رؤوس أقلام
تعرض الحسن الثاني لست محاولات اغتيال في الـ38 سنة التي قضاها في الحكم، لذلك ينسب إليه البعض "بركة" لخروجه سالما من جميع تلك المحاولات. وكانت محاولة "الصخيرات" ومن بعدها محاولة "القنيطرة" من أبرز ما واجهه الملك الحسن.
ولد بتافيلالت, التحق بالجيش الفرنسي, حيث كان ادائه رائعا في الحرب العالمية, و بعد استقلال المغرب تصلق بسرعة الى قمة السلطة و النفود.وقد كان قاسيا في ردع، الاستقلالين وسكان الريف و اليسار المغربي عموما. وينسب اليه كذلك تورطه في اغتيال المناضل المهدي بن بركة.
قتل مباشرة بعد المحاولةالانقلابية الفاشلة سنة1972، و آعتقلت عائلته لمدة 20 عاما
الجنيرال الدليمي اخر العنقود، و أقوى رجل بعد تصفية الجنيرال أوفقير, شغل منصب القائد العسكري للمنطقة الجنوبية، كما كان يرأس جهاز الاستخبارات الخارجية، وفي نفس الوقت كان يعد لانقلاب كاسح في صيف 1983 لكن مخبري القصر- ادريس البصري كانوا له بالمرصاد حيث تمت تصفيته في حادتة سير مدبرة بمراكش سنة 1983
يعتبر الجنيرال المدبوح وأعبابو، من بين أهم الرؤوس المدبرة لواقعة الصخيرات.
ففي العاشر من تموز (يوليو) عام 1971 وأثناء حفل بهيج لتخليد الذكرى الـ42 لميلاد الحسن الثاني ببلدة الصخيرات الواقعة قرب الرباط العاصمة، هاجم 1400 جندي الحفل مخلفين 100 ضحية من بينهم سفير بلجيكا في المغرب، كما جرح أكثر من 200. ونجا الملك الحسن عندما اختفى في أحد جوانب المكان، وقد سحقت قواته الموالية المتمردين في الساعات نفسها التي تلت الهجوم.
أدى الحادث الى مقتل عشرات الضحايا الذين كانوا مدعوين الى الحفلة، وضمنهم سفراء ووزراء مدنيون وعسكريون. وسيقول عسكريون متورطون في المحاولة إن العقيد محمد عبابو جلب العسكريين من قاعدة "هومومو" التي تبعد عن فاس بحوالي 60 كيلومتراً في منعرجات الأطلس المتوسط، الى الرباط بزعم المشاركة في "تنظيم مناورة بالذخيرة الحية". لكن العقيد كان ينسق مع الجنرال محمد المذبوح، كبير الضباط المرافقين للملك، وشقيقه امحمد عبابو الذي برز دوره في تفاصيل المذبحة التي جرت في فناء القصر في يوم مشمس. وثمة من يذهب الى كون الجنرال محمد أوفقير كان الرأس المدبر للعملية، ما حدا به الى الضغط من أجل التخلص من جميع الجنرالات الذين اعتقلوا على خلفية الحادث بعد فشل محاولته الانقلابية. وبحسب شهود عيان، فإن خلافات وقعت بين الجنرال المذبوح والعقيد عبابو حول وضع الملك الذي كان توارى عن الأنظار بمجرد بدء اطلاق الرصاص وانتشار الجنود الذين كانوا يحطمون أي شيء يجدونه أمامهم. وربما ان الخطة كانت تقتضي بحض الملك على التنازل عن العرش في شبه انقلاب أبيض
ويصف الملك الراحل اللحظات الحرجة في حادث الصخيرات قائلاً: "عندما شرع التلاميذ ضباط الصف في اطلاق النار، توجهت الى جانب آخر في القصر برفقة بعض المقربين، وهناك أخذ المذبوح بيدي قائلا:ً تعال معي يجب أن انقذكم، لذا يتعين أن نذهب لرؤية عبابو، فأجبته: لا، أنا لا اتفاوض مع ضابط تحت إمرتي، فابعث في طلب عبابو هذا ليأتي الي إذا أردت، أما أنا فلن أخرج من هنا". ويروي الضابط محمد الرايس الذي دين في المحاولة الانقلابية الى جانب عسكريين آخرين نقلوا عام 1973 من سجن القنيطرة الى المعتقل السري "تازمامرت"، انه في لحظات الصخب المرعب والفوضى العارمة خرج الجنرال المذبوح من زاوية ما ووجه كلامه الى عبابو قائلاً: "ماذا تفعل؟ أنت لم تحترم اتفاقنا"، فأجابه اعبابو: "لا بأس. لقد أنهيت المرحلة الأولى وعليك الآن الانتقال الى المرحلة الثانية". واستمر الحديث بين الرجلين، فسأل أعبابو أين هو الآن؟ هل تنازل؟ فرد المذبوح "انه في مكان آمن ويريد رؤيتك للحديث معك، وان تنازله في جيبي". لكن اعبابو استدرك: "لماذا أذهب لرؤيته إن كان قد استسلم؟". وفي الطريق الى المكان المفترض لوجود الملك، انتاب اعبابو الارتياب، خصوصاً ان الجنرال المذبوح فاجأه بالقول: "أفسدت خطتي بتغيير الأوامر، ولم يكن عليك أن تصدرها لإطلاق النار، لقد كنت اريد انقلاباً أبيض". وتبادل الرجلان تهم الخيانة بينهما، لكن العقيد أعبابو أصدر أمراً بقتل الجنرال الذي كان همّ بالانصراف الى مصير تصوره منقذاً من ورطته. وسيواصل أعبابو تنفيذ جوانب الخطة من خلال المناداة على أسماء جنرالات كانوا ممددين في إحدى الخيام المنصوبة، وفي مقدمهم محمد حبيبي وبوغرين الخياري ومحمد أمحزون وخاطبهم بالقول: "الانقلاب نجح والمذبوح قُتل جراء رصاصة طائشة بعد أن انتزع تنازل الملك، وعلينا أن نرحل الى الرباط لتشكيل مجلس ثورة". بيد أن انهيار الخطة الأصلية التي وضعها الجنرال مذبوح، دفع العقيد محمد عبابو الى تغيير لهجته. وكان في كل مرة يواجه كلاماً الى العسكريين الآتين من "أهومومو" مفاده أن هناك "خونة يريدون قتل الملك وعلينا أن نبحث عنه لإنقاذه"، ما يؤكد رواية الملك الحسن الثاني حين قال إن مجموعة صغيرة من العسكريين أحاطوا به، وحين سألهم ماذا تفعلون قالوا نحن هنا لحمايتك، فطلب اليهم ترك السلاح وتقديم التحية العسكرية. لكن جنرالاً في قوات الدرك كان محافظاً في مدينة طنجة شمال البلاد سيأمر الإذاعة المحلية هناك ببث أخبار تفيد أن الملك ما زال على قيد الحياة، وانه سيخاطب الشعب بعد قليل. وسينتقل الجنرال حسني بن سليمان بعد ذلك ليصبح محافظاً على مدينة القنيطرة، وهو قائد قوات الدرك حالياً.
وكانت مبادرته جاءت رداً على بث الإذاعة المركزية في الرباط خبراً مفاده أن الجيش استولى على السلطة. واللافت أن الانقلابيين بقيادة عبابو توجهوا الى مركز الإذاعة في العاصمة الرباط من دون ان يكون لديهم أي تصور عن ذلك البيان، الى درجة أنهم اقتحموا قاعة لتسجيل الاغاني كان يوجد فيها المطرب المصري الراحل عبدالحليم حافظ وطلبوا اليه قراءة البيان، لكنه اعتذر كونه ضيفاً على المغرب وصوته معروف، إضافة الى كونه مطرباً لا يتدخل في السياسة. لذلك اختاروا الملحن الراحل عبدالسلام عامر وهو ضرير لقراءة بيان تحت تهديد السلاح، وجاء فيه ان "عهداً جديداً انبلج" بعدما "ثار الجيش" ضد حكم الحسن الثاني. وأثناء محاكمة المتورطين في تلك المحاولة أمام المحكمة العسكرية في القنيطرة، سأل رئيس المحكمة أحد الضباط عمن كتب البيان، فرد الأخير: "لا أعرف اللغة العربية. أنا من اصول بربرية ولا أعرف ماذا تعني كلمة انبلج في القاموس". وستنعقد محكمة عسكرية طارئة في اليوم ذاته بعد تحقيقات مع عدد من الجنرالات الذين وجهت اليهم تهم التورط ليصار في الثالث عشر من يوليو (تموز) الى إعدامهم بالرصاص في خلاء في ضواحي الرباط في مكان غير بعيد عن قصر الصخيرات. ويروي قريبون الى الجنرال محمد أوفقير انه ارتدى زيه العسكري ذلك الصباح وبدا أكثر تشنجاً. فقد طلب اليه الملك الإشراف على عملية الإعدام...
وعقدت محكمة عسكرية طارئة في اليوم ذاته بعد تحقيقات مع عدد من الجنرالات الذين وجهت اليهم تهم التورط ليصار في الثالث عشر من يوليو (تموز) الى إعدامهم بالرصاص في خلاء في ضواحي الرباط في مكان غير بعيد عن قصر الصخيرات. ويروي قريبون الى الجنرال محمد أوفقير انه ارتدى زيه العسكري ذلك الصباح وبدا أكثر تشنجاً. فقد أوكل اليه الملك الإشراف على عملية الإعدام..
الملك الحسن، والملك الحسين تمتعا بلحظات الاعدام الجماعي لمدبري إنقلاب الصخيرات
غشت 1972الحسن الثاني ينجو بأعجوبة من غارة جوية مدبرة
تعرضت الطائرة التي كانت تقل الملك الحسن الثاني لدى عودته من زيارة لفرنسا الى هجوم شنّته طائرات مقاتلة بقيادة كومندو كويرة و الطيار أمقران, انطلقت من قاعدة القنيطرة، غرب البلاد. ولولا ان الملك اختار لدى عودته التوقف في مدريد بعض الوقت من غير ان يكون ذلك مقرراً، ما أربك خطة الهجوم على طائرته في الجو، لارتدت الأحداث مساراً آخر بالتأكيد. مساء ذلك اليوم هبطت طائرة الملك في مطار الرباط - سلا. كان الجو عاصفاً. وحرص الملك على أداء كل المراسم البروتوكولية عبر تحية العلم والسلام على الشخصيات التي تكون في استقباله. غير ان أول سؤال وجهه ورجله تطأ أرض المطار: "أين الجنرال أوفقير؟"، فقيل له انه كان هنا وذهب لتفقد القيادة العسكرية. وفهم الجميع انه متورط في المحاولة الانقلابية الثانية. غير ان الملك لدى مغادرته المطار اختار سيارة عادية للتوجه الى الرباط، وتحديداً الى قصر الصخيرات، بينما شقيقه الأمير عبدالله توجه الى قرية صغيرة مجاورة للمطار . استمرت طائرات
عسكرية في الإغارة وقصف القصر الملكي في الرباط، فيما اختفى الجنرال محمد أوفقير. وكانت آخر مكالمة أجراها وزوجته فاطمة التي كانت تقضي عطلة الصيف في منتجع في الشمال، ان "الملك بخير" ودعاهم الى العودة الى الرباط او الذهاب الى اقامة أحد اصدقائه في المنطقة. بيد انه لدى عودة أفراد الأسرة ليلاً سيخبرهم أحد حراس الجنرال انه جاء الى مسكنه واختلس بعض الوقت الى نفسه ثم ارتدى زيه العسكري وزيّنه بمختلف الأوسمة الحربية التي كانت في حوزته وتوجه الى القصر الملكي في الصخيرات. هناك تركه سائقه عند المدخل، لكنه لم يخرج سوى جثمان حُمل الى مقر اقامته حيث بُدء في تقبل التعازي، فيما كان بيان رسمي يخبر الرأي العام ان "أوفقير انتحر". وقتها اتخذ الملك قراراً بحذف منصب وزير الدفاع في الحكومات المتعاقبة الى اليوم.
الطيار المدني القباج ومساعده الكولونيل لوباريس ،
أنقد الطائرة الملكية ببراعة فائقة رغم الاضرار الجسيمة التي أصيبت بها،
إستحق على إثرها هبات ملكية سخية
الكموندو الكويرة حكم عليه بالاعدام
الطيار أمقران، وإثنا عشر من رفاقه والمتهمين بمهاجمة الطائرة الملكية جوا ، حوكموا بالاعدام
اعترف كويرة ورفيقه أمقران الذي كان يقود الطائرة الثانية انهما ضالعان في المؤامرة. وعرض أحد المتهمين قائمة بأسماء متورطين تضم شخصيات عسكرية ومدنية، ضمنها زعيم الاتحاد الاشتراكي السابق عبدالرحيم بوعبيد والجنرال عبدالسلام الصفريوي الذي قاد القوات المغربية في حرب الجولان، والجنرال أحمد الدليمي، اضافة الى الجنرال محمد أوفقير، غير ان أعداداً من هؤلاء قدموا افادات أمام المحكمة العسكرية نفوا فيها أي علاقة لهم بالتخطيط لاطاحة النظام. وفي الثالث عشر من كانون الثاني (يناير) 1973، كما في الثالث عشر من تموز (يوليو) 1971، سيُساق العسكريون المتورطون، وفي مقدمهم كويرة وأمقران والميداوي وتسعة ضباط آخرين، من "ممر الموت" في سجن القنيطرة الى ساحة عامة في السجن ذاته. وبعد الاجراءات ذات العلاقة بالوضوء والصلاة وآخر الطلبات، اجريت القرعة لاختيار أول المعدمين الذين كانوا في غالبيتهم رفضوا وضع عصابات على أعينهم. وثمة رواية متداولة ان الحسن الثاني دعا امقران وكويرة الى "العشاء الأخير" قبل الموت لاستكناه إن كانت هناك معطيات غائبة. لكن الرجلين، بحسب افادات سجناء، أقرا بضلوعهما في المؤامرة. ودُفنت أسرار ذلك العشاء مع اختراق رصاصات اللحظة الأخيرة في مكان لا يبعد غير أمتار قليلة عن القاعدة العسكرية التي كانا يعملان فيها.
الحسن الثاني يعين ضباطا جدد، من طينة أخرى
المصدر: أحمد رامي + الجزيرة + محمد الأشهب + ملفات المشعل ( إدريس ولد القابلة)
سعيد بوابة كتبية نيت
التعليقات (0)