الحسيني:لقب الحاج ليس للمباهاة بل نعمة يجب الحفاظ عليها
الحسيني:لقب الحاج ليس للمباهاة بل نعمة يجب الحفاظ عليها ومسؤولية ينبغي الالتزام بها، وسلوك إيماني علينا مواصلته
اللهم لك الحمد والشكر أن وفّقت الحجاج لأداء فريضة الحج، ويسّرت لهم مناسكهم، وهوّنت عليهم حجهم، ورزقتهم مشاهدة بيتك الحرام، والطواف حوله، والسعي بين الصفا والمروة، وبلّغتهم عرفات، ومبيت المزدلفة، ومننت عليهم بالمغفرة بمنى.
لك الحمد والشكر، فتقبّل حجهم، واجعله حجًا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، وعملًا مقبولًا، يا ذا الجلال والإكرام.
أيها الأحبة حجاج بيت الله الحرام: إن من أعظم نِعَم الله علينا أن وفّقنا لحج بيته الحرام، وأدّينا الركن الخامس في الإسلام (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)، ولبّينا دعوة أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام)، (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، وتركنا الأهل والوطن وتوجّهنا قاصدين البيت الحرام وأحرمنا لله عن المحرمات والمحظورات المحرمة، ممتنعين عن المحرم والعادات السيئة والسلوكيات المشينة، وعملنا بقوله (عز وجل): (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، فكنا كذلك إن شاء الله، وحللنا ضيوف الرحمن.
واليوم بعد عودتنا من الحج نقول: إن الحج نعمة من الله يجب الحفاظ عليها، ومسؤولية ينبغي الالتزام بها، وسلوك إيماني علينا مواصلته والاستمرار به، كما كان حالنا أثناء الإحرام.
فإن كان يجب علينا حين الإحرام تجنّب الرفث والفسوق والجدال وباقي المحظورات المحرمة، فهذا يعني ترويض أنفسنا على الابتعاد عن الذنوب واجتناب المعاصي في كل وقت، إلا أنه في وقت الإحرام بالحج ألزم؛ حيث تقع علينا مسؤولية كبيرة وحجة إلهية؛ لأننا رأينا وشاهدنا كيف يجتمع الحجيج في عرفات في مشهدٍ من مشاهد يوم الحساب، جميع الناس من كل الأصناف والألوان في موقف واحد، وهذا الموقف لنزداد إيمانًا ويقينًا بيوم الدين، ولنرجع بعده للعمل الصالح ونوصي بالحق وبالصبر، ونستقيم على الطريق المستقيم، ونكون قدوة وأسوة للناس أجمعين.
إخوة الإيمان! حذارِ من الألقاب والتوهّم بها، فالحج ليس للمباهاة وما شابه، فالقاعدة القرآنية تقول (ليس للإنسان إلا ما سعى).
أخيرًا نذكّر أنفسنا ونذكركّم بتقوى الله وطاعته، وأن تكون كل أيامنا أيام حج، وسلوكنا سلوك المحرِم في ضيافة الله.. وأسأل الله الكريم أن
يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه عباد الله اتقوا الله وتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى.
*العبدلله. . محمد علي الحسيني
.
التعليقات (0)