مواضيع اليوم

الحسن يفضح يزيد وأبيه وينتصر للحسين

احمد الملا

2017-10-28 21:44:23

0

بقلم : احمد المــــلا

يتصور بعضهم إن الإمام الحسن " عليه السلام " عندما عقد الصلح مع معاوية بن أبي سفيان هو بسبب الضعف، وهذا تصور خاطئ نابع عن فهم قاصر لفكر الإمام الحسن " عليه السلام " فهو لم يكن في موقف الضعيف لكن الظروف المحيطة هي التي دفعت به لتوقيع الصلح وحتى عندما وقع هذا الصلح كانت النتيجة لصالحه " سلام الله عليه " إذ إن شروطه التي أملاها على معاوية كانت نابعة من موقف القوي وصاحب الإرادة, وكانت فيها أهداف عميقة جداً حيث جعلت معاوية يكون في موقف لا يحسد عليه أما يرفضها وهذا يكشف معاوية ويعريه أمام الناس أو إنه يقبل بها وهذا سوف يجعله يفلس من ملك العراق والحجاز, أمام الإمام الحسن " عليه السلام " فموقفه كان قوياً فإن رفض معاوية تلك الشروط وتقع الحرب مهما كانت نتائجها سيكون الحسن منتصراً كالحسين "عليه السلام " وثورته، وإن قبل بها معاوية فقد وقع تحت حنكة وعلم الإمام الحسن " عليه السلام " ...

حيث إن أبرز وأهم شرط وهو الذي اعتمد عليه الإمام الحسن " عليه السلام " والتي يذكرها المرجع المحقق الصرخي في كتاب ( صلح الإمام الحسن " عليه السلام ") وهي {{... أن يكون الأمر بعد معاوية للحسن (عليه السلام) وإذا حدث بالحسن (عليه السلام) قبل معاوية حدث يكون للأمر بعده للحسين (عليه السلام) ، والعفو العام عن جميع الناس خاصة أهل العراق وشيعة علي (عليه السلام) ، وان لا يسمي معاوية نفسه بأمير المؤمنين وان لا يسب الإمام علي(عليه السلام) ولا يذكره إلا بخير وان لا يقيم عنده الشهادة وان ينفق على أيتام من قتل مع أمير المؤمنين في حربي الجمل وصفين ألف ألف درهم . نلاحظ إن هذه الشروط تعري زيف الدولة الحاكمة وتكشف كذب وخداع جهازها الإعلامي الذي كرس جهوده لتشويه صورة الإمام علي ( عليه السلام ) تظهر الشروط عدم شرعية حكومة معاوية حيث يطلب منه عدم وصف نفسه بأمير المؤمنين تكشف أحقية الإمام علي ( عليه السلام ) وجيشه في حربيّ صفين والجمل حيث طلب لأيتام قتلاهم ألف ألف درهم.فنلاحظ إن هذه الشروط تعري معاوية ودولته وتعزز موقف الإمام الحسن ( عليه السلام ) وشيعته بين الجماهير وهذا ما لا يرضاه معاوية ولا يتوقعه مما أدى إلى التشنج والتعصب وكشف حقيقته ( فداس ) الوثيقة بقدمه علماً إن فيها اسم الله تعالى !!...}}.

وهنا كيف نلاحظ إن تلك الشروط نابعة من موطن قوة وثقة بالنفس عالية جداً, ويضيف بعض المؤرخين شرط آخر وهو ((ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهداً ، بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين ؛ وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله ؛ في شامهم ، وعراقهم ، وحجازهم ، ويمنهم ؛ وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم . وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه ، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء ، وبما أعطى الله من نفسه ؛ وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غائلة سراً ولا جهراً ، ولا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق وكفى بالله شهيداً ))....

فعلى الرغم من التشكيك بصحة هذا الشرط وذلك لأسباب يمكن معرفتها من خلال الإطلاع على بحث ( صلح الإمام الحسن " عليه السلام " ) للمرجع الصرخي, لكن مع الفرض بصحة ذلك الشرط نجده قد عرى معاوية ويزيد بن معاوية فلم يلتزم معاوية بهذا الشرط وبكل تفاصيله فقد عهد بالخلافة لابنه يزيد بدون شورى والأخير استباح مكة والمدينة من أجل أن ينتزع البيعة ولم يعمل بالشورى وقتل الحسين " عليه السلام " وأخل بكل الشروط, فمع هذا الشرط ومع الشروط الأخرى المذكورة نجد إن الإمام الحسن " عليه السلام " كان قد عرى وفضح معاوية أولاً ومن بعده يزيد بن معاوية وفضحهما وكشف عوراتهم الأخلاقية وعدم الإلتزام بالعهود والمواثيق وهم بذلك يخالفون القرآن والسنة النبوية الشريفة وبين للناس ولكل ذي لب وعقل ولكل من يسير على النهج النبوي الشريف إن معاوية ويزيد مارقان وخارجان عن الإسلام, وهو في الوقت ذاته إنتصاراً للحسين " عليه السلام " فقد هيئ الجماهير والقواعد الشعبية لنصرة الحسين " عليه السلام " بعدما أثبت لها كذب ونفاق ودجل معاوية وابنه يزيد لكن إخلاقية الهزيمة كانت هي الغالبة على تلك الجماهير إلا ما رحم ربي.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات