الحزب الوطني …
الحزب الوطني هو الحزب الحاكم والمتحكم فهو أولا الأكثر ثراءا ماليا بماله من ممتلكات في كل شبر من أرض مصر أغلبها كان يعود الي الاتحاد الاشتراكي السابق كمقار له ورثها عنه الحزب الوطني وكذلك العائد المادي من الاشتراكات السنويه للأعضاء وتبرعات الأعضاء الموسرين كل هذا يجعل منه الحزب الأكثر ثراءا في مصر …
ثانيا هو الأكثر ثراءا بشريا فأعضاء الحزب الوطني هم جميع أعضاء المجالس المحليه علي مستوي الجمهوريه أعضاء في الحزب الوطني و غالبيه أعضاء مجلس الشعب أعضاء في الحزب الوطني وكذلك جميع الوزراء ورئيس الوزراء أعضاء في الحزب الوطني ولجنه السياسات في الحزب الوطني تضم نخبه من قاده الفكر والثقافه والعلم والمال في مصر بل ورئيس الجمهوريه هو رئيس الحزب الوطني ...
هذا عن قمه الهرم الحزبي أو قياداته أما عن قاعدته البشريه فهي تبدأ من قواعده الحزبيه في عواصم المحافظات نزولا الي المدن والأحياء والشياخات والقري وحتي العزب أو أي تجمع سكاني أي في كل شبر علي أرض مصر لا أعرف تحديدا كم عدد أعضاء الحزب الوطني أو بمعني أدق من يحملون كارنيه عضويه الحزب الوطني ولكن الرقم كبير جدا …
فاذا نظرنا الي قمه الهرم الحزبي نجد أن عضويه الحزب تعني الكثير فلقب وزير أو عضو مجلس الشعب أو عضو لجنه السياسات بالحزب غني عن التعريف ولا يوجد أمامها أبواب أصلا حتي نقول أنها تفتح الأبواب المغلقه لصاحبها ...
حتي المجالس المحليه فهي أيضا نافعه كما يقولون أضعف الايمان تنقضي مصالح الشخص "العضو"بسهوله ويسر …
أما الالاف المؤلفه في طول البلاد وعرضها من أعضاء الحزب الوطني بعيدا عن قمه الهرم فما هي الفائده العائده عليهم من العضويه الحزبيه ؟
أو بصوره أخري ما العائد علي عضو الحزب الوطني العادي مقارنه بعضو جماعه الاخوان المسلمين ((مع العلم .. الاخوان المسلمون حزب موجود وقائم ويخوض الانتخابات البرلمانيه وله أعضاء في البرلمان وله مرشد عام وتنظيم وله كافه الكوادر الحزبيه المنظمه والموزعه بطول البلاد وعرضها بالرغم من عدم اعتراف الدوله به كحزب سياسي وتسميته الجماعه المحظوره)) …
((ومع العلم أيضا .. أن الحزب الوطني والاخوان المسلمون هما فقط الموجودين علي الساحه السياسيه المصريه بعد كل ماجري في و للاحزاب الأخري والذي لا يتسع المجال هنا للخوض فيه ولكن المحصله النهائيه هي أن جميع الأحزاب الأخري أحزاب هيكليه أو أحزاب من ورق ليس لها أي وجود فعلي علي أرض الواقع وتعيش علي المعونه الحكوميه وجريده تصدرها و تدفع لها الحكومه اعانه حتي تظل الصوره التعدديه الحزبيه قائمه أمام العالم)) …
فان عقدنا مقارنه بسيطه بين عضويه الحزب الوطني وعضويه الاخوان المسلمين مع تنحيه الأيدلوجيه الدينيه جانبا نجد الاتي :-
عضويه جماعه الاخوان المسلمين تعطي حاملها ميزه التكافل الاجتماعي الكامل حيث بسهوله يجد العضو عملا في الشركات والمصانع وحتي المحلات التابعه أو المملوكه للاخوان كذلك اعاله كامله لأسر من يعتقل منهم في السجون وهذا ما لا يتوفر علي الاطلاق لحاملي عضويه الحزب الوطني فلا تكافل علي الاطلاق بين أعضائه فلا يوفر أثرياءه أي فرصه عمل لفقراءه ولا يعيل أي أحد أسره أي مسجون وطني …
أعضاء الاخوان لا يغالون في المهور في حال الزواج فيما بينهم بل ويتكفلون بجهاز العرائس الفقيره بينما في الحزب الوطني ان تزوج الكبار يكون المهر بالملايين وان تزوج الصغار فلا يرسل لهم الحزب حتي باقه تهنئه …
ويكون الزواج بين كوادر الاخوان دعما للاخوان بينما زواج كوادر الحزب الوطني بعيدا تماما عن المجال الحزبي أي في مجالات أخري أهمها البيزنس ...
في الانتخابات البرلمانيه يخرج أعضاء الاخوان عن بكره أبيهم لدعم وتأييد مرشحيهم بل ويحمون صناديق الاقتراع بأجسادهم وأرواحهم بينما لا يخرج في الانتخابات من أعضاء الحزب الوطني سوي القواعد الحزبيه وفي حمايه ودعم الأجهزه التنفيذيه …
واذا توسعنا في المقارنه نحتاج الي عده مقالات حتي يتسع المقام لسردها ولكن اختصارا نري أن العضويه الفرديه للحزب الوطني وبعيدا عن مركزيه الحزب وقيادته لا تعطي أي ميزه بأي شكل من الأشكال للعضو بينما تنتشر مقاره وممتلكاته بطول البلاد وعرضها وهي خاويه علي عروشها الا من التشكيلات الحزبيه التي لا يوجد لديها شغله ولا مشغله كما يقولون فتذهب الي المقار الحزبيه بدلا من الذهاب الي المقاهي لتوفير ثمن المشروبات التي يشربونها مجانا في مقار الحزب أثناء النميمه المعتاده …
الحزب الوطني الديمقراطي أعلن مرارا عن فكر جديد وعمل جديد وثوره جديده في العمل الحزبي واستبشر الاعضاء خيرا ولكن هذا الفكر والعمل والثوره كان عباره عن تغيير في التركيبه السكانيه لساكني المقار الحزبيه من أمناء وتشكيلات فقط ولكن بقت الأمور علي ما كانت عليه لم يحدث أي تغيير فلا الوجوه القديمه كان لديها فكر ولا الوجوه الجديده أيضا لديها فكر للتجديد ولعمل أي شيئ لجذب الناس أو عمل أي شيئ لخدمه الناس …
حزب مثل الحزب الوطني بما له من امكانيات عظيمه وتسهيلات لا تتوافر لغيره كان باستطاعته أن يكون شيئا أخر مختلف يجذب كل فئات الشعب من أطفال وشباب وشيوخ رجال ونساء بأشياء أو بتكاليف ربما تكون زهيده جدا لو قارناها مثلا بما تم انفاقه سابقا في أمور كثيره واعتمادا علي التسهيلات الحكوميه الممنوحه للحزب الوطني ...
ولكن يحكم تحركات وتصرفات الكوادر الحزبيه أولا رضاء من أوصلهم الي المنصب وموالاتهم ثم الخوف من الظهور الشديد الذي يعقبه بالتالي الخلع لأنه طبقا للعقيده الحزبيه المهيمنه علي الحزب الوطني .. للظهور أناس وللتلميع أناس وللمساعده أناس وللبقاء في الظل أناس وكل يعرف حجمه وقدره ولا يفكر أن يتخطاه حتي لا يطاح به …
والافكار كثيره وأطروحات العمل الشعبي كثيره ولكن ....
مجدي المصري
التعليقات (0)