مواضيع اليوم

الحزن هو الحارس على عواطفنا

soshan mas

2013-11-06 01:47:49

0

 

ليس هناك طريقة لحذف الحزن من حياتنا ، حذف الحزن عائق أمام سرد حياتنا كقصة ، ولا أحد يمتلك إجابة عن السؤال : لماذا ترتبط الحميمية في حياتنا بالحزن ، السعادة في أكثر لحظات تألقها ما هي إلا انتظار لحزنٍ قادم ، السعادة معتادة على إخفاء وجهها في دموعنا ، السعادة قليلة في هذه الحياة لدرجة أنها لا تملأ الفم ، الحب نفسه لا يقدم إجابة عن هذا السؤال ، وكل ما يستطيع فعله هو رفع أرواحنا بذراعيه فوق تعب الحياة ومشاكلها ، ويبتسم بوهنٍ أمام أي اختيار آخر كبديل للحزن كمؤلف لقصته هو بالذات ، حزين لا تعني متشائم ، لا تعني مقدم على الانتحار ، حزين تعني بكل بساطة: إنسان قادر على متابعة إفراط الحياة في سرعتها التي تقودها إلى نهايتها ، الحزن هو الرابط بين الكتابة وهذه النهاية ، بين الحب و الحرفية الكبيرة التي تعمل بها الحياة على نهايته ، الحزين هو من يمتلك اليقظة اللذيذة لتأجيل النهاية و إنكارها ، العاشق كلما أرادت الحياة أن تجعل قصة حبه قصيرة الأمد ينقلب مع من يحب لينظر إلى الجانب الآخر منها ، هذا العمل المثير والشاق يحتاج منا إلى الكثير من الأخطاء المعلنة التي تشيد اعترافك بحبك بتدرج جميل يصل إلى الكمال ، لهذا يعد الحزن هو الحارس على عواطفنا كي لا تقدس الألم أوتقبل أن تخنقها الحياة بحبل التشاؤم الخشن ، كل ما هو حميم في هذه الحياة ينحني عليك ويهمس لك بأن الحزن الجميل هناك ، بعيد ، إنه في الأعلى ، في قمة الانتشاء بمن تحب.
 

الكاتب محمد الترهوني 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات