مواضيع اليوم

الحرية الدينية لأهل الذمة

Eman Mrhoon

2011-05-30 17:41:27

0



منح الإسلام أهل الذمة الحرية في ممارسة الشعائر الدينية ولا يكرهون على ترك دينهم الذي ارتضوه لأنفسهم قال تعالى ( لا كراه في الدين ) وتنفيذا لما قرره كتاب الله احترام المسلمون شعائر أهل الذمة وعقائدهم بل كانوا لا يقلون في المحافظة عليها عنهم .

فقد روى أن وفد نجران ـوكانوا من النصارى العرب ـ لما قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فداخلو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وحانت صلاتهم فقاموا يصلون فى المسجد ,فأراد الناس منعهم فقال صلى الله عليه وسلم ((دعوهم )) فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم , ثم عقدوا مع الرسول عهدا يدفعون بموجبه الجزية
فللذميين الحرية الكاملة فى إقامة شعائرهم الدينية , فالشريعة لا تنتهك حرمه دينهم ولا أنفسهم ولا أموالهم ولا أعراضهم فقد وسعت تعاليمها وسماحتها كل الأجناس والألوان ولا تفاوت بينهم إلا بالعمل الصالح .
عدم تعرضهم لعقائد المسلمين
وإذا كان الإسلام يحترم عقائد أهل الذمة ويصون أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ويزود عنهم فعليهم أن يمتنعون عن كل ما فيه مساس بشعور المسلمين أوفيه طعن فى الدين الإسلامي أو فى كتاب الله أو فى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يأتوا بشئ من هذا أمام المسلمين حتى لا يثيروا الفتن ويشعلوا نار العداوة والفتنة أشد من القتل لأن خطرها قد يمتد فيؤدى إلى الهلاك والدمار ولذلك لما أتى عمر براهب فقيل له إنه يسب رسول الله قال (لو سمعته لقتلته إنا لم نعطهم الذمة على أن يسبوا ديننا ) فبين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن عقد الذمى ألزم المسلمين باحترام كل مقدسات غير المسلمين كما أنه ألزم غير المسلمين باحترام كل مقدسات المسلمين فمن خرج منهم على العهد وأثار الفتن فقد أهدر دمه
احترام أنفسهم وأموالهم وأعراضهم
يقضى عقد الذمة بأن المسلمين ملزمون باحترام أنفسهم وأموالهم وأعراضهم فدم الذمى محقون فلو أن مسلما قتل ذمى قُتل به وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل مسلما بذمى وقال( أنا أكرم من وفى بذمته) .
وتقطع يد المسلم لو سرق مال الذمي لأنه مال محترم ويقام عليه حد الزنا إذا اعتدى على عرضه بالزنا فهم يتمتعون فى دار الإسلام بما يتمتع به المسلمون به من حقوق كما أن عليهم من الواجبات ما على المسلمين وقد أرسى هذه القاعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين قال (لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) فما أعظم تعاليم هذا الدين وأعظم بسماحته بل والإسلام يمنحهم حقوقا ليست للمسلمين فأجاز لهم التعامل والانتفاع في الخمر والخنزير وهى أموال بالنسبة لهم ضمنها ، فأي سماحة تضاهى سماحة الإسلام في معاملته لأهل الذمة واحترامه لأنفسهم وأعراضهم وأموالهم ، وأباح التعامل معهم بكل أنواعه بيعا وشراء ورهناً وسائر التصرفات في أطار ما أجازته الشريعة الإسلامية ورسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ودرعه مرهونة عند يهودي بطعام اشتراه لأهله .
فالإسلام يقدر الإنسان ويقدر العهد وينبذ التعصب وهو بذلك يرسى قواعده لتكوين الدولة المتماسكة التي تظللها المودة والتعاطف وإن كان فيها أكثر من دين .
مصاهرة أهل الكتاب والأكل من ذبائحهم
لم تقف سماحة الإسلام مع أهل الذمة عند حد بل تخطت ذلك إلى ما هو أدق فى الاعتداء بأهل الكتاب فأباح الإسلام للمسلم أن يتزوج غير المسلمة الكتابية مع بقائها على دينها ، وجعل لها من الحقوق ما للزوجة المسلمة إلا الميراث ، كما أباح الأكل من ذبائحهم يقول الله تعالى ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو فى الآخرة من الخاسرين .
كل هذا يدل دلالة قاطعة على احترام الإسلام لأهل الذمة والعهد لأنفسهم وأموالهم وأعراضهم .
الوفاء بالعهد لأهل الذمة
بمقتضى نصوص صريحة تأمر الشريعة الإسلامية بالوفاء بالعهد . من ذلك قوله تعالى ( وبعهد الله أوفوا ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( وفاء لا غدر فيه ) .
والعهد مع أهل الذمة يقضى منحهم الحرية الدينية واحترام أنفسهم وأموالهم وأعراضهم .
ويحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من قذفهم وظلمهم وتكليفهم فوق طاقتهم فيقول صلى الله عليه وسلم (من قذف ذميا حد له يوم القيامة بساط من نار ) ويقول أيضا( من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا خصيمه يوم القيامة ) .
وأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمانا لأهل إيلياء لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم جاء فيه (هذا ما أعطى عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان .
وأعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم سقيمها وبريئها وسائر ملتها إنها لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من صلبهم ولا من شئ من أموالهم).
ويحذر عمر بن الخطاب رضى الله عنه عمرو بن العاص رضى الله عنهما من أن يظلم أهل الذمة فيقول من رسالة بعث إليه بها ( إن معك أهل الذمة والعهد فأحذر يا عمرو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمك ).
وقد سبق الكلام فى الوفاء بالعهد فاعتباره من أسس العلاقات الإنسانية في الإسلام .
                                                                                                   
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !