أجمل ما في الإنسان أنه قادر على أن يعلن عن وجوده بكتابة كلمة ، الكلمات لا تلاقي نفس مصير كاتبها ، الكلمات لا تموت خاصة إذا كانت مشروعاً إجرامياً و امتنعت عن السير دون خطأ ، كل يوم هو حدث مخيف ، كارثة ، لا أحد يتوقع أن تكون الأيام طيبة ، اليوم الطيب هو اليوم الذي أقرأ فيه الأسى في عيون الموت ، وهذا نادرا ما يحدث ، اليوم الطيب هو اليوم الذي أحتفظ فيه بيدكِ في يدي لدقيقة من الزمن ، وهذا نادرا ما يحدث ، الأشياء النادرة جميلة لدرجة أن بعض الناس لا يلاحظون ذلك ، لا يلاحظون وجهك الحزين كابتسامة الحياة في وجوهنا كل صباح ، لا يلاحظون الشمس التي تشرق في عيونك ولا تتأخر أبدا ، لا يلاحظون أنكِ لست مجرد فقرة في كتاباتي ، بل أنت كل ما هو عميق فيها بما أن كل ما حولي تافه و لا معنى له ، لا يلاحظون كم أنتِ مجنونة ، وشبقة ، ورغباتكِ تغير طريقها بطريقة مبهمة ، بل ينظرون إليكِ كامرأة رصينة بعيدة عن عالم الضوضاء ، ولا يمكن أن تنخرط في عالم المعارضة ، هذا وصف بليد لامرأة لا تسبب في أي ثورة ، وصف بعيد عنكِ أنتِ ، بعيد عن الطريقة الغريبة التي تظهر بها صورة الحياة في بؤبؤيكِ ، عن الطريقة التي تفتحين بها شفتيكِ لتشربي لذة كل ما لا يعوض ، ليست لذة السرير كما يفكر الحمقى ، بل لذة أن نتقبل موقف الحياة منا بطريقة ملائمة ، الحياة هنا وبدون التفكير فيكِ وفي الكتابة عنكِ سيئة ، الحزن منتصب في كل زاوية تركها الفرح شاغرة ، ليس هناك إنسان واحد يرغب في أن يمد يده عبر الجحيم ولا يجد من يحتفظ بيده ولو للحظة من الزمن ، هذا يحدث عندما تسقط نظرتنا التفاؤلية أمام بشاعة الواقع ، أمام خطورة اللحظة الراهنة و عتمة المستقبل ، أنا بسبب حبكِ الوحيد الذي لا يلبس ثياب الحداد ، الوحيد الذي لا يضمد جراحه بالانتقام ، بل بالإفراط في العمل لإنجاز حبكِ بشكل كامل ، بالانتقال فيكِ من نقطة إلى أخرى حتى أصل إلى الكيفية التي تتغير وتتنوع بها حياتي والصورة التي أعرفها عن نفسي .
التعليقات (0)