الجمعية التونسية لترسيخ السلوك الحضاري
(الاعتدال )
صادرة بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 231 بتاريخ 28/12/2004 جمعية مدنية ذات صبغة عامة
من الهيئة المديرة للجمعية التونسية لترسيخ السلوك الحضاري (الاعتدال )
الموضوع : اقتراح خطة علاجية لصالح تلاميذ المؤسسات التربوية .
الحزام الأخلاقي والتربوي بالمؤسسات التربوية
من منطلق دورنا الوطني كطرف في مكونات المجتمع المدني وتفعيلا لدور المؤسسات والقانون في تونس فان الجمعية التونسية لترسيخ السلوك الحضاري (الاعتدال ) تساهم بما تراه مناسبا للرفع من مستوى المواطن التونسي في ميدان السلوك الحضاري وبحكم الاختلاط الطبيعي بين جميع أفراد المجتمع في الحياة العامة واستنادا إلى التقارير الصادرة عن المرصد الوطني للشباب والهيئات المماثلة التي تقر بانحدار خطير لأخلاق المواطن التونسي في تعامله بين بعضه البعض أو في تعامله تجاه القوانين المنظمة للحياة العامة التي وضعها المشرع التونسي وحيث أن القضايا العديدة والمتكررة التي تعرض على القضاء التونسي والتي نعرف تفاصيل بعضها في الصحف التونسية والتي تعود أساسا لعدم اكتراث نسبة كبيرة للمواطنين التونسيين إلى القيم الأخلاقية ومبادئ السلوك الحضاري واحترام الآخر وما نشهده من حالات انقطاع مبكر عن التعليم وما يحدث من التلاميذ الذين يزاولون الدراسة من سوء تعامل مع البيئة والمحيط وفي الحياة العامة في الطريق العام وأمام المؤسسات التربوية ,كل هذه العناصر تدفعنا إلى اقتراح خطة علاجية موجهة أساسا إلى التلاميذ الذين يزاولون دراستهم في جميع مراحل التعليم العام والخاص وذلك لغرس فيهم قيم تعامل أخلاقية نبيلة حتى يكونوا درعا لنا ولتونس مستقبلا عند التحاقهم بسوق الشغل أو نجاحهم إلى مستويات عليا لمواصلة الدراسة في تونس أو في الخارج وهذه الخطة العلاجية التي نسعى لرسمها في واقعنا المعاش لتكون حقيقة ملموسة يتعامل معها كل طرف .
وهذه الخطة العلاجية التي نطلق عليها اسم (( الحزام الأخلاقي والتربوي بالمؤسسات التربوية )) تقتضي ضرورة الالتزام التام لجميع الأطراف المتداخلة فيها ولا نقصد الالتزام الإداري فقط بل الالتزام الأخلاقي والعملي والإيمان بجدواها حتى تنجح وان نسخر كل طاقتنا المعرفية والعلمية والمادية لخدمة هذه الخطة وجعلها آلية نتوقع منها نتائج إيجابية نلمسها في سلوكات أبنائنا التلاميذ والذين بدورهم سيؤثرون في محيطهم الأسري والعلائقي الاجتماعي بما اكتسبوه من حس وطني وتربوي وأخلاقي خلال تنفيذ هذه الخطة .
التفاصيل العملية لهذه الخطة التي نطلق عليها اسم :
((الحزام الأخلاقي والتربوي بالمؤسسات التربوية ))
المؤسسة التربوية بكل مكوناتها المادية والبشرية لها الدور الأساسي في نجاح هذه الخطة بالتعامل والتكامل مع بعض مكونات المجتمع المدني التي لها علاقة بالميدان التربوي والثقافي والأخلاقي والرياضي مثل الجمعيات والمنظمات مع تحديد واضح لدور كل طرف منذ البداية ومدى تدخله دون اجتهادات فردية .
بداية , على المؤسسة التربوية أن تستقطب استقطابا تاما للتلميذ المرسم بها حيث أن الولي عندما يلتحق منظوره بالمؤسسة التربوية في بداية اليوم يكون مطمئنا بان ابنه هو على ذمة المؤسسة التربوية لكامل فترة الدراسة لذلك اليوم وهو يتوقع أن ابنه متواجد داخل المؤسسة التربوية وليس خارجها مهما كانت ظروف سير العمل بالمؤسسة في ذلك اليوم مثل عدم التحاق المدرس بالعمل أو غيابه لسبب من الأسباب أو عدم توفر فضاء داخل المؤسسة يبقى به التلميذ أو عدم توفر إطار مشرف على التلاميذ ولكن في الواقع الذي نحياه اليوم فان المؤسسة التربوية لا تقوم بدورها كاملا في حين أننا في دولة المؤسسات والقانون وهذا يعني أن تقوم كل مؤسسة بدورها كاملا تجاه من ارتبط بها من اجل الأمن القومي وهذه القاعدة التي ننطلق منها في اقتراحنا لهذه الخطة العلاجية التي نقترح تطبيقها تدريجيا كتجربة نموذجية وان تكون بكل إدارة جهوية على الأقل مؤسسة تبدا بهذه الخطة على أن تكون هذه الخطة قابلة للتقييم والمتابعة من قبل الإدارة المعنية حتى تتطور وتعطي أكلها .
إن الولي يرغب بان يكون منظوره متواجدا بالمؤسسة التربوية لكامل اليوم ولكنه يبقى عاجزا أمام الواقع الذي يعيشه يوميا في حياته وفي تعامله مع ابنه ومع المؤسسة التربوية حيث انه لا يجد سبيلا لتحقيق رغبته وهو يعلم أن ابنه يفقد تدريجيا مبادئ السلوك الحضاري والقيم النبيلة في تعامله داخل الأسرة أو خارجها ويلاحظ ذلك في سلوكه وفي لغته وتصرفاته ومواقفه وأفكاره التي ربما تكون غريبة عن مجتمعنا وبالتالي ربما يستقطب هذا التلميذ في بعض الاتجاهات المخالفة لتوجهات بلادنا السياسية والاجتماعية والثقافية منها مثلا ميدان المخدرات أو الانحراف أو تكوين العصابات المنظمة أو الانتماء إلى جماعات متطرفة مهما كان انتماءها الديني إسلامي او مسيحي أو يهودي أو الانخراط دون دراية في منظمات تخريبية مندسة في العالم تحت غطاء مزيف مثل ما تقوم به بعض المنظمات الأمريكية التي غايتها زعزعة الأنظمة السياسية العربية والإسلامية لأسباب سياسية واقتصادية ,كل هذه المخاطر ينساق فيها التلميذ متى وجد فراغا ومتى وجد فرصة عدم المراقبة ومتى لاحظ انسحاب اعد العناصر الأساسية التي يتعامل معها مثل المؤسسة التربوية وعدم تعاملها بجدية في مواضيع ذات البعد السلوكي والأخلاقي ,هذا ما لا يتوقعه الولي ولا يقرا له الحساب وهذا ما نراه دافعا لنا لاقتراح هذه الخطة العلاجية من اجل أبنائنا ومجتمعنا ومن اجل الأمن القومي لتونس .
الأسس التطبيقية لـ : ((الحزام الأخلاقي والتربوي بالمؤسسات التربوية ))
عند التحاق التلميذ بالمؤسسة التربوية فان هذه الأخيرة تتعهد باستقطابه داخلها خاصة في حالة عدم التحاق التلميذ بالفصل لأي سبب من الأسباب المذكورة سابقا وهذا الاستقطاب يكون بتوفير ما يسمى بالحزام ما قبل الالتحاق بقاعة الدرس والمتمثل في فضاءات توفرها المؤسسة التربوية بداخلها يتواجد بها التلميذ للقيام بنشاطات منظمة ذات بعد تربوي و أخلاقي أو ممارسة أي نشاط يرغب فيه أو مراجعة دروسه ,هذه الفضاءات تكون بعيدة عن قاعات الدروس العادية وعن الإدارة العادية للمؤسسة التربوية حيث يقع إنشاء إدارة داخل الإدارة دورها الرئيسي الإشراف على هذه المجموعة من التلاميذ المتواجدين داخل هذه الفضاءات وتسييرهم وتوجيههم وتوعيتهم بعيدا عن الأسلوب المعهود المتعامل به أثناء الالتحاق بالدروس الرسمية يعني ذلك انه يقع الفصل بين أسلوب وفلسفة التعامل مع التلميذ عند التحاقه بهذا الفضاء الجديد وعند تواجد التلميذ في ظروف السير العادي للدراسة وهذا التمييز يكون مباشرة عند التحاق التلميذ بهذا الفضاء أو ذاك فلكل مجال وفضاء أسلوب تعامل خاص به فهذه قاعات دروس و إدارة رسمية تراقب السير الطبيعي لسير العمل التربوي الأساسي والمحافظة على استقراره ومواصلته وتطبيق كل القوانين والتراتيب الداخلية المنظمة للحياة المدرسية داخل المؤسسة التربوية وهذا فضاء للتحرر والأنشطة الموازية للتربية نستلهم منه الأساليب العلمية والملاحظات العينية حول تصرفات وميولات كل تلميذ وهواياته وسلوكه ومستواه الأخلاقي الذي سيسهل علينا التدخل في مرحلة أخرى للعلاج والتوجيه والإرشاد دون الضرر به في حياته المدرسية أو في ربط تصرفاته داخل هذا الفضاء وتأثيرها على مواقف الإدارة تجاهه في العمل الرسمي إلا انه يمكن أن تكون الاستنتاجات المتحصل عليها من خلال نشاط التلميذ في أي مجال اختاره داخل هذا الفضاء أن تكون مستغلة بأسلوب متطور من قبل إدارة الإشراف على هذا الفضاء و إدارة المؤسسة التربوية وذلك باستغلال النتائج والملاحظات حول التلميذ التي تدخل في التقييم النهائي للتلميذ ومدى تفاعله مع المؤسستين .
لماذا نقترح هذا الفضاء الذي ستطبق فيه الخطة العلاجية :
((الحزام الأخلاقي والتربوي بالمؤسسات التربوية )) ؟
هذا الفضاء هو بمثابة الفضاء العازل بين الشارع أو الطريق العام والمؤسسة التربوية يعني ذلك انه بالنسبة للتلاميذ الذين ليس لهم دروس رسمية ويرغبون في البقاء أمام المؤسسة التربوية أو الذين غادروا المؤسسة التربوية لسبب من الأسباب نذكر منها إضراب المدرسين أو وجود اضطرابات اجتماعية في البلاد حيث انه يجبر التلميذ في هذه الحالة على الالتحاق بهذا الفضاء العازل إلى حين وقت الالتحاق بقاعة الدرس وهي عبارة على تهيئة للتلميذ قبل دخوله للدرس الرسمي ومزايا هذا الإجراء انه سيزيل المظاهر المخلة بالأخلاق أمام مؤسساتنا التربوية ويحد من التجمهر المجاني أمامها و إعطاء فرصة لمن يرغب في التلاميذ من الاحتماء من الظروف الطبيعية داخل مؤسسه التربوية وهذا الموقف بدوره سيجعل التلميذ في علاقة ترابطية وحميمية قوية مع مؤسسته إذ أنها وفرت له الدفىء الأسرى في الظروف الطبيعية القاسية مثل الحر الشديد أو الأمطار أو الرياح أو البرد القارص في الشتاء وكذلك سيطمئن هذا الإجراء الولي إلى درجة كبيرة الذي سيجد ابنه في أيادي أمينة قادرة على توجيهه وتوعيته واستقطابه إلى نشاطات مهارية تفيده مستقبلا على البقاء في الطريق العام عرضة إلى كل الاحتمالات التي ذكرنا بعضا سابقا .
كيف سيكون هذا الفضاء العازل لتطبيق الخطة العلاجية :
(الحزام الأخلاقي والتربوي بالمؤسسات التربوية ) ؟
هذا الفضاء سيكون له إدارة مستقلة منبثقة من إدارة المؤسسة التربوية يشرف عليها من عرف باستقامته الأخلاقية والمهنية وتقديره للإنسان مع الإلمام بالحياة النفسية للتلاميذ والفترة التي يمرون بها في أعمارهم الزمنية يساعده في ذلك منشطون في مختلف الأنشطة التي يقع بعثها وتركيزها تدريجيا حسب ما يطلبه التلاميذ ورغباتهم وتكون الفضاءات في شكل ورشات ونوادي مستقلة عن بعضها البعض ولكنها مفتوحة مرئيا على بعضها بإقامة فواصل بلورية أو جدران مفتوحة بنوافذ بلورية حتى يكون المناخ العام داخل هذا الفضاء مناخا اسريا يبعث على التنافس النزيه والانتماء والتعاون والتفاخر والتباهي لان التلميذ في مرحلة عمره تلك يرغب في أن يكون مكشوفا للآخرين ليبرز قدراته ومعارفه وهذا ما نسعى لتركيزه في نفسية التلميذ مع التدخل عند الاقتضاء لتعديل هذه الرغبات لتصبح اجتماعية وأخلاقية مقبولة من الجميع كلما لا حظنا خللا ما أو ترك الأمور تسير على طبيعتها إذا لاحظ إطار الإشراف أن التصرفات العامة للمشاركين في هذه الأنشطة تستجيب لقواعد التعامل والتعايش وتؤدي إلى الحصول على سلوك متميز لدى التلميذ يمكن أن يكون مشعا خارج المؤسسة التربوية ومفيدا .
