فى الحقيقة اى انسان عاقل المفروض ان يتعلم من اخطائة,والذى حدث فى بلادنا وبلاد المسلمين قبل هذه الثورات , هو اننا تركنا الباطل حتى استشرى وسكتنا ,وكنا نخاف من قول الحق,وكان ذلك سببه حب الدنيا وكراهية الموت وضعف الايمان وربما جهل البعض بالعقيدة ,لان الانسان المؤمن لايخاف الا الله ,والعقل والمنطق كان يقتضى اننا حتى لو لم نكن مؤمنين ان نكن اذكياء ونعلم ان سكوتنا على الباطل سيؤدى بنا فى النهاية الى ان الشر سيصيبنا حتى لو اتقيناه بالسكوت,والظلم لم يترك احد,اذن فى النهاية نحن خسرنا,واى انسان يسكت على المنكر سوف يخسرحتماً.
وعندما ينصح شخص شخص آخر نصيحة ناتجه عن تجربه باتقاء شر معين ,ولم يستجب هذا الشخص ثم يقع فى هذا الشر ,فلا يلومن الا نفسه فما بالنا ان يكون الناصح هو السميع العليم.
ولقد حذرنا الله تعالى الذى خلقنا ونصحنا مرارا وتكرارا فى القرآن الكريم وكذلك نبينا الحبيب اننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حتى لا تحدث مثل هذا الكوارث.
فقد قال تعالى:"ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون "آل عمران 104
"كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون "آل عمران 110
"لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (78) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون" (79)المائدة
فالذين يسكتون على المنكر والباطل والظلم والزور يستحقون العذاب واللعنة فى الدنيا ,واللعنه هى الطرد من رحمة الله ومن لم يرحمه الله من سيرحمه؟؟؟؟ اذا لم يرحمك ارحم الراحمين من سيرحمك؟؟؟
وقال نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"لا يترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا عم الله القوم بعذاب"
وهذا الحديث ينطبق تماما على الحالة التى كنا فيها فى مصر وبالطبع موجوده فى بعض بل اغلب البلاد العربية والاسلامية وحتى التى تدعى تطبيق الشريعة ,فلقد عشنا فى ضنك لما سكتنا على المنكر والظلم والباطل وتركنا شريعة الله وتمسكنا بشريعة البشر التى ادت بنا الى الفساد والظلم .
قال صلى الله عليه وسلم ايضاً:
"والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا "
وقال ايضاً:
"والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أوليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجيب لكم "
وفى هذا الحديث نرى كيف ان ترك الامر بامعروف والنهى عن المنكر يؤدى الا عدم استجابه الدعاء وفى هذا دليل عن ان العمل والايجابيه امر الهى وان من يتخاذل عن ذلك ويكتفى بالدعاء على الظالم بدون جهاد كما كان يفعل بعض رجال الدين لن يجدى .
وقال عليه الصلاة والسلام ايضاً:
"إن الله عز وجل لا يهلك العامة بعمل الخاصة ولكن إذا رأوا المنكر بين ظهرانيهم فلم يغيروه عذب الله عز وجل العامة والخاصة "
فيجب ان نعى الدرس الذى عشناها ,ونفهم اننا يجب ان نعيش طوال حياتنا يقظين وكل منا يجب ان لا يسكت عن اى خطأ يراه فى اى مكان ,فالحريق عندما يبدأ جذوة صغيرة يسهل جدا السيطرة عليه ,ولكن اذا تركناه صعب اطفاءة وربما احترقنا به جميعاً.
ولقد لعب الكثير من الحكام المسلمين والعرب لعبة قذرة فى العقود بل فى القرون الاخيرة,الا وهى حصر رجال الدين والدعوة فى فكرة ان المنكر والمعروف هو فقط ترك الحجاب واللحية والغناء وغيرها من المنكرات التى حصر فيها الدين,وتناسوا او تعمدوا اقصاء المنكرات الأهم ولب العقيدة او المنكرات الجوهريه والاساسية فى الارض وهى شهادة الزور والرشوة والفساد والربا وكتم الحق والسكوت عن الباطل وظلم الحكام ,وهى اساس المنكرات التى ارسل الله رسله من اجلها,واصبح بعض علماء الدين جلادين للشعوب ,وليسوا مناضلين من اجل الحق والذى من المفروض ان يكون دورهم الحقيقى,وتناسوا هدى اسلافهم الذين يدعون اتباعهم مثل الامام احمد بن حنبل ,والامام ابن تيمية والعز ابن عبد السلام وغيرهم من العلماء المناضلين المعبرين عن الاسلام الحقيقى.
فيجب ان نعى الدرس الذى عايشناه ولا نتنازل طوال حياتنا ونعلم ابنائنا ان لا يسكتوا عن حق ضائع ابدا وان يقولوا الحق ولو على حياتهم لان الحياه بدون رحمة من الله لهى عذاب وجحيم والشهادة نعيم فى الجنة.
التعليقات (0)