الحرية
الحرية
قال:انا اعشق الحرية
قلت:ومن لايعشقها ؟ هى معشوقة الجميع
قال: ولكن الظلاميين لايحبونها
قلت :دعك من الظلاميين وقل لى كيف تفهم الحرية ؟
قال: كيف أفهمها ؟ الحرية أن تعمل ما تشاء دون قيود دون وصاية من أحد
قلت: تعمل كل ما تشاء ؟
قال :طبعا دون أن تضر الآخرين يعنى كما يقال (أنت حر ما لم تضر )
قلت :يعنى مثلا هل من الحرية أن تضر نفسك ؟
قال : هى نفسى وأنا حر فيها وما للآخرين بى ؟
قلت :وهل تظن أن نفسك ملكك ؟ من أين اشتريتها ؟وكم دفعت فيها ؟
قال :ما هذاأنت تقول قولا لااستطيع الإجابة عليه
قلت :بل تستطيع أن تقول :نفسى ملك لخالقى ولاأستطيع أن أتصرف فيها بل هى أمانة عندى حتى يستردها بارئها
قال: حسنا وما صلة هذا بالحرية ؟
قلت :كما انك لاتستطيع التصرف فى نفسك التى بين جنبيك لأن هناك قانونا إلاهيا يمنعك كذلك لاتستطيع أن تتصرف كما يحلو لك دائما
قال :ولماذا ؟
قلت:هل عندك عقل ؟
قال:أتشتمنى ؟
قلت:يا رجل أنا أسألك بجد :هل عندك عقل ؟
قال:طبعا وهل تشك فى ذلك ؟
قلت :فأخبرنى مامعنى العقل ؟
قال (ضاحكا ) :عدنا إلى الألغاز
قلت: العقل معناه القيد هذا مفهومه فى لغتنا يقال (عقلت البعير أى قيدته حتى لايفر)
قال:مرة أخرى ما علاقة هذا بالحرية ؟
قلت: علاقته أن العقل يقيد صاحبه فلا يتصرف إلا فى الحدود التى يقبلها المجتمع والدين مثلا الرجل الذى يعتدى على أحد بالضرب يعاقبه القانون حماية للنفس البشرية
قال:طيب وهل قلت غير هذا ؟ انت حر مالم تضر
قلت:والرجل الذى يبعثر ماله الخاص دون عقل يمكن الحجر عليه ويوضع ماله تحت الوصاية لأنه سفيه فى حكم الشرع والقانون
قال:هذا ظلم لأنه ماله الخاص يفعل به ما يشاء
قلت: لو فكرت جيدا لعلمت أنه لايمكن وضع حدود فاصلة بينك وبين المجتمع لأنك ابن هذاالمجتمع وأحد مكوناته أفكارك جزء من أفكاره أموالك جزء من امواله بيتك جزء من بيوتاته وجودك نفسه جزء من وجوده الم تسمع أن الإنسان كائن اجتماعى ؟
قال:يعنى المجتمع سيف مصلت على الرقاب ؟وأن الإنسان عبد للمجتمع ؟
قلت:جئت إلى مربط الفرس الإنسان العاقل يجب أن يكون عبدا لله وحده وهذه العبودية هى عين الحرية
قال :العبودية عين الحرية ؟ كيف ؟
قلت:عبوديتك لله فقط ترسم لك ساحة واسعة من الحرية تستطيع أن تفعل فيها كل ما هو خير لنفسك ولمجتمعك وللناس أجمعين ولكن هذه الحرية تختفى عند الضر بالآخرين أو بنفسك فلا ضرر ولا ضرار
إذن هى فيود حريرية
قلت:نعم والله إن قيود القوانين البشرية قيود حديدية ولكن قيود ربك قيود حانية تعذر وترحم وتفتح باب التوبة
قال:ولكنها على أية حال قيود
قلت:نعم قيود تحميك قبل أن تحمى الآخرين
قال: قيود تحمينى ؟ أوضح
قلت:عندما شرع الله القصاص من القانل المتعمد فإنه بذلك يحمى النفس فأنت مطالب بحفظ حياة غيرك لأنه مطالب بالحفاظ على حياتك ولو أبحنا لك قتل غيرك لأبحنا لغيرك أن يقتلك وقل مثل ذلك فى الأعراض والأموال
قال:وماذا عن الأقوال ؟
قلت:الأقوال مثل الأفعال كل ذلك سواء فلاتقل كلمة يمكن أن تؤذى غيرك أو تسبب ضياع حق أو إزهاق نفس أو تغرس الرذيلة فى نفوس النشْ
قال:قف هنا ...معنى ذلك أن وسائل الإعلام يجب أن تخضع للقيود ؟هذا مرفوض دوليا لأنه ضد حرية الفكر
قلت:دعك من هذه الخزعبلات العالم الغربى الذى تقصده يضع قيودا صارمة على بعض القضايا
قال :مثل ماذا ؟
قلت: قضية (معاداة السامية )لايجرؤ مفكر غربى أن يعلن رأيه فى تلك المسألة هذا خط أحمر ومن سنوات قليلة شكك أستاذ جامعى أمريكى فى (الهلوكست ) ففصل من الجامعة بدعوى معاداة السامية ومعنىهذا ان القوم لهم ثوابت لايجوز تجاوزها والكل يراعى ذلك
قال:والمطلوب ؟
قلت:أن نكون مثلهم نراعى ثوابتنا ونحرص عليها لأنها شخصيتنا وبدونها نذوب فى بقية الأمم وغير معقول أن نوقع مثلا على قوانين سيئة السمعة تبيح الزنا واللواط والعرى بدعوى الحرية إنها حرية مسمومة تدمر ولا تعمر تقتل الأشخاص والشعوب والحضارة
قال:آمنت بالله ورضيت بالإسلام دينا
قلت:وجعلنا الله حراسا على ثغوره
منقول من مدونة -ابو المجد
التعليقات (0)