كيف ستنجح هذه الخطة العلاجية ((الحزام الاخلاقي والتربوي للمؤسسات التربوية ))؟
1 ) إذا كان أيماننا بضرورة إيجاد هذه الخطة فلا بد من توفير المعطيات المعنوية والمادية الملموسة والضمانات اللازمة للتلميذ والولي حتى نضمن التعاون الكامل لكل الأطراف المتداخلة وهذه الضمانات أهمها إيجاد القانون المنظم لهذه التجربة وان التحاق التلميذ بالنشاط الموازي في هذا الفضاء يخضع إلى تقييم يدخل في اعتبار التقييم النهائي للتلميذ حيث انه يجب التنصيص على ضرورة تعاطي التلميذ لنشاط تربوي أو تقني أو ثقافي معرفي في هذا الفضاء الجديد وهذا النشاط يكون بإسناد ملاحظة أو تقييم بعدد يسند إلى التلميذ كمادة إجبارية تقيم مدى انتماء التلميذ وتعامله في نطاق الجماعة وانصهاره في التوجهات العامة للمؤسسة والنشاط المتوفر بهذا الفضاء وهو تقييم نفسي اجتماعي للتلميذ يقع التنصيص عليه في بطاقة النتائج لكل ثلاثي خلال السنة الدراسية استنادا آلي تقرير يقدمه المشرف على النادي وهذا يعني أن يكون هذا الفضاء منظم بشكل جيد وان يكون لكل تلميذ ملف فرعي متعلق بحضوره ومدى اهتمامه وتقدمه في الاستفادة من ممارسة موهبته وتقديمه لمشروع آخر السنة الدراسية يكون فرديا أو جماعيا حسب نوع النشاط المتعاطى .
2) أن يكون المشرف مولعا باختصاصه وليس يمارس هذا النشاط لمجرد انه عمل يقتات منه فالولع بالاختصاص يجعل المشرف على النادي يضفي الحب الحقيقي في التعامل مع هذا الاختصاص ويمكن أن يوصل حبه لهذا النشاط إلى تلاميذه ويستقطبهم بشكل جيد وناجح .
3) الحرص على أن يتلقى المُكون تكوينا في مادة التربية المدنية والإسلامية وبعض فروع علم الاجتماع الفردي والجماعي وعلن النفس الطفل وعلم النفس الجماعي حتى يكون مشبعا بالحس الوطني ليقوم بدوره كموجه لسلوك المتلقي وهذا هو الهدف الأساسي من اقتراح هذه الخطة العلاجية وهي معالجة انحدار السلوك لدى التلاميذ فالسلوك الحضاري الإيجابي مع براعة أو مهارة يدوية ومعرفية يحذقها التلميذ تجعل منه يسمى بسلوكه وبأفعاله ويصبح فاعلا إيجابيا في المجتمع .
4) أن لا ننطلق في بعث أي نشاط في هذا الفضاء إلا إذا اكتمل الإعداد المادي له بشكل جيد حتى لا يشعر التلميذ بعدم اكتراث الإدارة لهذا الأمر أن الأمر مجرد آلية وهو شكلي فنحن لا نرغب من وراء هذه الخطة العلاجية التمويه على التلميذ أو على الولي أو على أنفسنا وأننا وفرنا الفضاء وسننجز الباقي فيما بعد فليس المهم الكثرة أو الإيجاد بقدر ما نبحث عن الكيفية وعن الجدوى المستقبلية في الحصول على سلوك متوازن ومتخلق ومتشبع بالقيم النبيلة كما نص على ذلك الدستور التونسي والقانون التوجيهي للتربية والتعليم في تونس و التي تنعكس في تصرفات هذا التلميذ الذي سيصبح مستقبلا مواطنا يمارس حياة عادية في الحياة العامة .
