جلست وحدي ألعب (الكوتشينة) على الكمبيوتر في الطابق الأرضي تحت منزلي وشعرت بنزول ولدي الأكبر علي السلم فقلت لا يصح أن يراني في هذه الحالة فغيرت سريعا إلى برنامج للقرءان الكريم أعتاد على قراءته!! ولكني سألت نفسي لماذا أقع تحت الآية يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم ...فحدثتني نفسي أن أعود لما كنت فيه .... وقال الشيطان إن هذه ساعة تروح فيها عن نفسك ولا بأس ما دمت تشاهد ما لا يغضب الله!! وأنت أيضا تحتاج إلى ساعة تتوقف فيها عن قراءة القرءان أو عمل شيء مفيد!! ثم إن هذه الفسحة تجعلك تجدد نشاطك وتعود إلى قراءة القرءان كما تشاء!! وهي أيضا رياضة ذهنية قال عنها الله ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس!!.....قلت له اخسأ يا إبليس إنك تستدرجني لأضيع الوقت وربما تغافلت عن الصلاة وأنا لا أشعر!!.... قال ألم تقرأ بالأمس أكثر مما تقرأ كل يوم لأنك روحت عن نفسك ساعتين ولعبت الكوتشينة!!... قلت له سوف أحذف هذا البرنامج فورا...وقمت فعلا بحذفه ...وفي اليوم التالي بحثت بجهد كبير عن برنامج الكوتشينة حيث شعرت بالضجر من الفراغ ووجدته وأعدته إلى التشغيل!!.... وقضيت ساعات أمارس اللعب حتى أوشكت الصلاة أن تضيع مني!!.... هكذا فعلت..... ثم قلت لنفسي كيف أسرد هذه الواقعة لأقع تحت الآية (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) ربما رأى بعضهم ممن يحترمونني ويظنون أنني مختلف عن الناس أنني لا أفعل مثل ذلك.... وإذا اكتشفوا حقيقتي ضاع احترامهم ..... عدت إلى الآية يستخفون من الناس.......لأسردها حتى يكونوا أفضل مني ويعلمون أن ما خفي منهم عن الناس أكثر مما يعلمون وقلت للشيطان قد غلبتني اليوم وسوف أحاول أن أقهرك بإذن الله......غدا.....
.....لا....لا....لا الآن سوف أقهرك وأسرد ما أفهم عن الصلاة حتى يتعلم من يريد...
.....ها قد عدت لتشتري رضا الناس وتغير ما عرفوه عنك...
.....لا يا هذا سوف أقول ما أريد وليحكم من يقرأ بما شاء..
.....هل تبتغي وجه الله فعلا؟
...لا أدري حقيقة ما في نفسي فالله أعلم بما تخفي الصدور أكثر من أصحابها...
.....الله المستعان.....
إذا وقفت للصلاة تكبر الله بصيغة الغائب فتقول الله أكبر ولا تقول أنت يا رب الأكبر لأنه اعتراف عام لكل الخلق فلا يخصص.!! وكأن كل مصل في جماعة يقولها نيابة عن الآخرين (أو معهم) ...!!
...وكذلك في القول (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيممالك يوم الدين) فكل ذلك شكر ومدح وتمجيد من كل الخلق لله رب العالمين يقولها بعضهم نيابة واشتراكا مع البعض الآخر من الحاضرين أو الغائبين والمصلين في نفس الوقت في كل الصلوات المفروضة والنافلة حيث تقام الصلوات الخمس والسنن والأدعية معا في كل لحظة وفي كل بقعة من العالم المعروف!!
ثم يتحول كل المصلين في جماعة أو كل مصل منفردا إلى الحديث مباشرة مع الله قائلا (أو قائلين) إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم... (وتحديدا للطلب) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين...
وببالغ الأهمية يجب أن يعرض كل منا (أثناء الصلاة وبعدها) صلاته على نفسه متسائلا..هل أنا مستحضر لوقوفي أمام الله ولا أحسب حسابا لمن خلفي أو لمن أصلي بهم إماما؟...هل أنا مهتم باللحن والترنيم لأفوز باستحسانهم ورضاهم بقراءتي؟ (مع الإشارة أن هذا مطلوب أيضا!!)
ثم بعد الصلاة أسأل نفسي هل كنت مؤديا للصلاة باستشعار الحضرة الربانية الخالصة؟
... هل أؤدي صلاتي بنفس الوتيرة منفردا أو في جماعة أم تختلف قراءتي واهتمامي واستحضاري؟..
هل أؤدي الصلاة في الحالين في خشوع لا يحسب حسابا لغير الله؟...
..أغلب الصلوات التي نؤديها تبتعد كثيرا –أو قليلا- عن ذلك!!!!
فما هي الحكمة التي أراد الله أن تكون عليها الصلاة وترتيبها بهذه الصورة وليس بغيرها وبكلمات منها المحدد القطعي (مثل الفاتحة أو آيات القرءان) وبألفاظ وأدعية يقولها المصلي على هواه ويطلب فيها ما أراد؟..الحكمة لا يعلمها إلا هو ولكن المطلوب منا أن نتدبر ونفكر ولا نؤدي الصلاة بطريقة ميكانيكية آلية يغيب فيه الوعى أكثر مما يحضر وأن نستفيد منها في منع أنفسنا عما نهانا الله عنه (من لم تنهه صلاته فلا صلاة له)...وإلا فلا صلاة قد صلينا وإن كان القعود عنها بالتأكيد أسوأ من تركها... وعلى كل حال فما لا يدرك جله لا يترك كله ...
وصلاتك التي تصليها بغير هذا الحضور مقبولة إن شاء الله لأنه رحيم يعلم ضعفنا ويغفر تقصيرنا ........والمهم ...أن نصلي....
التعليقات (0)