الحديث المثمر مع الفتيان المذهبة |
أمة تعشق الورد إلى درجة أنها تأكله... أنا أقول:... لقد دخل «الفتى المذهب» مشحونا وعازما كل العزم على تأكيد جدارته، كان يريد الحصول على الكرة ولو بأسنانه ليسدّدها بقوّة وغضب وحنق، في شباك المنافس وفي وجوه منتقديه والمشكّكين بموهبته.. لقد نزل إلى الملعب في الدقيقة 58 وهو الذي اعتاد أن يلعب المباراة كاملة، وحصل على بطاقة صفراء بعد نزوله بدقيقة واحدة... صوت من الخارج يقول: الدّم الحار يجري في عروقه، إنه يلهث كمقاتل مجروح في أعماقه، يجري وفي ذهنه تتردّد الأصوات والأصداء من كل مكان... العبْ يا «غزال» لتدافعَ عن سمعة البلد... الْهثْ يا «غزال» فإن دمَ الشهداء سيحاسبك وحبر الجرائد أيضا.. الهثْ واغْرقْ في عرقك إن عيون الكاميرات العربية والعالمية تراقبك، أنت فتى المشرق والمغرب، وأنت فارسهم ورسول الملايين من المسلمين، قاتلْ يا «غزال» لتتحرّر «غزة» واصنعْ المعجزة التي نريد... أنت البطل القومي حامل كل الرايات... «الفتى المذهب» يقول: "ترونني يا أولاد إنني أرتقي وأطير وراء الكرة" "إنني المقاتل القوي... القوي... القوي..." وينقطع الصدى... المعلّق يقول: حدث خطأ ما يا جماهير... إن «الفتى المذهب» لم يدرك الكرة فلمسها بيده... صوت من الداخل يقول: في طفولتي كنت ألعبُ في المدرسة وأسجّل الأهداف وكان الجميع يظنّ أنني أفعل هذا دفاعا عن ألوان فريقي لكنني في الواقع كنت أحاول لفْت انتباه تلميذة جميلة كنت مغرما بها... فقط... عندما أقنعوني بضرورة اللعب في فريق مدينتي لم أسجّل أي هدف لأنّ تلك البنت التي تمنحني إرادة الإبداع لم تكن حاضرة، لو كان المدرب في تلك الأيام تحدّث إليّ وفهم ظروفي العاطفية لكنتُ قد حققتُ الأفضل، هذا ما أسمّيه، الحديث المثمر مع الفتيان المذهبة... هيا نعشق الورد هيا نتعلّم ألا نأكله...
بقلم: علي مغازي |
التعليقات (0)