البارحة كانت ليلة مميزة في تاريخ المهرجانات المغربية ونجاح سهرة شاكيرا "المسك الختام" لسلسلة سهرات مهرجان "موازين" فاق كل التوقعات، فاق كل الأعمار وفاق كل الطبقات، حجاج شاكيرا البارحة كانوا شباب وشيوخ متعلمين وأميين من كل فئات المجتمع، كان الإحساس بالأمان يطغى كلما لوحظ عشرات بل مئات وأكاد أقسم بالآلاف من أنواع الحرس والأمن..يطوقون محيط "منصة السويسي" أو"منصة الهيلتون" كما يحلو للبعض أن يسميها على الرغم من أن "الهيلتون" أصبح "سوفيتيل" ولكنها العقلية الرافضة للجديد والمتمسكة بالعتيد تهيمن حتى في تسمية الأماكن..ورغم ذلك فكل الطرق تؤدي إلى التبرك بالمقام الشكيري إذ يكفي فقط أن تقول أنا ذاهب لشاكيرا ليصبح دليلك لها بعد المئة: ألف..
,,
جميلة جدا شاكيرا في سهرة البارحة، وقبلها بقليل قال لي: "يا بنتي كلشي دوخاتهم هاد شاكيرا راجلها لاعب دابا فالبارسا وهي لاعبة علينا الليلة، الدنيا ما كاين فيها غير اللعب، هما اللي صدقات ليهم، غير اللعابة وصافي".
ابتسمت ولم أعقب على كلامه سوى مستفسرة: علاش شكون راجلها؟
ـ الاعب بيكيه ماعرفتيهش؟ أجابني بسرعة.
وابتسمت أكثر ولكن بسخرية هذه المرة، فالأكيد أنه هو من عقد قرانهما الذي لم يحدث بعد والذي قد لا يحدث. لم أسترسل في الحديث ولم أعقب فسائق التاكسي على كل حال كان في عمر والدي فعلا.
,,
لم تصعد الفاتنة إلا بعد أن شاهدت مباراة الحبيب الذي يصغرها بعشر سنوات كاملة، وهي التي قد طلبت قبلا من المشرفين تجهيز شاشة كبيرة لمشاهدة المباراة كما بثت ذلك أمواج الإذاعة الوطنية صباح اليوم الاخير من المهرجان.
الحقيقة أنها أمتعت أعدادا هائلة بمشاهدة المباراة والبحث ـ مع بعض ـ عن أرجل الحبيب بيكيه وهي تتلقف الكرة يمينا وشمالا .."شوفو الحب وعمايله".
,,
الفرحة بفوز البارسا زادت من أعداد حجاج المقام الشكيري البارحة فهذا الكم من الحضور الملفت والمتعدي لساكنة الرباط إلى غيرها من المدن المغربية، أذهلني بإعجاب وتذكرت قبل أسابيع شوارع الرباط الرئيسية وهي تحتشد أياما طوالا بلياليها بالمتظاهرين الداعين إلى إلغاء مهرجان "موازين"، والرافضين لقدوم شاكيرا خاصة. وأن أجرها البالغ المليارين هو جرم في حق كل المغاربة.
,,
جميلة حقا هي العقلية المغربية في تناقضاتها.. في رفضها وقبولها.. في احتجاجاتها وحجاتها.
التعليقات (0)