قرع عدد من الكتاب الصهاينة، الذين حضروا مؤتمر هرتسيليا، جرس الإنذار، محذرين مختلف المؤسسات في كيان العدو، مما أسموها "مخاطر الحرب الناعمة على إسرائيل"، في إشارة إلى الدور الفعال الذي مارسه الإعلام العربي الذي عمل على كشف الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني، والذي حذر الكتاب ذاتهم، من تأثر وسائل الإعلام الغربية، بما تقدمه وسائل الإعلام العربية التي أخذت موقعها في الصراع إلى جانب الحقوق الفلسطينية، والعربية . ويحذر شموئيل بار مدير الدراسات في معهد السياسة والإستراتيجية وزملائه في المعهد ذاته، راشيا ماتغر، وروفين بيركو، وعوديد بروش، والياس فتال، وآخرون، من تنامي إمكانيات "أعداء إسرائيل" في مجال الإعلام، وحملات المقاطعة بمختلف تسمياتها، ومجالات العلاقات العامة، مما يؤدي إلى الإضرار بصورة الكيان الصهيوني.
وانطلاقا من الحرص على مناعة التجمع الاستيطاني يدعو هؤلاء الكتاب، في بحثهم الذي قدم في مؤتمر هرتسيليا، إلى تكامل عمل المؤسسات الصهيونية المختلفة لمواجهة تأثير القوة الناعمة على مستقبل كيانهم عبر تفعيل مجموعة من الآليات، والإجراءات بحثاً عن عدم خسارة معركة الوعي.
إن بحث " في الحرب الناعمة ضد إسرائيل" يعكس واقعية انتصار قوى المقاومة في مواجهة التجمع الاستيطاني الصهيوني على أكثر من مستوى، ومنها، الانتصار في معركة الوعي الذي يحسب لها واضعو القرار في كيان العدو ألف حساب.
موقع "طريق القدس" الإلكتروني إذ ينشر الترجمة الأولية لملخص هذا البحث فإنه يلفت الأنظار إلى أهمية خوض المعركة مع العدو أيضاً على الصعيد الثقافي والفكري والإعلامي، وتحقيق نتائج هامة، لكن نقطة البدء في ذلك هو التمسك بحق الشعب الفلسطيني في فلسطين كاملة.
موقع طريق القدس
------------------------------------------------------
في " الحرب الناعمة" ضد إسرائيل :
الدوافع والحل والحوامل
الكتاب : شموئيل بشار ، شموئيل بار وراشيل Machtiger
ورقة عمل للمؤتمر هرتزليا 2010
منسق المشروع
الدكتور شموئيل بار ، مدير الدراسات في معهد للسياسة والاستراتيجية
الوثيقة التالية تلخص القضايا الرئيسية، والاستنتاجات الناشئة، التي تم التداول حولها في المرحلة الأولية للمناقشة. الوثيقة لا تعطي تفاصيل عن جميع ما تم مناقشته ، وبالتالي ليست ملزمة للمشاركين أو لإدارة المؤتمر.
الملخص التنفيذي:
التحريض ضد إسرائيل، واليهود، قد زاد خلال السنوات القليلة الماضية كجزء من إستراتيجية منسقة جيدا، حيث استطاع أعداء إسرائيل أن يملكوا الإمكانيات التي تمنحهم القدرة على مهاجمة إسرائيل، والتلاعب بجميع المحافل الدولية وعلى مختلف المستويات. في حين أن هذا التحريض ينبع من جذور عربية وإسلامية ، فقد استطاعوا الفوز في زيادة الدعم في الغرب لهم ، حيث أنه يبنى على النموذج الغربي القديم "الكلاسيكي" لمعاداة السامية.
يمكن رؤية حملة التحريض في كبريات القنوات الإعلامية العربية ، مثل الجزيرة ، التي بدأت القنوات الغربية تحذو حذوها ؛ ونجدها في المحافل الدولية ، وعلى رأسها الأمم المتحدة ، من خلال مبادرات المقاطعة التجارية ، وخاصة في أوروبا ؛ونجدها في مقاطعة الخبراء الإسرائيليين والأكاديميين في الجامعات، مستغلين الاتفاقيات الدولية ؛ و الإجراءات القانونية، لمنع كبار الساسة والقادة العسكريين الإسرائيليين من دخول أوروبا ، وغيرها من تدابير من هذا القبيل.
وعلى الرغم من الضرر الذي تلحقه هذه الحملات، إلا أن إسرائيل لم تضع هذه القضية في موقع أولوياتها من جدول الأعمال، ولم تعرها العناية الكفاية. إسرائيل ليس لديها التخصصات المعينة و الوكالات المتعددة التي يمكن أن تقود حملات العلاقات العامة الضرورية .
الحملة المعادية لإسرائيل ليس لديها دولة حاضنة مثل الولايات المتحدة، ولا خطة متكاملة للعلاقات العامة ، وليس لديها أي علاقة مع القوى الفاعلة ذات الاتصال المستمر مع المنظمات الطوعية في إسرائيل، ولكن فقر العلاقات العامة لدى إسرائيل سمح لأعدائها بنشر رسائلهم تباعاً. الحكومة الإسرائيلية يجب أن تدرك بأن هذه ليست مجرد موجة أخرى معادية لإسرائيل ، وموجة مشاعر معادية للسامية ،على خلفية بعض الأحداث الإسرائيلية العابرة ذات الصلة. بدلا من ذلك يجب إدراك أن هذا هو الاتجاه المتزايد الذي يؤدي لتآكل شرعية إسرائيل في الساحة الدولية، ويخلق فرصة للمقاطعة الشاملة ضد إسرائيل ، على غرار مقاطعة جنوب إفريقيا في عهد نظام الفصل العنصري. نهج إسرائيل في حاجة إلى ثورة ، و يجب إنشاء حملة استباقية بقيادة الولايات المتحدة ، قادرة على إدارة متكاملة للعلاقات العامة، بدلا من الاكتفاء بالعلاقات العامة الدفاعية على النحو الذي شهدناه حتى الآن . وهذا يتطلب أيضا تغييرات هيكلية ، مثل البحوث في الهياكل الأساسية ، والرصد المستمر والتوثيق ؛والاستجابة الفورية المهنية ؛ ونشاط في العلاقات العامة في المدارس والجامعات الأوروبية ، وفي مجال العمل القانوني ، مثل الجهود الرامية إلى تعديل التشريعات الحالية، وإقامة الدعاوى أمام المحاكم. على الصعيد الدبلوماسي ، مثل هذا العمل يتطلب تحول جذري للدبلوماسية الإسرائيلية العامة ، بحيث أن إسرائيل يجب أن تكون استباقية بدلا من القيام بردود أفعال ، وهو ما من شأنه أن يمنع التحريض ، بدلا من الاضطرار للدفاع بعد أن يتم النشر فعلا، وهو ما سينقل المعركة حول الرأي العام إلى ملعب الطرف المنافس. كما يجب على إسرائيل أن تبدي الجوانب الايجابية ، مع التركيز على انجازاتها ومساهماتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطب والزراعة والمجالات الأخرى.
المنظمات المحلية والأفراد في كل بلد من البلدان ، والمنظمات الدولية ، ليست بالضرورة كلها مرتبطة بإسرائيل أو في المجتمع اليهودي، لذلك يجب، وينبغي، العمل على تعبئتها ضد التحريض المعادي للإسرائيليين والسامية. ومن جهة أخرى، ينبغي تشجيع الجبهة القانونية والتشريعات التي تحظر التحريض ، و تحديث وتعديل القانون الدولي ضد الإرهاب ،بما يمكن البلدان الغربية ، بما فيها إسرائيل ، ويعطيها حرية أكبر في الحرب على الإرهاب ، مثل التأكيد على أن الإجراءات الضرورية لا تعتبر انتهاكات لحقوق الإنسان ، أو حتى جرائم حرب.
في الجانب الإعلامي، ينبغي التفكير والمساهمة الفاعلة مع الجهات الإعلامية القائمة في إسرائيل وعلى الصعيد الدولي في نشر الرواية الإسرائيلية بغية تقويض الرواية المعادية ما من شأنه أن يفضي إلى إنشاء قناة فضائية إضافية للتلفزيون الإسرائيلي، وإعادة البث الدولي للإذاعة الإسرائيلية ، واستئناف البث الإذاعي والتلفزيوني باللغة العربية الذي توقف بعد اتفاقات أوسلو ، واستخدام المواقع الإخبارية العربية الرائدة ، ولا سيما الأكثر ليبرالية منها ، لنشر ردود الفعل التي يمكن رؤيتها من شريحة واسعة من القراء. والأمر المطلوب هو وصول لتوافق واسع،بما فيه الكفاية، على تمويل وكالة حكومية لادارة المعركة ضد التحريض على الكراهية. مثل هذه الوكالة من شأنها معالجة مختلف الجوانب التي تنطوي على : الدين ، والقانون الدولي، السياسة والتحريض ، والمناهج الدراسية ، وما إلى ذلك. وسيتعين عليها أن تنسق مع الوكالات الحكومية الأخرى المشاركة في هذا العمل ، و العمل مع المنظمات والأشخاص الموجودين في الخارج الذين سيتم تحديدهم بوصفهم ذوي صلة في هذا الجهد.
الخيارات التي نوقشت حتى الآن هي :
(أ) إنشاء وحدة خاصة تابعة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الأمر الذي من شأنه أن يمنح آليات لتحليل الدعاية العربية والشروع في إرسال الرسائل، التي سيتم تعميمها بشكل منهجي من قبل المتحدثين الرسميين الإسرائيليين والمنظمات المؤيدة لإسرائيل والناشطين المولين في الخارج ، أو (ب) إنشاء كيان داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، يقوم بجمع وتحليل ونشر المعلومات، والشروع في "العمليات" في المناطق ذات الصلة بإسرائيل، عبر حملة علاقات عامة، ومباشرة وكالات الاستخبارات حملة علاقات عامة لإحباط حملات العلاقات العامة المناهضة لإسرائيل.
التعليقات (0)