مواضيع اليوم

الحديث عن السلام .. كلام في كلام

Saleem Moschtafa

2009-05-12 10:30:17

0

 

منذ أيام يقوم "بابا الفاتيكان" بما يسمونه "رحلة الحج" و فيها، كما يقولون، يسير عبر الطريق التي سلكها منذ آلاف السنين سيدنا المسيح عليه السلام.

 

الفاتيكان و منسقوا الرحلة في الشرق الأوسط، و منذ بداية الحديث عنها اعلاميا يؤكدون أنها رحلة دينية و روحية بامتياز، و لكن لا الطريق الذي سلكته و لا المحطات التي وقف عندها "البابا" في كل مرة توحي بذلك.

 

فتجاهل الأراضي السورية اشارة سياسية محضة، هذا دون أن ننسى أنه لم يكن موفقأ أبدا في كلامه حيث تكلم عن "الإحترام" في حديثه عن "المجتمع الإسلامي" دون "الدين الإسلامي"، على كل حال ليس هذا موضوع حديثنا.

 

فأثناء مروره ب "اسرائيل"، نظم له "الإسرائليون"، بموافقة منه بالطبع، لقاء مع عائلة الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شليط، في حين أننا نعلم أنه أثناء زيارته اليوم للأراضي الفلسطينية لن يقوم بالحركة ذاتها تجاه عائلات الأسرى الفلسطينيين، منظمو الرحلة قالوا إنه سيلتقي مواطنيين فلسطينيين "قد" أقول "قد" يكون من بينهم أب أو أم لأسير.

 

أنا أعتقد أن "قداسة البابا"، أعلموه فقط بوجود أسير "اسرائيلي" لدى الفلسطينيين و لكنه "لا يعلم" بوجود 11 ألف أسير فلسطيني في سجون الإحتلال، أو ربما يفهم فقط أنه لشليط أب و أن 11 ألف فلسطيني لا أباء لهم، و أن لشليط أم و لا أمهات ل11 ألف اسير فلسطيني، لشليط أخوة و أحبة و أصدقاء..و "دولة" و أن لا أخوة و لا أحبة و لا أصدقاء.. و لا "دولة" ل11 ألف أسير فلسطيني.

 

كثيرا ما نسمع "البابا" يتحدث عن "السلام و المحبة" و يصلي "للسلام و المحبة"، و لكن أعتقد أن هذا السلام يا "قداسة البابا" و تلك المحبة لا تنزل هكذا ب "الباراشيت" من السماء، السلام و المحبة يسكنان القلوب و الأرض عندما يسبقهما الإحساس بالعدل، و العدل الذي لم يوفره غيرك كان من المفروص أن تسعى اليه من المركز الذي تمثله، أقله أن تحقق العدل بين الأم "الإسرائيلية" التي تنتظر ابنها الذي أسر و هو يعتدي على الغيرو بين الأم الفلسطينية التي تنتظر ابنها الذي أخذ منها في الغالب من الشارع أو من وسط مظاهرة شعبية.

 

أعتقد انه في النهاية "معذور"، فتاريخه الذي نعلم لا يشرفه كثيرا مع اليهود و مع الصهاينة فوجب اذا البحث عن مخارج و تسويات معهم حتى على حساب "السلام و المحبة".

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !