الحراك المدني العراقي ومحاولات الاستحواذ والتجيير
لم يكن خروج العراقيين بمختلف اعمارهم واجناسهم واديانهم واطيافهم نحو ساحات التظاهر في بغداد والنجف والديوانية وكربلاء وذي قار والبصرة ومحافظات البلد الاخرى الا لأجل تحقيق اهداف تساعدهم على تغيير الواقع المؤلم الذي يمر بهم وبالاخص ما رأينا من خلال الحملة الكبرى لألغاء الرواتب التقاعدية المرتفعة جدا للبرلمانيين العراقيين, وفيها نجح العراقيون من خلال اصرارهم وتوحدهم في الشارع العراقي المقدس في تحقيق مطلب واحد وفعلا قد اصدرت المحكمة الاتحادية قرارها بالغاء الرواتب التقاعدية الجائرة للبرلمانيين رغم ان قرار المحكمة الاتحادية لم يطبق كما طمحوا له في الوهلة الاولى لا بل تم التصويت في البرلمان العراقي واصدار قانون التقاعد الموحد والذي تظمن في المادتين (37-38) امتيازات تقاعدية للبرلمانيين واصحاب الدرجات الخاصة كبيرة جدا وبذلك لم يطبق قرار المحكمة الاتحادية ,
لكن الجماهير نجحت لا بل حققوا نصرا لعله يكون الخطوة الاولى في طريق الألف ميل نحو عراق موحد ثائر و هكذا هم اليوم من كل صوب وحدب مستمرون نحو خطوات التغيير و النجاح من دون ان تحيطهم تسميات احزاب او مؤسسات او تيارات حتى لو كانت منطوية تحت غطاء منظمات المجتمع المدني فمهما كانت تلك الاحزاب والمؤسسسات ضخمة فهي لاتساوي نقطة في بحر العراق الكبير وبات المواطن الشريف الذي لايأبه للتسميات ولا للتكتلات التي تحاول تجيير نجاحه لها لدوافع لاتعدوا ان تكون ذات مصالح حزبوية اوشخصية او تعبوية للتلاعب بالحراك المدني السلمي في اخر مقصدها .
ان الرحلة الطويلة للسفينة تتطلب ان تمر بخطورة الامواج والعواصف العاتية حتى تصل نحو بر الامان ليعم الخير بلاد الرافدين ولتتحقق دولة الفارابي الفاضلة لذلك يجب ان يبقى الحراك المدني العراقي بعيدا عن اي (اطار) لاي تسمية او قيادة او شخصية تحاول سرقة جهود الاحرار لمصالح خاصة واهداف الاستحواذ على نجاحات الاخرين ولابد من توحيد الجهود السلمية في التوعية والتحشيد بعيدا عن التنظير والنقاشات الطويلة والعريضة غير المجدية ولا تاتي بمنفعة للمواطن العراقي .
التعليقات (0)