها وإقصاء مناوئيها .وقد بلغت شهرة الحشاشين أوجهها في أرويا مع بداية القرن الثالث عشر .حتى أن كلمة حشاشين * دخلت معظم اللغات الغربية بمعنى "القاتل الممول المأجور" الذي يقوم بالفتك خلسة أو غدرا وفي الغالب يختار ضحاياه من الشخصيات الاجتماعية أو ذات النفوذ السياسي والاقتصادي.
قاد فرقة الحشاشة شخصية غامضة تعرف ب "شيخ الجبل".وهى فرقة مكروهة عند أعدائها المسلمين حسب الباحث "برنارد لويس"و المؤرخ الايطالي "جيوفانى فيلانى".
تدرب هذه الفرقة أتباع شيخ الجبل على أنهم يعملون بكل طواعية لتقديم أفضل خدماتهم واضعين أنفسهم طوع أمر مرشدهم .يختار الفرسان الأكثر مهارة وقدرة على تحمل أعباء عملية التصفية وهى في الغالب تتم إما بطريقة التصفية عبر خنجر مذهب مسموم يتسلمه "الفدائي" من يد الشيخ القائد.وقد عانى المسلمين من ويلات هذه الحركة بل طال عنفهم أمير مملكة القدس اللاتينية ّكونراد أوف منتيغرات". بعد هذه الحادثة سيكون للحشاشين أثرا في الذاكرة الغربية التي لن تنسى القوة الخفية السحرية التي يحكم بها شيخ الجبل على أتباعه وهى الطريقة التي وصفها مؤرخي المرحلة بالخطاب التحريضي بالمقابل يحصل المجند القاتل على الجنة والثواب .والثواب هنا ليس إلا جنة شيدها بين جبلين جعل فيها جداول تفيض لبنا وشرابا وأقام على الحدائق فتيات حسان .
اختارت فرقة الحشاشين أسلوب الترويع والفتك والقتل.وهو الأسلوب نفسه المسمى عندنا اليوم بالإرهاب.فهل هناك تقارب بين الحشاشين وفرق الموت في الشرق العربي اليوم.
لاشك أن الاغتيال السياسي كأسلوب ممنهج يقودنا للقول أن هذه الاغتيالات تحاكى نفس تجربة أعمال القتل والعنف الذي مارسته فرقة الحشاشين .ففي الغالب لاتترك عمليات التصفية التى تقوم بها "داعش" أى مجال لوصفها بفرقة تتلمذت على "الحشاشون". كما أن تصفية الخصوم من طرف النظام السورى وكذا القوى الداعمة له وبأساليب أكثر عنفا ودمارا يجعل فرقة الحشاشين أكثر لطفا من تجربة عنف يخلط بين الأطفال والنساء ،ويحرق الأخضر واليابس .
التعليقات (0)