5) ربط علاقة بين هذا الفضاء عن طريق المؤسسة التربوية مع دور الثقافة وجمعية المسرح إن وجدت بالمنطقة أو مع بعض النوادي المختصة والتي عرفت بجديتها في العمل والتابعة لمنظمة وطنية أو جمعية حتى يلتحق بها مجموع التلاميذ لممارسة نشاطهم إذا لم يكن هذا النشاط متوفرا بفضاء المؤسسة التربوية على أن يكون هذا الربط كما بينا في السابق في الفقرات رقم 1و2و3و4 حيث يكون النشاط منظما وأن يلتزم المشرف باتباع الإجراءات التي سبقت الذكر وهذا الربط سينعش عمل دور الثقافة والجمعيات المسرحية وسيخلق حركة ثقافية وتربوية وإبداعية في المنطقة تخرج ببلادنا من الحلقة المفرغة التي تحياها اليوم دور الثقافة والتي لا تلقى الإشعاع الكافي للقيام بدورها في المجتمع وهذا الربط بين المؤسسات التربوية عبر الفضاء الجديد المقترح ضمن الخطة العلاجية سيدفع فئة من المجتمع الذين انقطعوا عن الدراسة أو التحقوا بالحياة المهنية لسبب من الأسباب ولهم هواية معينة أو موهبة معينة أو حتى الولي الذي له اهتمام بنشاط من الأنشطة أن يلتحق بالفضاءات الثقافية مثل دار الثقافة أو النوادي المختصة أو جمعيات المسرح وهنا سنتحصل على تكامل في الأدوار وسنجد أن الولي ربما يلتحق للنشاط لممارسة هوايته جنبا إلى جنب مع ابنه أو ابنته وسنتحصل على تكامل بين المنتمين إلى الصفوف الدراسة والمواطنين في هذه النوادي الخارجية مع ضرورة تحديد سن معين لغير المنتمين إلى الدراسة حتى لا نحصل على تفاوت كبير في السن أو لا تنتج هذه الوضعية خللا أخلاقيا لا يمكن تفاديه بحكم تفاوت السن أو بحكم الاختلاط بين الجنسين ويعسر مراقبتها .
6) إذا حصل وانطلق هذا الفضاء وانطلقت هذه التجربة فان التعامل مع العادات السيئة للتلميذ يجب أن تكون إيجابيا بحيث يسمح للتلميذ بممارسة ما كان متعود على ممارسته قبل انطلاق هذه التجربة مثل التدخين وشرب القهوة أو لعب الورق فان تخصيص فضاء حر للتلميذ سيبعث في التلميذ الإحساس بقلة القيود وسيدفعه إلى الانخراط التلقائي في هذه التجربة الجديدة ويكون تدخل المشرف لمعالجة هذه العادات السيئة في التلاميذ بجميع أصنافهم بعد ما يقوم بتدوين ملاحظاته في شان كل تلميذ وان يتعامل معه بشكل انفرادي وليس أمام المجموعة وعلى امتداد كامل السنة الدراسية مع الحرص على أن تكون هذه الأماكن للتصرف الحر داخل الفضاء المقترح لا تتوفر فيها أماكن منزوية أو وحدات صحية تصعب مراقبتها حتى يتسنى ملاحظة كل من يدور في هذا الفضاء الحر دون أن يشعر بهذه المراقبة .
7) إن هذا الفضاء العازل الذي سيتضمن الخطة العلاجية سيكون له العديد من المزايا فهو سيسهل لنا عملية مراقبة سلوك الأفراد دون أن يشعروا بذلك وفي حالة ملاحظة بعض السلوكات في أي تلميذ من التلاميذ تكون لنا دليل على عدم اندماج هذا التلميذ في المجموعة أو عدم قدرته على التأقلم والانخراط في نشاط تعاوني وتكاملي مع رفاقه فان التنسيق بين هيئة الصحة المدرسية والمرافقة الصحية النفسية للتلميذ تصبح متأكدة لان هذا الفضاء سيسهل لنا عملية اكتشاف المواهب وكذلك سيسهل لنا عملية اكتشاف من يعاني من خلل سلوكي أو خلل نفسي يعيقه من الانخراط في العمل الجماعي مهما كان نوعه .
مزايا الخطة العلاجية المقترحة ((الحزام الأخلاقي والتربوي بالمؤسسات التربوية ))؟
1) قيام المؤسسة التربوية بدورها كاملا تجاه التلميذ وذلك بالربط بيت التربية والتعليم .
2) إنشاء حركة تربوية وثقافية ورياضية في المنطقة مما يعطي إشعاعا جديدا للمؤسسة التربوية بربطها بمحيطها وذلك بتفعيل اتفاقيات الشراكة المبرمة بين وزارة التربية والتكوين ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووزارة الصحة العمومية وكل الهياكل والمنظات والجمعيات ذات الصلة .
3) حماية تلاميذنا من مخاطر الطريق العام واستقطابهم داخل فضاء المؤسسة التربوية وغرس قيم نبيلة جديدة في سلوكاتهم واهم من ذلك اكساب التلميذ القدرة على ملءوقت الفراغ بنشاط مفيد وعدم القبول بتمضية الوقت دون استغلاله .
4) بعث الطمأنينة في نفسية الولي تجاه سلامة منظوره الذي أودعه إلى المؤسسة التربوية مما سيجعله يشعر بالارتياح والمصداقية في التعاطي الطبيعي للمؤسسة التربوية مع مشاغل الولي.
5) امتصاص ردة الفعل الجماعي للتلاميذ وذلك بعدم منحهم فرصة التجمهر العشوائي أمام المؤسسات التربوية في كل وقت دون موجب لذلك .
الأنشطة المقترحة :
كل ما يطلبه التلميذ يقع إدخاله في نشاط هذا الفضاء وتقنينه وجعله نشاط قابل للتقييم وللتعليم حتى يستفيد منه المتلقي ويمكنه من تقديم مشروع آخر السنة الدراسية الذي سيقع اعتمادة في بطاقة النتائج ويمكن أن يكون المشروع الذي يرغب التلميذ أو مجموعة تلاميذ في إنجازه أن يمتد على مدى سنة أو اكثر إذا تطلب الأمر ذلك وهذا سيعطي الرغبة للتلميذ في البحث والتعمق وسيخلق فيه روح المثابرة والصبر .
ختاما إن ما نصبو إليه عبر هذه الخطة هو أن يكون عنصر السلوك الحضاري حاضرا دوما لدى المكون والمشرف على هذا الفضاء في ذهنه حتى لا نغفل على الهدف الأساسي الذي بعثت من اجله هذه التجربة وان لا تحيد عن مبدئها الأساسي وهو تعديل السلوك الاجتماعي والنفسي الفردي والجماعي للتلميذ أو لمجموع التلاميذ حتى يكون سلوكا حضاريا بناء وقادرا على العطاء مستقبلا من خلال مواقف أو أفكار أو تصرف محمود يضمن الاستقامة لأجيالنا الصاعدة ويضمن لنا الاستقرار في نفسية شبابنا برغم الظروف العالمية التي تمر بها كل فئات المجمعات والتي تتميز في وقتنا الراهن بالضبابية وعدم الوضوح وعدم الثقة في المستقبل .إن هذا النشاط سيعطي للمتلقي بعدا جديدا من التفاؤل وحب الحياة رغم الصعوبات المعاشة والتي اصبح التلميذ واعيا بها من خلال أسرته أو من أقرانه أو من خلال وسائل الإعلام المحلية أو العالمية ودورنا هو بعث الأمل في شبابنا حتى يبحث ولا ييأس فالحلول دوما موجودة وما على الشخص إلا البحث والعمل لإيجاد ما يتماشى وطبيعة حياته وطبيعة مجتمعه وهذا دور الأجيال الصاعدة التي نبنيها حاليا بغرس قيم الحس الوطني الصادق حتى يتمكنوا من البحث والعمل في نطاق التحضر والسلوك الحضاري والتعلم والاقتدار على المهارات المعرفية والعلمية . مع التأكيد على أن هذه الخطة ستمكن العديد من فرص عمل في عدة اختصاصات .
الرسم البياني للحزام الاخلاقي والتربوي بالمؤسسات التربوية
التعليقات (0)