مـنذ فترة و تعلو أصوات في الحرس الثوري محذّرة من وقوع موجة اضطرابات نتيجة المشاكل الإقتصادية التي تشهدها البلاد بعد تشديد العقوبات الإقتصادية على إيران والتي تسببّت في تدهورحاد للموازنة العامة وانخفاضاً ملحوظاً في الدخل السنوي للفرد الإيراني . كل ذلك ترك هاجساً من الخوف لدى المسؤولين الإيرانيين من امكانية حدوث اضطرابات اجتماعية في هذا البلد.
كما أطلق قادة الحرس الثوري على الظروف التي تشهدها البلاد الـ "فتنة إقتصادية " .واتهموا أعداء الثورة بالوقوف وراء الكساد الإقتصادي الذي يعانيه هذا البلد.وقد طالب قادة في الحرس الثوري الشعب الإيراني بـ " استيعاب الظروف الحساسة التي يمرّ بها النظام".
فقد رأى ممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري حجة الإسلام "علي سعيدي" أنّ الحوار مع الغرب في ظلّ العقوبات الإقتصادية التي تُفرض على النظام بأنها ستضعف إرادة الجماهير الإيرانية .مصرّحاً بأنّ البلاد تمرّ بمرحلة حساسة للغاية وعلى الشعب استيعاب هذه الظروف جيداً.
أما "يدالله جواني" ممثل ولي الفقيه في الحرس الثوري اعتبرالظروف التي يمر بها النظام بأنها "حرب إقتصادية "موجّهة ضد الشعب الإيراني . مطالباً الرأي العام الإيراني مواجهتها للخروج من هذه المرحلة منتصرين .مؤكداً على ضرورة عدم الإستسلام لإملاءات الغرب . لأنّ ذلك يعني الخروج عن جادّة الثورة وفي حال حدث ذلك فلا يبقى معنىً لتطبيق "الإقتصاد المقاوم" الذي أطلقه أية الله علي خامنئي مرشد الثورة مطلع العام الإيراني الحالي.
خوف الحرس من وقوع ثورة الجياع في إيران وانتشار الفوضى وامكانية وقوع اضطرابات أمنية في هذا البلد . دفع هذه المؤسسة العسكرية الأمنية الإيرانية اجراء أكثر من عشرين مناورة خلال هذه السنة . في مناطق مختلفة من البلاد معظم هذه المناورات تركّزت على مواجهة العصيان المدني.
لكنّ الحرس الثوري ومن وراءه النظام الإيراني لن يتمكّنا من معالجة مشاكل البلاد المتأصلة عبر التلويح بعصى تخويف الشعوب والتلويح بالقمع .من دون اتخاذ خطوات ملموسة إقتصادياً وثقافياً وسياسياً وحتى إثنياً .فمصيرالحكومات التي حكمت بالحديد والنارماثلة أمامنا في دول "الربيع العربي" . فهي لم تصمد سوى أياماً أو شهوراً بوجه المد الجماهيري العارم فمنها من قضى ومنها من ينتظر فالعبرة لمن اعتبر.
التعليقات (0)