اقترب النقيض من النقيض لما استطاع إبليس أن يحول سبعة ألوان بسيطة إلي آلاف الألوان فأصبح اللون الأحمر القاني يتسلل درجة وراء أخري دون أن تشعر العين حتى يصير اللون أخضرا وكذلك بدأ الحلال الصافي يلبس لباسا شفافا يتغير شيئا فشيئا حتى يكون لونه حراما صريحا دون أن يشعر العقل البشري وأيضا تدرج الحرام من أدني درجاته تحت اسماء متدرجة حتى صار الحرام في نظر البعض حلالا ليس فيه شبهة ولما اختلف المسلمون في حل الشيء الواحد وحرمته فصار حلالا وحراما معا أي صار (حرالا), لم يعد الشخص العادي يستطيع التفرقة بين ما يحل وما يحرم خاصة في المسائل التي تتصل بالمعاملات الاقتصادية واختلاط الربا بالتقسيط اختلاط الليل بالنهار عند الخيط الأبيض والأسود من الفجر ومسائل الزواج العرفي وكل مسائل الخلاف المعروفة والمشتبهه. وإذا سلمنا أن الشيطان لا يغوي الأشقياء دفعة واحدة بل في خطوات كما قال الله في كتابه فقد تطور الشيطان العصري من الإنس والجن وكشف في البداية عن طلاء الأظافر حتى وصل إلي السوبر ستار والتجميل ونفخ الشفاه وشد الجلد وتغيير الملامح ثم انتهى بما أهلك آل لوط بل وجعل ذلك في شأن النساء أيضا والنجاة من كل هذا يتم بترك بعض الحلال لدرء الشبهة فمن يقدر علي ذلك فقد نجا وإلا فرحمة الله أرجى.
التعليقات (0)