الحدود الشرعيه و المرعيه

الحدود الشرعيه والمرعيه ..
الحدود الشرعيه غنيه عن التعريف والشرح والإيضاح .. أما الحدود المرعيه فهي بحق ما يحتاج الي تعريفات وشروحات وبحوثات في كل الإتجاهات فهي إن كان فيها الكثير من التطابق الحرفي واللفظي مع الحدود الشرعيه الا أن هناك بون شاسع بين معاني هذه الحدود ومعاني تلك الحدود ..
والحدود المرعيه هنا هي الحدود الدُنيا والحدود القُصوي وهي تشمل كل مناحي الحياه ولكن ما يهمنا اليوم منها هو "الحدود المرعيه في المرتبات المصريه" ..
بالأمس صدر حكم محكمه القضاء الإداري في مواجهه الحكومه بوضع حد أدنى لأجور جميع العاملين بالدولة بما يتناسب مع نفقات المعيشة ويحقق توازناً بينها وبين الزيادة الكبيرة فى الأسعار فأجور معظم العاملين في الدوله أصبحت اليوم بلا فخر "مسخره" بكل المقاييس النقديه والعينيه علي حد سواء لا تصل بأي حال من الأحوال الي "حد الدفاع الإجتماعي” وهو الحد الأدني اللازم ليستطيع العامل أو الموظف من خلاله من يأكل ويشرب ويدفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز ويتداوي هو وأسرته دون أن يكتسي فالعري أصبح موضه ..
فلم يعد مرتب العامل والموظف يكفي بضعه أيام من الشهر .. مما أدي الي إنتشار الفساد الاداري وتفشي الرشوه في أغلب القطاعات الحكوميه .. وهذه المرتبات الحكوميه التي تُعد الميزان أو القياس للقطاعات الخاصه والإستثماريه والمشتركه حاولت الحكومه تجميلها عده مرات بإطلاق الحوافز والبدلات بدون سقف ولكن وآه من مراره لكن ..
بدلا من إطلاق الحوافز والبدلات للموظف والعامل تم القاء بضع جنيهات في وجهه لا تغني ولا تسمن من جوع وتم تقسيم كل شيئ بين الكبار لتتحول المرتبات والحوافز والبدلات للبعض الي أرقام بالملايين تخيلوا ..!!!
أرقام مرتبات بالملايين لموظفين حكوميين في دوله تعاني من كل شيئ وبدون حد أقصي بل وأيضا أن البعض يمكن أن يقبض من عده جهات وليس جهه واحده عده مرتبات بالملايين مره واحده نظير أعمال خارقه لا يؤديها ولكن يصله المظروف المتخم بأوراق البنكنوت كل أول شهر من عده جهات وبالرغم من كل تلك الارقام الفلكيه تحصد مصر المراكز المتقدمه في سوء الاداره عالميا ..!!!
وهنا صرخ الناس في كل مكان مطالبين بالحد الأدني "حد الدفاع الإجتماعي" للأجور و المرتبات بما يسمح لهم بالعيش مجرد العيش وتتعاطف معهم وتقتنع بعداله مطلبهم محكمه القضاء الإداري وتصدر حكمها التاريخي السابق ذكره ..
وهنا لابد من أن تتعاطف نفس المحكمه الإداريه وتقتنع بعداله المطلب الخاص بوضع حد أقصي أو سقف للمرتبات بحوافزها وبدلاتها للساده المديرين ورؤساء مجالس الإداره .. الي آخره .. تتساوي مثلا مع مرتب الرئيس الفرنسي أو الرئيس الأمريكي وهذا أضعف الإيمان …
مجدي المصري