نجد واقعا ان كل ديانة تنقسم الى عدد من الفرق فالديانة المسيحية تنقسم عدة فرق والديانة اليهودية كذلك والاسلام ينقسم الى ثلاثة وسبعين فرقة كما اخبر بذلك النبي الاكرم صلى الله عليه واله..فكذلك تنقسم الديانة الصابئة الى فرق يذكرها الباحثون انها تنقسم الى فرقتين
الفرقة الاولى : الصابئة المندائيون
والفرقة الثانية التي محل الكلام: فهم الذين عرفوا في الفكر الإسلامي باسم(( الحرانية ))، و قد نبه البيروني إلى أن هؤلاء – الصائبة الحرانية – ليسوا هم الصائبة على وجه الحقيقة ، و أنهم تسموا بالصائبة في عهد الدولة العباسية (سنة 288) ليعدوا في جملة من تؤخذ منه الجزية و ترعى له الذمة ، ويوضح الأستاذ – إسماعيل مظهر – ذلك بقوله : [ إنهم تسموا بهذا الاسم في زمن الخليفة العباسي عندما مر بحران ، ليحارب امبراطور بيزنطة ، فاطلع على أحوالهم ، ووقف على حقيقة ديانتهم فطلب منهم أن يعتنقوا دينا من الأديان قبل أن يعود من الحرب ، فدلهم بعض الدهاة - بعد أن دفعوا له الأموال - على أن يتسموا بالصائبة ، وهي من الأديان المذكورة في القرآن ,, المصدر (تاريخ الفكر العربي –إسماعيل مظهر ص 69.)
هذا في عالم الظاهر والشياع واستحكامها في المجتمع والتكرار فالحرانية تحسب كفرقة من الصابئة لكن على مستوى الواقع والحقيقة هم انتحلوا الديانة الصابئية ادعاءا وليس حقيقة وتطبيقا ونهجا , انما ادعوا ذلك خشية ورهبة ولكي يحقنوا دماءهم ويدفعوا الجزية...وهنا مورد كلام السيد الصرخي الحسني ومايقصده هنا هو ان الحرانية انتحلوا الصابئة..فالكلام في الانتحال ليكشف اصل واساس المنبع الذي خرج منه ابن تيمية ونسبه يرجع الى الحرانيين الذي هم زنادقة وعبدة الاوثان مستشهدا دام ظله من كتاب الفهرست لابن نديم (قال ابن النديم أبو يوسف أيشع القطيعي النصراني في كتابه في الكشف عن الحرنانيين:
(( إن المأمون اجتاز في آخر أيامه بديار مضر يريد بلاد الروم للغزو فتلقاه الناس يدعون له وفيهم جماعة من الحرنانيين وكان زيهم إذ ذاك لبس الأقبية وشعورهم طويلة فأنكر المأمون زيهم وقال لهم من انتم؟ من أهل الذمة؟ فقالوا: نحن الحرنانيون. قال: أنصارى انتم؟ قالوا: لا. قال لهم: أفلكم كتاب أم نبي؟ فجمجموا في القول فقال: فأنتم إذن الزنادقة))
ويعلق سماحته (دام ظله)على هذا القول :
(( يابن تيمية هؤلاء دخلوا في شيعة عثمان، هؤلاء من شيعة عثمان، المأمون يقول زنادقة، كيف يفتري على الشيعة ويقول الشيعة فيهم زنادقة وشيعة عثمان ليس فيهم زنادقة، لاحظوا التدليس، لاحظوا الإفك والافتراء، كل الأدلة واهية بهذا المستوى من السفه والوهن والإفك والكذب والخطيئة، كل ما طرح ابن تيمية او من نسبه لابن تيمية، وأنا مسؤول عن هذا الكلام، سأسفه كل ما طُرح من آراء ابن تيمية بهذا المستوى من التسفيه))
وهنا نقول لايستقيم قول من يحرف الكلم عن موضعه ويتصيد بالماء العكر ليقول ان الحرانية هم الصابئة والصابئة هم الحرانية..فالصابئة ديانة والحرانية انتحلوا الصابئة وهم قوم اصلهم إلى مدينة حرّان وهي مدينة قديمة جداً تقع شمالي أرض الجزيرة بالقرب من منابع نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات وغرب مدينة رأس العين موجودة في سوريا الشام شمال مدينة الرقة، وتقع حرّان ضمن حدود تركيا إذن هي مدينة تركية )..والصابئة أعم من الحرانية فليس كل صابئي هو حراني لان الحرانية بعد انتحالها الديانة الصابئية اصبحت فرقة منها حسب الظاهر .
.
https://www.youtube.com/watch?v=DzTzh28Uxys
التعليقات (0)