مواضيع اليوم

الحركة الوطنية الفلسطينية واقع وآفاق ؟؟

منار مهدي Manar Mahdy

2011-01-04 16:13:13

0

 إن النتيجة الطبيعية لحالة استمرار الانقسام, هي الوصول الحاد في الاتهامات والتخوين أو التكفير، فإما وطني أو خائن، مناضل أو مستسلم، علماني أو إسلامي , معي أو ضدي، وفي الحقيقة أن هذه الخطابات والاتهامات لا تصلح للواقع الفلسطيني المعقّد والمتداخل مع الواقع العربي والدولي السائد، وكما أنها تضرّ بالوعي، وتخلق حالة من التخندق والتحارب الداخليالذي لا يخدم إلا الاحتلال.

 

ولاسيما أن هكذا خطابات تتناقض مع الديمقراطية والحق في الإختلاف وإحترام الرأي الآخر،كونها تركز على التطابق وليس على التقاطع، ما يهدد التنوع والتعددية الذي إغتنت بها الساحة الفلسطينية.

 

فإن مشكلة الحركة الفلسطينية اليوم كأنها تبدو سهلة وسريعة الإستدراج إزاء محاولات إسرائيل تصدير أزماتها إليها، بسبب هشاشة مؤسّسات هذه الحركة وغياب الثقة بين أطرافها، وفي ضعف الإجماع بداخلها، وتدنّي مستوى وعيها وإدراكها للتحديات التي تواجهها, ويبدو من أن إسرائيل نجحت في إستغلال الأزمة الفلسطينية ونجحت في تحويل إنسحابها من قطاع غزة إلى أزمة جديدة للفلسطينيين, ونجحت أيضاً في تحويل المأثرة الفلسطينية المتعلقة بالإنتخابات والديمقراطية وتداول السلطة إلى عبء عليهم.

 

وحيث أن إسرائيل نجحت في مراحل سابقة في تحويل بعض من الوسائل الكفاحية الفلسطينية إلى عامل ضاغط على الفلسطينيين، مثل الإضراب عن العمل في المؤسسات الإسرائيلية، والمقاطعة التجارية وصولا للعمليات الاستشهادية أو التفجيرية، وإذ أنها إستطاعت إستبدال العمالة الفلسطينية بعمالة أجنبية, ومقابل المقاطعة, فرض حصار إقتصادي على الفلسطينيين، أما لمواجهة العمليات في إسرائيل, فذهبت إلى بناء الجدار الفاصل العنصري.

 

وإن إسرائيل اليوم تسعى إلى فرض دولة حدود مؤقتة للفلسطينيين, وتسعى نحو تحويل إنسحابها من أجزاء من الضفة الغربية إلى عامل حصار وعزل وضغط على الفلسطينيين، وبدلاً من أن يتحول إلى إنجاز وطني كبير, يتحول إلى مزيد من المعاني.

ومن هنا اعتقد أن على الحركة الوطنية إعادة بناء ذاتها للتخلص من أزماتها الداخلية العضوية، وهذا يتطلب ليس فقط إعادة بناء البيت الفلسطيني "منظمة التحرير" فحسب, وإنما يتطلب أولاً وأساساً، إعادة بناء الوعي السياسي الفلسطيني، وإعادة بناء مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية على أسس جديدة وعلى أساس الحق في الإختلاف والتعددية والتنوع, ويتطلب أيضاً إخراج الحركة الوطنية الفلسطينية من الأزمات العضوية المعششة فيها كي تكون أكثر قدرة ونجاعة في إدارة صراعها مع الاحتلال، وتحقيق الإنجازات. 

 

منار مهدي 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !