الحُرية ملوخية عربية
تختلف مفاهيم الحرية من مجتمع لآخر، فما يراه الروسي حريةً ليس بالضرورة أن يراه أفغاني يعيش وسط الجبال، وما تراه إمرأة إسبانية حرية ليس بالضرورة أن توافقها عليه أم عطيه القاطنة وسط مدينة بجنوب المملكة، وأم عطيه هنا كنية تحفظاً فلدينا نحنُ السعوديين تحسس من أسماء الأمهات والاخوات والزوجات علماً أننا نعشق النساء والمغامرة معهن فقد تفننا وسبقنا الأوائل ممن كانوا يتسرون بالجواري فأنتجنا زواجات مناسبة كان لبعض النسوة دورُ في إنتاجها ونسمي كل تلك المغامرات بالحب وهي ليست من الحب في شيء، وعنترة بن شداد هو الحكم اذا آراد البعض قاضياً على ذلك الحُب السُفلي...
الملوخية اكلة لا نعرف أصلها الشعبي لكن الشعب المصري من أكثر الشعوب العربية تفنناً في اعدادها فالملوخية بالأرانب الأكله المصرية المفضلة والعابرة للقارات كالكبسة السعودية المستوردة في تكوينها وأصلها، إذا آردت ملوخية لذيذة فعليك بسؤال أهل مصر عنها فأهل مصر أدرى بملوخيتهم مثلما أهل مكه أدرى بشعابهم، وبما أن كل مجتمع أدرى بملوخيته وبشعابه فلماذا التقليد إذاً! خصوصاً في هذا الوقت من الزمن المتغير..
العربي يحب التقليد في كل شيء تراه يُقلد الأوروبي والروسي والفلبيني وكأنه بلا هويه، والعربية كذلك تُقلد الأوروبيات اذا سنحت لها الفرصة، والمقصود بالتقليد هنا ليس التقليد الايجابي! بل التقليد الهابط بالأخلاق لمستوى القاع، الهوية الضعيفة تذوب في الهوية القوية هكذا يقول علم الاجتماع وقس على ذلك الثقافة والحضارة الخ، لدينا الكثير من القيم والمسلمات لكننا لم نعد نلقي لها بالاً، في العصر الجاهلي والمقصود بالجاهلي هنا عصر ما قبل الإسلام كان المجتمع آنذاك على مابه من علل واضطهاد للمرأة وتجارة للجنس ممتلئاً بالقيم فهناك الحرائر اللواتي لم ينجرفن وراء موضة التسري والجواري وهناك أيضاً الرجال الذين لا يقبلون التبعية والذوبان فضلاً عن الغيرة والشجاعه وقد قال عنترة بن شداد :
وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها..
وهو كافر مُشرك توفي قبل الربيع العربي وقبل فيروس كورونا وقبل ظاهرة مشاهير الفلس ب١٤١٣ عاماً تقريباً.
بتنا نشاهد في الأسواق والطرقات مناظر مخجلة من النساء والرجال فلم يعد هناك أي قيمة للحياء والخجل فضلاً عن الإلتزام الديني، يتعذر الغالبية بالخلاف بين الفقهاء في الحجاب واكاد أجزم بأن من يردد ذلك القول لم يقرأ ولا سطراً واحداً من أقوال العلماء المتقدمين أو المتأخرين!
هناك شذوذ فكري مثلما هناك شذوذ أخلاقي وكلا الأمرين كارثة، لقد فهم نساء ورجال العرب الحرية بشكلِ خاطيء وفهم عرب الصحراء الحرية بشكلِ خاطيء فالحرية عند العربي ملابس مكشوفة ومفاتن معروضة وتسكع في الطرقات وعلاقات جنسية بأسماء شرعية تشبة التعاملات المصرفية في المسمى والطريقة!
الحرية قيمة إنسانية قوامها العقل والارتكاز على الثوابت والمسلمات الدينية والعادات الأصيلة، البحث عن إثبات الذات أو المتعة بشكلِ خادش للحياء مرض ينم عن جملة من الأمراض وبما أننا مجتمعات عربية كسوله لا تحب الاعتراف بالمشكلات أو محاولة إيجاد الحلول الواقعية فإننا نؤمن بالمهدي المنتظر الذي سيحل جميع مشاكلنا فى ليلة وضحاها وحتى خروج أسطورة المهدي المنتظر نقول لو اطلع أبا جهل على من شوه الحرية بسلوكياتِ لا صلة لها بالحرية لبصق في وجهة ولقال لُعنت ورب الكعبه..
التعليقات (0)