مواضيع اليوم

الحدث العراقي والإعلام المأجور

ياسر العزاوي

2011-05-17 14:57:54

0

الإعلام هذا الإخطبوط ذو الأذرع المليونية الذي يدخل ملايين البيوت يوميا دون استئذان عبر شاشات التلفزة وشبكات الانترنت وغيرها من الوسائل، لذلك لابد له أن يمتاز بالأمانة والحرص على توجيه المتلقي نحو كل ما يساعده على أداء دوره في الحياة بشكل سليم ومنطقي.
لكننا في العراق وللأسف لا نواجه إلا إعلاما مغرضا يريد بنا الغدر ويتربص بالشعب الدوائر ولا يقدم أي حلول سوى انه تابع لمحركات تعمل بالرموت كنترول (التوجيه عن بعد) ولعلنا نستطيع أن نجزم أن الإعلام الموجه ضد الشعب العراقي بقسميه الخارجي والداخلي ما هو إلا أدوات لتنفيذ أجندات خارجية تدير المعركة بطريقة خطوط المواجهة المتعددة القريبة منها أو البعيدة.
فلو اشرنا على أي من الإحداث التي مرت على الساحة العراقية وعرضناها على سلة الأرشيف الإعلامي لوجدنا بوضوح التعامل معها على أساس الترويج لفكرة ما مدعومة من إحدى الجهات الداعمة من خلف الحدود ولا تعير وزنا للمصلحة العراقية العليا أو لمشاعر الشعب فعلى سبيل المثال لو أخذنا حدث الانتخابات الذي يعتبر حدث مصيري بالنسبة للشعب العراقي يلزم المهتمين بالتعامل معه بكل دقة وحذر لما تحيطه من ظروف غاية في التعقيد نجد أن وسائل الإعلام الداخلية والخارجية وضعته على دكة التشريح واخذ كل على هواه وتفسيره المدعوم من هنا وهناك بالقيام بعملية التقطيع والاجتزاء والكيل بأكثر من مكيال لكي يظهر للآخرين نقاط الضعف دون القوة في هكذا حدث قل نظيره في المنطقة إن لم نقل بعدم وجوده بالأصل، فأخذت سكاكين الإعلام الغادر والمنافق بالتقطيع بجسد هذا الشعب بتهمة الديمقراطية والتعددية التي تعتبر من اخطر التهم في محيط تسوده الدكتاتوريات والأنظمة الشمولية الأزلية.
ولم يتوقف هذا الإعلام المغرض عند انتهاء فترة الانتخابات بل كان له في كل مرحلة موقف يحاول من خلاله زعزعة الثقة بين الشعب وقياداته من اجل تقويض مساحة العمل الجاد على طريق بناء العراق الجديد واليوم نجده يقف شاهرا سيف الفتنة والتأجيج الطائفي بوقوفه ضد تطلعات الشعب في الوحدة والخلاص من أتون الأزمات فبدل من أن يعطي الصورة المشرقة لما يجري من حوارات سياسية بغية الوصول إلى حلول تفضي إلى تشكيل الحكومة المقبلة نجده يسعى وبلا أدنى استحياء لدق أسفين الفرقة والتنافر والعزف على وتر الخلاف والتقاطع، فمرة نجده يصور أن التقارب بين ائتلافي دولة القانون والوطني نوع من الاصطفاف الطائفي، ومرة يتهم من يقترب من القائمة العراقية بالتنازل عن المبادئ والركون إلى البعث، وأخرى يحاول تمزيق القائمة العراقية من الداخل عندما يعرض أكثر من رأي لشخصياتها في قضية واحدة، وكذلك يفعل هذا الإعلام المأجور مع الأحزاب الأخرى سنية كانت أو شيعية كردية كانت أو عربية، فهو إذ يقوم بهذا الدور إنما يهدف إلى تمزيق اللحمة العراقية التي يسعى إلى لمها قادة الشعب الحريصون على مصالحه إضافة إلى انه يعمل وبشكل لم يعد مخفيا على احد بتنفيذ أجندات خارجية أريد لها النزول إلى الشارع السياسي العراقي فلم يجد أسهل واقرب واقصر من طريق الإعلام مدفوع الأجر والذي مثل بدوره دناءة المانحين وسقوطهم في وحل الجريمة الإعلامية التي لا تقل بدورها عن الجريمة الجنائية التي ترتكب بحق أبناء هذا الشعب يوميا من قتل وتدمير لكل ما هو جديد ومختلف عن الماضي الذي ملأه صدام ومن وراءه الأنظمة الداعمة له بالمقابر الجماعية والسجون السرية والتشريد لأبناء هذا الشعب.
فعلى وسائل الإعلام المحايد رغم قلتها تقع مسؤولية الدفاع عن حيثية الاعلام والرسالة المقدسة التي يضطلع بها بشكل عام والتي من اولويات مهامها الدفاع عن القضايا الإنسانية للشعوب وبيان مظلومية من ظلم وفضح العاملين بالظلم والطغيان كما أن الوقوف إلى جانب الشعب العراقي ودعم مسيرته نحو الديمقراطية إنما هو الخطوة الأولى نحو انعتاق باقي شعوب المنطقة التي ما زالت تعاني من سحق الكرامة وتضييع الهوية وبهذا تكون وسائل الإعلام قد أدت دورها الطبيعي في مناصرة الشعوب..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !