الحب في زمن السي كرّط ( monsieur korette)

2010-01-14 05:57:07

يرجع البعض عدم نجاح قصص الحب في هذا الزمن، إلى التغيرات التي طرأت في آليات التواصل بين الناس،فآليوم أصبحت العلاقات جامدة وكأنها موصولة بسلك كهربائي، فما بين عشية وضحاها يخرج لك شاب من شباب اليوم بقصة حب، ولما تسأله كيف تعرف إلى من يسميها حبيبته؟ يجيبك بكل صراحة: تعرفت عليها ليلة أمس بواسطة الشات أي في غرف الدردشة المنتشرة على الأنترنت .

أما في أيام زمان حسب قصص العشق المشهورة التي وصلتنا إما عن طريق الكتابات أوالأشعاركقصة ليلى و المجنون أو روميو و جوليت فقد كان لكي تفوز بحب عليك أن تقطع أشواطا وسنوات وفي أحسن الحالات شهورا أو على الأقل أن تكون شاعراً كما في حالة قيس الذي أنشد و قال عندما وقعت عينه على ليلى:

سحرتني ليلى بسواد عينها إنما السحر في سواد العيون

أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجدي عليّ جنونٍ

فيا نفس صبرا لاتكوني لجوجة فما قد قضى الرحمن فهو يكون

لقد ثبتت في القلب منك محبة كما ثبتت في الراحتين الأصابع

فلما سمعت ليلى شعره ذرفت عيناها بالدموع وكانت تخفي دموعها بطرف قناعها فنظرت إلى قيس فأنشدت:

كلانا مظهر للناس بغضا وكل عند صاحبه مكين

تبلغنا العيون بما اردنا وفي القلبين ثم هوى دفين

فطب نفسا وقر عينـــــا فإن هواك في قلبي معين

في النهاية مهما قيل حول الحب، فإن قيمته لا تكمن في رقمه أهو الأول أو الثاني أو الأخير، بقدر ما تكمن في كيفية الحفاظ على هذا الحب نقيا بعيدا عن كل ما يمكن أن يضربه في صدقيته وطهارته، فالحب كشعور هو قيمة إنسانية، لكنه يفقد براءته عندما يتحول إلى وسيلة لإفراغ الغرائز، أو عندما يصبح الحب سفينة عمياء لا يُعلم قبلتها.